خسر الكاميروني عيسى
حياتو رئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" أمام منافسه أحمد أحمد، رئيس اتحاد مدغشقر، في الانتخابات التي جرت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا الخميس الماضي.
وبحسب مراقبين؛ فإن الإطاحة بحياتو بعد 29 عاما قضاها في منصبه؛ لم تكن شأنا رياضيا بحتا، بل اختلطت فيه الرياضة بالسياسة والاقتصاد.
وكان حياتو قد دخل في صدامات متعددة مع
مصر، حيث قررت حكومة الانقلاب إحالته للنيابة في 4 كانون الثاني/ يناير الماضي، بتهمة الفساد في بيع حقوق بث بطولات الاتحاد لشركة "لاغارديير" الفرنسية المتعاقدة مع شبكة "بي إن سبورت" القطرية"، وهو ما رد عليه حياتو بالتهديد بنقل مقر الاتحاد الأفريقي من القاهرة.
تحالف مصري إماراتي
وقال الصحفي الرياضي محمد يسري، إن تحالفا مصريا إماراتيا دخلت فيه شركة بريزنتيشن المملوكة لرجل الأعمال المقرب من النظام أحمد أبو هشيمة؛ موّل هذه المواجهة مع عيسى حياتو، مؤكدا أن هذا التحالف دفع أموالا طائلة لاتحادات أهلية أفريقية حتى يصوتوا ضد حياتو، سعيا وراء رغبة مجنونة في الحصول على حقوق بث أي بطولات في أفريقيا حتى لو تعرض للخسارة المادية؛ من أجل حرمان شبكة بي إن القطرية من هذه الميزة.
ولم يستبعد يسري عبر صفحته في "فيسبوك" تدخل غاسلي أموال وأجهزة مخابرات؛ لإدارة الصراع "بعدما أصبحت كرة القدم مجالا خصبا لغسل سمعة الأنظمة الدكتاتورية، مثلما تفعل الصين في الفترة الأخيرة".
ونقل موقع "يلا كورة" المتخصص في كرة القدم، الجمعة، عن مصدر في اتحاد الكرة المصري، تأكيده أن عدة اتحادات متحالفة، من بينها مصر ونيجيريا وغانا والكونغو الديمقراطية وجنوب أفريقيا، شاركت في إسقاط حياتو، مضيفا أن رئيس الاتحاد المصري هاني أبو ريدة أجرى اتصالات مكثفة مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إينفانتينو، ونسق معه الجهود للإطاحة بحياتو".
وقبيل الانتخابات؛ أعلن اتحاد أفريقيا الجنوبية لكرة القدم "كوسافا" الذي يضم 15 اتحادا، على رأسها جنوب أفريقيا وزيمبابوي، التصويت ضد حياتو في الانتخابات.
وأكد المصدر أن شركة "بريزنتيشن" نجحت في إقناع الكثيرين من أعضاء الجمعية العمومية بإبعاد حياتو عن منصبه، ووعدت بإلغاء التعاقدات التي أبرمها حياتو، وإبرام تعاقدات جديدة تعود عليهم بمكاسب مالية أكبر.
مصر لها أظافر
واحتفت وسائل الإعلام المؤيدة للانقلاب في مصر بهزيمة حياتو، حيث قالت صحيفة "اليوم السابع" في تقرير لها، إن مصر كتبت نهاية "دكتاتور أفريقيا"، واصفة انتخابات الاتحاد الأفريقي بأنها "واحدة من أهم المعارك التي خاضتها الكرة المصرية، وربما الدولة المصرية، خلال السنوات الماضية".
من جانبه؛ أكد رئيس اتحاد كرة القدم المصري عضو المكتب التنفيذي لـ"فيفا"، هاني أبو ريدة، أن "هزيمة حياتو أثبتت أن مصر قوة كبيرة، وما زال لها أظافر في أفريقيا"، موضحا أن "مصر انتصرت على حياتو في قضيتها الأخيرة الخاصة ببيع حقوق البث".
ووصف النائب في برلمان الانقلاب، مصطفى بكري،
خسارة حياتو في الانتخابات بأنه "انتصار جديد لمصر التي لعبت دورا مهما في إسقاطه، بعدما تأكدت من سعيه لنقل مقر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم من القاهرة"، مشيرا خلال برنامجه على قناة "صدى البلد" مساء الجمعة، إلى أن "الحملة المصرية ضد حياتو سببها انحيازه السافر لشبكة بي إن سبورت القطرية".
هزيمة لقطر
وأكد الناقد الرياضي بلال مصطفى، أن منح حقوق بث دوري أبطال أفريقيا وكأس الأمم لشركة "بي إن سبورت" القطرية، بدلا من شركة "بريزنتيشن" المصرية؛ "جعل مصر تتعامل مع الأمر بشكل سياسي، وتعتبر أن هزيمة حياتو هي هزيمة لقطر التي تعادي مصر".
وأضاف مصطفى لـ"
عربي21" أن "العلاقة بين حياتو وبين اتحاد الكرة المصري؛ تغيرت في الفترة الأخيرة بعد تولي هاني أبو ريدة رئاسته، وهو المعروف بعلاقته القوية بالرئيس الحالي للاتحاد الدولي جياني إنفانتينو، في حين أن حياتو كان مقربا من الرئيس السابق الفاسد جوزيف بلاتر، وبالتالي كانت هناك حملة كبيرة لإسقاطه"، مشيرا إلى أن "دول غرب أفريقيا هي التي ساهمت بشكل أكبر في إسقاطه، وأن دور مصر كان حشد الدول العربية التي لها صوت في الاتحاد الأفريقي".
بدوره؛ قال الناقد الرياضي شوقي رجب، إن مصر خاضت معركة حامية لإسقاط حياتو، مشيرا إلى أن "الرئيس السابق للاتحاد الأفريقي كان سببا في خسارة مصر كأس الأمم الأفريقية الأخيرة أمام الكاميرون، وذلك حينما أسند المباراة لحكم مشكوك في نزاهته، مع العلم أنه أدار أكثر من مباراة للكاميرون في البطولة نفسها".
وأضاف رجب لـ"
عربي21" أن "حياتو كان فاسدا، وخاصة في السنوات العشر الأخيرة، حيث تلاعب في قضايا، واختلس أموالا كثيرة"، مؤكدا أن "الخلاف مع الاتحاد الأفريقي وشركة بريزنتيشن حول حقوق بث بطولة كأس الأمم الأخيرة ومنحها لشركة فرنسية بسعر أقل مكايدة في مصر؛ جعل مصر تصمم على الإطاحة به، خاصة أن أبو ريدة ليس صديقا لحياتو مثلما كان الرئيس الأسبق سمير زاهر".