سلطات صحيفة "
يديعوت أحرنوت" الضوء على ما يعيشه
الاحتلال الإسرائيلي في ساحات أربع، معتبرة أن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لـ"إسرائيل" والذي يجب أن تناقشه مع الإدارة الأمريكية هو "حظر" تواجد القوات الإيرانية على "الحدود الإسرائيلية" (حدود فلسطين المحتلة) مع سوريا.
نار الصواريخ
وأوضحت الصحيفة العبرية؛ في مقالها الافتتاحي اليوم؛ أنه "مؤخرا نشأ إحساس بأن سُحب الحرب تتكثف من فوقنا"، مضيفة: "تصريح رئيس المخابرات أمس عن عمليات متوقعة، وتحذيرات رئيس الاستخبارات عما يجري في غزة، وتنقيط نار الصواريخ من القطاع والتصريحات الحماسية لحسن نصر الله، إضافة للهجوم الإسرائيلي الأخير في سوريا؛ كل هذه تزيد من هذا الاحساس".
وأشارت الصحيفة في مقالها الذي كتبه المحلل الإسرائيلي غيورا آيلند؛ إلى أهمية "التمييز بين التغييرات الحقيقية وبين الأحداث الاعتيادية، بل والأكثر أهمية بمكان؛ هو التشديد على الأمور التي يمكن التأثير عليها؛ وفي هذا السياق من الصواب؛ أن نتناول أربع ساحات؛ يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) وقطاع غزة، ولبنان وسوريا".
وقالت: "بالنسبة للضفة الغربية لا جديد؛ فالربع الأول من هذا العام؛ أكثر هدوءا من الربع الأول من العام الماضي"، معتقدة أن ما أسمتها "انتفاضة السكاكين؛ قد خبت، في الوقت الذي تنظر فيه السلطة الفلسطينية بأمل جديد إلى واشنطن، ولا يبدو أنه توجد في الضفة كتلة تؤيد أعمال العنف (المقاومة)، وستسعد حماس بتصدير عمليات من الضفة، ولكن ليس في هذا أي جديد؛ وغزة توجد في وضع آخر".
إسرائيل تفعل العكس
وتوقعت "يديعوت"؛ أن "الواقع الاقتصادي والإنساني الصعب يضعف سواء الرغبة أو القدرة لدى حماس في منع النار من المنظمات العاقة (التي تقوم بضرب الصواريخ خارج الاجماع الوطني الفلسطيني وتسبب برد إسرائيلي يستهدف مواقع المقاومة الفلسطينية في غزة)"، منوهة إلى أنه لا يدور الحديث عن "تآكل للرد الإسرائيلي الذي بني في "الجرف الصامد (الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014)"؛ بل عن العمل من أجل المصلحة المشتركة بين إسرائيل وحركة حماس؛ المتمثلة في إعمار القطاع".
وفور انتهاء الحرب؛ "كان يفترض في القطتين السمينتين (مصر والسلطة الفلسطينية) أن يكون لهما دور في إعمار غزة؛ فمصر كان عليها أن تقود مؤتمرا دوليا لإعمار غزة، ودور السلطة الفلسطينية؛ أن تكون العنوان الذي يوجه إليه المال"، بحسب الصحيفة التي أضافت: "يا للسخرية؛ الجهتان الوحيدتان في العالم غير المعنيتين بإعمار القطاع هما بالضبط هاتان الجهتان (مصر والسلطة)".
وبينت أن "السبيل لمنع جولة عنف أخرى، هو تشجيع إسرائيل للاستثمارات في البنية التحتية في غزة"، مؤكدة أن "إسرائيل تفعل العكس، فمثلا؛ منذ سنتين والأتراك يطالبون بحل (مؤقت) لضائقة الكهرباء في غزة من خلال سفينة تشكل نوعا من المولد الكبير لكن إسرائيل تعارض ذلك".
وحول الجبهة الثالثة؛ أكدت "يديعوت"، أن حزب الله في لبنان "يستمد الثقة من كونه ينتمي إلى "المعسكر المنتصر" في الحرب السورية، موضحة أن "السبيل إلى حفظ الردع يستوجب من إسرائيل أن تقول بوضوح إنه كون حكومة لبنان ورئيسها أخذا المسؤولية الكاملة عن أفعال حزب الله، إذا ما فتحت النار من الحدود اللبنانية فإنها لن تؤدي إلى حرب أخرى ضد حزب الله مثلما في 2006، بل إلى حرب رسمية ضد دولة لبنان".
القوات الإيرانية
وأضافت: "ولما كان لا أحد يريد تدمير لبنان، لا إيران وسوريا من جهة، ولا السعودية وفرنسا والولايات المتحدة من جهة أخرى؛ فهذا هو الردع الحقيقي"، منوهة إلى تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت؛ هذا الأسبوع في هذا الاتجاه، "ولكن ليس بالوضوح اللازم".
وبينت الصحيفة؛ أن "الأنباء الحقيقية الوحيدة هي التي تأتي من سوريا؛ وهي بالفعل أنباء مقلقة".
وقالت: "في هذه المرحلة، كل واحد من الشركاء يحاول نيل نصيب أكبر من الغنيمة قدر الإمكان؛ فإيران وحزب الله يحاولان خلق تواجد مهدد على الحدود السورية؛ والسبيل إلى منع ذلك يستوجب، إضافة إلى الإشارات بالنار والحوار مع روسيا، أمرا آخر هو الإيضاح للولايات المتحدة بأن هذا هو الموضوع الأهم الذي يطلب فيه الدعم الأمريكي".
وسلطت "يديعوت"، الضوء على زيارة رئيس مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى واشنطن لإجراء محادثات فيما يخص البناء في المستوطنات الإسرائيلية"، مشككة "أن تكون إدارة ترامب منصتة في هذه اللحظة لأكثر من رسالة واحدة".
وشددت الصحيفة على أن الرسالة الأهم التي يجب أن تبلغ الإدارة الأمريكية هي "الحظر على القوات الإيرانية في حدودنا مع سوريا؛ وهذا هو الأمر الأهم والأكثر إلحاحا في هذا الوقت".