نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن تصرفات الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب التي تعكس خبايا نفسه، وتكشف عن جوانب خفية في شخصيته، ولعل أبرزها رفضه مصافحة المستشارة الألمانية أنغيلا
ميركل في اللقاء الأخير الذي جمعهما في واشنطن.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الحركة التي بادر ترامب إلى القيام بها أثناء لقائه بالمستشارة الألمانية أمام المصورين، وتجاهله إياها، ينم عن مدى عجرفته، ويثبت أن تصرفه لم يكن عفويا وإنما كان متعمدا، علما بأن هذه الحركة تحمل في طياتها معاني كثيرة.
وأضافت الصحيفة أن هذا التصرف غير اللائق لا يصب في مصلحة ترامب، ولا يدعم موقفه باعتباره رئيسا منتخبا، كما أن موقفه يعتبر مخالفا لكل أشكال الدبلوماسية المتعارف عليها. ووصف الكثيرون هذا التصرف بأنه بمثابة إهانة كبيرة وتهجم واضح على ميركل.
وتقول الصحيفة إن حركة ترامب تبرهن على ظهور نمط جديد من العلاقات الدولية التي تستند بالأساس إلى منطق التهجم على الحلفاء، مشيرة إلى أنه سيكون لمثل هذه التصرفات عواقب وخيمة عاجلا أم آجلا، على الصعيد الدبلوماسي بين الدولتين.
وبينت الصحيفة أن رفض ترامب مصافحة ميركل تعكس جوانب خفية من شخصيته، إذ إن تصرفه شبيه بتصرف طفل غاضب. كما أن ذلك يعكس نظرة ترامب إلى الجنس الآخر، وإلى كل الليبراليين "المعادين" للأمريكيين.
ورأت الصحيفة أن تجاهل ترامب ولامبالاته تجاه ميركل، حيث لم يكلف نفسه مشقة مصافحتها واكتفى بابتسامة صفراء، تؤكد أنه شخص غير جدير برئاسة البيت الأبيض وقيادة أمة بأكملها.
وأكدت الصحيفة أن هناك العديد من القراءات الأخرى لتصرف ترامب، إذ إن مفهوم آداب الضيافة واحترام المضيف لضيفه، تندرج في ذيل قائمة الفضائل التي يتحلى بها ترامب.
وأوضحت الصحيفة أن الحركة التي قام بها ترامب من المرجح أنها قد ولدت داخله شعورا غامرا بالسعادة. لكن من المحتمل أن تصرفه لم تكن الغاية من ورائه تجاهل ميركل أو بلادها أو جنسها، وإنما ترتبط بعوامل نفسية دفينة لدى ترامب، حيث يعجز الشخص المتعجرف عن التحكم في تصرفاته وإدراك الغاية من تحركاته.
ورأت الصحيفة أن الدافع الرئيس وراء هذا التصرف الذي أحدث جلبة كبيرة، يكمن في أن ترامب، الذي يتسم بالتعصب والعنصرية، والذي دائما ما يحاول بناء جدران من حوله، يعاني من حزن دفين في أعماق ذاته، نظرا لأنه لا يدرك حقيقة نفسه بالقدر الكافي. ولعل ذلك يبرز الجانب المظلم والغامض من شخصيته، "وهذه الحقيقة تثبت وجود صراع بين ترامب ودونالد"، وفق تعبير الصحيفة.