تجري الاستعدادات في القارة العجوز هذه الأيام للمشاركة في فعاليات مؤتمر فلسطينيي أوروبا الذي سيعقد في 15 نيسان/أبريل المقبل بمدينة روتردام الهولندية.
وفي هذا الصدد، قال ممثل التجمع
الفلسطيني في ألمانيا فرع برلين، تيسير الخلف لـ"
عربي21": "إن العمل جار على قدم وساق هذا العام لتأمين المشاركة الجماهيرية الواسعة في فعاليات مؤتمر فلسطينيي أوروبا".
وأوضح بأن التجمع يشرف سنويا على تنظيم ما يعرف بقوافل العودة لنقل المشاركين لأرض المؤتمر لحضور فعاليته من مدن ألمانية مختلفة وتأمين الحجوزات الفندقية لهم كذلك.
ويبين الخلف أنه سيتم تجهيز 15 حافلة من فئة 50 راكبا من أماكن انطلاق مختلفة من العاصمة برلين ومدن شمال وغرب ووسط وجنوب ألمانيا.
ومن المتوقع أن يشارك ما بين 1500 إلى 2500 شخص في فعاليات مؤتمر فلسطينيي أوروبا من ألمانيا وحدها، وسيذهبون سواء بقوافل العودة أو الطائرات أو السيارات الشخصية بحسب الخلف.
وقد أصبح المؤتمر، الذي يشارك فيه عشرات الآلاف من أوروبا، عنوانا رئيسيا ومنبرا جماهيريا لفلسطينيي أوروبا كما يقول رئيس التجمع الفلسطيني في برلين، حيث بات يعرف في الأوساط الفلسطينية باسم "مؤتمر العودة"، ويخاطبون من خلاله صناع القرار.
وحول رمزية المشاركة في فعاليات المؤتمر من ألمانيا يجيب ممثل التجمع الفلسطيني في برلين بأنهم استطاعوا على مدار العقود الماضية أن يتمسكوا بهويتهم الفلسطينية وبحقوقهم التاريخية جيلا بعد آخر، مشيرا إلى أن المشاركة هذا العام تتزامن مع حلول المئوية الأولى على صدور "وعد بلفور المشؤوم".
وأوضح أن مشروع الاحتلال الذي يراهن على نسيان الفلسطينيين لحقوقهم التاريخية مع تقادم الزمن قد سقط، وأن الشعب اليوم بات أكثر تمسكا بحقه في العودة والحرية والاستقلال وأنه أكثر صلابة أمام مشروع الاحتلال الآيل للزوال.
ويطالب الخلف الشعب الفلسطيني في الداخل ومخيمات الشتات بوحدة الجسد الفلسطيني ووحدة المصير، مبينا أن التجمع يعمل على نقل معاناة وآلام الشعب الرازح في الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر والقدس وفي أراضي عام 48 إلى صناع القرار في ألمانيا وأوروبا.
كما يلفت ممثل التجمع الفلسطيني إلى أنهم يواصلون الليل بالنهار لرفع الظلم والقهر عن الأسرى والمعتقلين الإداريين لدى الاحتلال، والحصار الجائر على أهل قطاع غزة، والتمييز العنصري والتهجير المستمر لشعبنا في أراضي عام 1948، وجدار الفصل العنصري في الضفة والقدس، والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وقال إنهم يطوفون بهذه الملفات القارة الأوروبية ويخاطبون الرأي العام الأوروبي والأحزاب لتحمل مسؤوليتهم الأخلاقية والتاريخية ووضع حد للاحتلال وممارساته.
ويشير الخلف إلى أن التجمع لم ينس معاناة الشعب المستمرة في مخيمات لبنان والأردن وسوريا، وما يقع عليهم من ظلم، مؤكدا أن ما يتعرض له فلسطينيو سوريا من قتل وتشريد حاضر بقوة في مساعيهم وأنشطتهم وخطاباتهم الموجهة لصناع القرار في ألمانيا.
ويدعو رئيس التجمع الفلسطيني في برلين صناع القرار إلى الالتفات لمعاناة أبناء شعبهم في ألمانيا، والاستفادة من قدراتهم وإمكاناتهم لبناء المشروع الوطني الفلسطيني، مشددا على حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم والتمسك بالثوابت الوطنية والمشاركة في صناعة القرارات المصيرية.
وحول دور المرأة في التجهيز لمؤتمر فلسطينيي أوروبا تقول رئيسة رابطة المرأة الفلسطينية في ألمانيا، ميرفت كرت، إن مشاركة النساء جزء أساسي وداعم وقوي وفاعل في نجاح المؤتمر، "لا سيما وأن المرأة صاحبة بصمة في تاريخ القضية، وتقف جنبا إلى جنب مع الرجل في المواقف التي تنتصر للحق الفلسطيني".
وشددت المتحدثة في حديثها لـ"
عربي21" على أنها ستبقى صامدة ومتمسكة بالحق الفلسطيني، وستبقى سدا منيعا في وجه كل من يحاول التنازل عن حق العودة.
وتلفت كرت إلى أنهم بصدد الإعداد لملتقى المرأة الفلسطينية على هامش المؤتمر، وسيجمع كفاءات نسوية مختلفة من أقطار شتى من القارة الأوروبية لتبادل الأفكار والاقتراحات والتجارب التي ستطرحها المرأة.
وتضيف رئيس رابطة المرأة الفلسطينية في ألمانيا بأنهم يجهزون التراث الفلسطيني بأشكاله المختلفة لعرضه في ساحات المؤتمر، للتأكيد أن الفلسطينيين أصحاب حضارة وأرض ووطن، إلى جانب التمسك بالفن من خلال عروض الدبكة.
ودعت مؤسسة مؤتمر فلسطينيي أوروبا ومركز العودة والبيت الفلسطيني في هولندا والجالية الفلسطينية في هولندا للمشاركة بفعاليات بدورته الخامسة عشر، والذي سيقام بمدينة روتردام الهولندية تحت شعار "100 عام ننتصر ولا ننكسر".
ويعد مؤتمر فلسطينيي أوروبا الذي يعقد سنويا في مدن أوروبية مختلفة أضخم فعالية شعبية على مستوى القارة العجوز.