توقع جنرال
إسرائيلي ردا من "
حماس" على اغتيال القيادي في صفوفها
مازن فقهاء، مستبعدا في الوقت ذاته قرب
المواجهة بينها وبين إسرائيل.
وقال جنرال الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، موشيه إلعاد، إن الحركة ستلجأ في ردها على اغتيال فقهاء في
غزة، إلى تنفيذ عمليات ضد "إسرائيل"، ولكن خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفق قوله.
أسباب الرد
وأوضح في مقال الثلاثاء في صحيفة "إسرائيل اليوم"، الذي تنشره "
عربي21" أن "رد حماس سيكون في الخارج، وذلك لأسباب عدة، أولها أن صور الدمار للحرب الأخيرة ما زالت موجودة، وأن الحركة دفعت ثمنا باهظا في القطاع إلى جانب الأزمة الاقتصادية الشديدة التي أضرت بالجميع".
والسبب الثاني أنه "في هذا الوقت بالذات، بدأ قطاع غزة يعود إلى الحياة، والحصار الذي كانت بسببه الأزمة الأخيرة، تم رفعه"، وفق زعمه.
وادعى أن شاحنات كبيرة محملة بالمواد الاستهلاكية تدخل كل يوم إلى القطاع، متسائلا: "هل من الجدير المبادرة إلى إحداث أزمة داخل القطاع؟".
ولفت إلعاد إلى أن السبب الثالث، "هو أن التغييرات التي تمت في قيادة حماس تجعل القادة يزعمون أنهم غير مستعدين لمواجهة أخرى مع إسرائيل، فهنية والسنوار أيضا، عليهم دراسة الأمر قبل اتخاذ القرار حول الخطوات الفعلية".
وقال إن "حماس تتخوف من المواجهة منذ ثلاث سنوات، وهذه فترة طويلة بالمعايير الإقليمية، وحزب الله ممثل المقاومة اللبنانية، يحذر من الانجرار إلى المواجهة مع إسرائيل منذ 11 عاما، أيضا، ومن هنا، فإن لدى حماس من تتعلم منه".
وقال إلعاد، إن حركة "حماس ليست فقط مرتدعة، بل إن حماس ومن يؤيدونها مرتدعون، فالدول المانحة (الولايات المتحدة والدول الأوروبية والدول العربية الغنية التي وعدت بإعمار القطاع بمبلغ 3.3 مليار دولار) تتحدث باستمرار مع قادة القطاع، بمعادلة "أزمة- إعمار- أزمة" يجب أن يتوقف ذلك، لا سيما أن قيادة حماس استوعبت في الوقت الحاضر قلة التبرعات بعد الحرب الأخيرة عام 2014".
هل نحن على أعتاب مواجهة؟
وأكد الجنرال الإسرائيلي إلعاد، أن "تعيين يحيى السنوار رئيسا لحركة حماس في قطاع غزة، وتصفية القائد مازن فقهاء، ونية إسرائيل إقامة جدار يحرم الحركة من ذخرها الاستراتيجي المتمثل في الأنفاق، كل ذلك يرفع مقياس التصعيد ويرسم صورة المواجهة القريبة، لكن السؤال هنا: هل نحن من جديد على أعتاب مواجهة عنيفة وصعبة؟".
وأضاف: "يمكن أن يبدو السنوار قائدا عنيدا يرغب في الانتقام من إسرائيل، ولكنه دون غطاء دولي أو عربي سيتردد في الدخول إلى مغامرة حربية معها، ولهذا يمكن القول إن السنوار سيكون ديكتاتورا عقلانيا"، بحسب وصفه.
اقرأ أيضا: لافتات للقسام تتوعد بالرد على اغتيال فقهاء.. ماذا جاء فيها؟
وقال إلعاد: "إن اختفاء ديكتاتوريين مثل صدام حسين العراقي والقذافي الليبي وصالح اليمني ومبارك المصري..؛ هو مثال واضح على أن كل ديكتاتور بقي حتى الآن على كرسيه يقوم بفحص خطواته بحذر كي لا يجد نفسه يسير في طريقهم".
ونوّه إلى أن "حماس" خلافا لـ"القاعدة" و"داعش" هي "تريد أن تصبح دولة، لقد أنشأت نظام حكم وتقوم ببناء دولة، وترغب في تعزيز حكمها، وإذا لم يكن السنوار متأكدا من أن هؤلاء سيقفون من ورائه، وأن السعودية وقطر ستقومان بدعمه اقتصاديا، فإنه لن يختار المواجهة الواسعة والشاملة".
و"بلغة عسكرية بسيطة"، أشار الجنرال إلى أن "ما يحدث بين إسرائيل وحماس هو الردع؛ فحماس تعني الأحرف الأولى للمقاومة الإسلامية، وهي تعني المقاومة والخوف في الوقت ذاته"، وفق زعمه.
وقال إن "جوهر حماس" هو "العمليات التي تستهدف مواطني العدو مع محاولة استنزافه".
وأضاف: "إن توقع وجود صيف ساخن هو توقع طبيعي، لكن ليس من الجدير أن تنجر حماس إلى مواجهة عنيفة في هذه المرحلة"، مستدركا بأنه "رغم ذلك، فقد ترد حماس بأدوات وسبل لم نعرفها (حيث توعدت الحركة بالرد على اغتيال القيادي مازن فقهاء الجمعة الماضي في غزة)".
وختم بالقول: "في الضفة الغربية؛ حماس قوية بما يكفي من أجل القيام بعدة عمليات، شريطة عدم توريط قطاع غزة في صراع جديد"، متوقعا أن "تقوم حماس بنقل نشاطها إلى الخارج مثل حزب الله الذي رد أكثر من مرة على عمليات إسرائيل من خلال العمليات ضد إسرائيليين أو يهود في أرجاء العالم؛ في سيناء أو في كل موقع سياحي يوجد فيه تواجد كثيف للإسرائيليين".