بخلاف ما سيصدر عن
القمة العربية التي ستعقد اليوم في البحر الميت في الأردن بشأن الالتزام بنص المبادرة العربية للسلام، فإن مسؤولين
إسرائيليين يجاهرون بأنهم سمعوا كلاما مغايرا من نظرائهم العرب.
وكشفت وزيرة الخارجية والقضاء الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني أنها تلقت "تعهدا من وزراء خارجية أعضاء في لجنة المتابعة للجامعة العربية بأن "المبادرة قابلة للنقاش والتعديل".
وخلال مشاركتها الليلة الماضية في ندوة نظمها معهد "متفيم" للأبحاث؛ وعقدت في "مركز ترومان" في الجامعة العبرية بالقدس المحتلة، قالت ليفني: "منذ أن كنت وزيرة للخارجية في حكومة أولمرت عام 2006 طالبني وزراء الخارجية العرب بأن يصدر عن إسرائيل موقف رسمي من المبادرة العربية يتضمن كل الملاحظات، لكن حكومتنا وكل الحكومات التي جاءت بعدها تجاهلت الأمر وصمتت".
وأشارت ليفني إلى أن مسؤولين عرب التقتهم أكدوا لها أنهم "لا يمانعون في إدخال تعديلات على حدود الدولة
الفلسطينية العتيدة علاوة على موافقتهم على فكرة تبادل الأراضي، مع العلم أن المبادرة العربية لم تنص على ذلك".
وفي السياق، أعاد المعلق الإسرائيلي البارز "عكيفا إلدار" للأذهان حقيقة أن المبادرة التي طرحها وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري في لقاء العقبة السري في مارس 2016، وجمع نتنياهو بكل من رئيس الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني تتضمن قبول العالم العربي الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، مشيرا إلى أن المبادرة كانت باسم العالم العربي.
وقال "إلدار"، في تحليل نشره موقع "يسرائيل بالس" اليوم، واطلعت عليه "
عربي21"، إن نتنياهو سخر من السيسي وملك الأردن عندما دعياه إلى لقاء العقبة السري في مارس 2016 وأبلغاه برغبة العالم العربي في التوصل لحل إقليمي، مشيرا إلى أن نتنياهو بعد اللقاء قام بضم زعيم حزب "يسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان ليقطع الطريق على أية فرصة للتسوية.
ونوه إلى أن الحجة التي سيطرحها السيسي على ترامب في لقائهما المرتقب في واشنطن تقوم على أساس أن حل الصراع الفلسطيني سيساعد في "إنجاح الحرب على الإسلام المتطرف".
ونوه "إلدار" إلى أن السيسي سيبلغ ترامب بأن حل الصراع "سيسهل اندماج إسرائيل في تحالف عربي مؤيد للغرب".