اتهام قيادي إسلامي مغربي بـ"البيدوفيليا" والأخير يلجأ للقضاء

قرر قيادي نقابي إسلامي، وأحد أهم مسؤولي حزب العدالة والتنمية، محمد يتيم، اللجوء إلى القضاء بعد أن اتهمه مسؤول محلي في حزب الأصالة والمعاصرة (يمين؛ دولة عميقة) بالاعتداء الجنسي على التلاميذ الصغار لما كان مدرسا.

وقال محمد يتيم، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المغربي (غرفة أولى بالبرلمان) في تصريح نشره على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي: "لقد قررت تكليف محام أو عدة محامين للنيابة عني في اتخاذ كافة الخطوات القانونية والإجراءات المسطرية من أجل متابعة المعني بالأمر والموقع الإلكتروني (هسبريس)". 

وتابع محمد يتيم: "نظرا لخطورة الاتهامات الواردة على لسان الشخص المذكور، ومساسها بشرفي وسمعتي وأضرارها المعنوية علي وعلى أسرتي وعلى حياتي الخاصة، وحيث أن دوافعها السياسية المغرضة لا تخفى، خاصة وأنها وردت في سياق النيل من عدد من أعضاء الحرب وقيادييه".

وكان لحسن بوعرفة فاعل حقوقي، والمسؤول بنقابة المنظمة الديموقراطية للشغل، والمسؤول المحلي بحزب الأصالة والمعاصرة قد اتهم محمد يتيم بالاعتداء الجنسي على التلاميذ لما كان مدرسا بمدينة بني ملال (وسط).

ويقاضي يتيم صحيفة "هيربيس"، "نظرا لأن الموقع الإلكتروني (هسبريس) قد عمل على نشر الفيديو المذكور بمضامينه الخطيرة تلك، مما سيسهم في مضاعفة تلك الأضرار". 

وأوضح: "من سوء حظ المسمى لحسن بوعرفة أنني منذ التحاقي للتدريس ببني ملال، فإنني اشتغلت مدرسا للفلسفة بالثانوي مباشرة بعد تخرجي من المدرسة العليا للأساتذة سنة 1980 لتلاميذ السنة النهائية من الباكلوريا وكان عمري حينها 24 سنة، وإنني لم أكن مدرسا في يوم من الأيام بالابتدائي أو الإعدادي، وأن التلاميذ الذين كنت أدرسهم كانوا راشدين ولم يكن يفصلني عنهم في السن فاصل كبير خاصة منهم أولئك الذين سبق لهم أن كرروا بعض سنوات مسارهم الدراسي".

وأفاد يتيم: "منذ سنة 1994 إلى سنة 1998 التحقت بمركز تكوين المعلمين بمدينة بني ملال وهو ما يعني أنني اشتغلت مع طلبة حاصلين على الباكلوريا أي أكثر تقدما في السن من تلاميذ الثانوي".
 
وزاد: "أعتز بمساري المهني سواء في الثانوي أو في مركز تكوين المعلمين حيث ما زالت تربطني بعدد من تلامذتي وطلبتي السابقين الذين أصبح عدد منهم موظفين وأطرا عليا في عدة قطاعات وزارية ومؤسسات عمومية وأساتذة جامعيين وفاعلين اقتصاديين... الخ".
 
وشدد: "إنني أنفي نفيا قاطعا ما ورد من اتهامات وادعاءات ملفقة وكاذبة من أولها لآخرها، ومنها كوني أني قد غادرت مدينة بني ملال بسبب ما ورد في محاضر للضابطة القضائية كما يُزعم، حيث يعلم الجميع من المناضلين وساكنة بني ملال أن مغادرتي جاءت كنتيجة طبيعية لحصول زوجتي على انتقال للتدريس بمدينة سلا نتيجة مشاركتها في الحركة الانتقالية بعد أن كنت قد تفرغت للعمل النقابي".
 
ومضى يقول: "وما يؤكد الطابع الملفق والمتهاوي لادعاءات الأفاك المسمى لحسن بوعرفة هو أنني قد ترشحت في لوائح العدالة والتنمية التشريعية لسنوات 1997 و2002 و2007 وانتخبت لولايتين متتاليين نائبا عن دائرة بني ملال حتى مغادرتي المدينة للأسباب التي ذكرت، مما يفند ادعاء وجود محاضر لدى الشرطة القضائية حسب ما أورده المدعي، أو وجود ما يمس في سمعتي وسلوكي الأخلاقي لدى الناخبين وساكنة المدينة الذين ما زلت أكن لهم كل عرفان، وما زالوا يكنون لي كل تقدير واحترام".

تجميد العضوية

وعبر الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، لعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، محمد يتيم، عن تضامنه وأسفه للاتهامات الخطيرة التي وجهت إليه من طرف المستشار الجماعي عن حزبه  بكلميمة لحسن بوعرفة.

وقال إلياس العماري في المراسلة التي توصلت "عربي21" بنسخة منها، الخميس، "إنه بعد وقوف الحزب على المضمون غير اللائق لتلك التصريحات وما تضمنته من اتهامات خطيرة في حقكم، قرر حزب الأصالة والمعاصرة، تجميد عضوية لحسن بوعرفة بشكل فوري، وتوقيف كل أنشطته الحزبية، وإحالة ملفه على لجنة الأخلاقيات بحزب الأصالة والمعاصرة".

وتابع العماري: "وإذ أخبركم بهذه الإجراءات، لا يسعني إلا أن أُعبر لكم عن صادق أسفي لما وقع، كما أؤكد لكم مساندتنا لكم فيما قد تتخذونه من متابعة قضائية في حق المعني بالأمر".

كما أكد على "الإدانـة القوية والرفض القاطع لحزب الأصالة والمعاصرة، لكل الممارسات المشينة التي تستهدف الطعن في أعراض الناس بالباطل، والتشهير بهم واستخدام أساليب القذف والتهجم اللفظي"، على حد  تعبيره.
 
وكان لحسن بوعرفة، الناشط الحقوقي في بلدية كلميمة، اتهم محمد  بـ"ارتكاب اعتداءات جنسية في حق تلامذته حين كان أستاذا بمدينة بني ملال"، وفق تعبيره.

وأعلن بوعرفة في تصريحات للصحافة: "يتيم كان أستاذا بمدينة بني ملال، وكان يمارس ما يمارسه على التلاميذ"، وأتحمل كامل مسؤوليتي فيما أقوله في حق البرلماني يتيم.

هذا الموضوع عرف تطورا متسارعا، حيث دخلت منظمة "ماتقيش ولدي" على خط التصريحات التي أطلقها بوعرفة في الشريط المذكور، إذ طالبت "السلطات المختصة بفتح تحقيق مستقل ونزيه في هذه الاتهامات".