أكدت صحيفة إسرائيلية؛ أن
ترامب يفتقد للنوايا الحقيقية للمساهمة في إيجاد حل للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني؛ والصيحات التي يتم إطلاقها بين الحين والآخر هدفها إظهار ترامب كسياسي ذي تطلعات عالمية.
الهوس الصادم مع ترامب
أوضحت صحيفة "
يديعوت أحرونوت" العبرية؛ أن "شخصية الرئيس الأمريكي دونالد، سيطرت تماما على مجال الخطاب الأمريكي العام؛ من الفكر العلمي وحتى الثقافة الشعبية".
وقالت الصحيفة العبرية في مقالها الافتتاحي اليوم، الذي كتبه المحلل الإسرائيلي سيفر بلوتسكر: "لا يمكن لنا أن نحس بشدة الهوس الصادم مع ترامب من بعيد؛ فمن أجل هذا هناك حاجة لزيارة أمريكا لزمن ما، والاستماع لثرثرة النزلاء في فرع ماكدونالدز المحلي أو تبادل الأحاديث بين محتسي القهوة في فرع ستاربكس المحلي؛ الاستماع للراديو أو مشاهدة برامج التلفزيون؛ كل شيء يدور حول ترامب".
وأشارت إلى أن مواضيع عدة منها؛ الفكر، الإيديولوجيا، الحكم، حرية الاختيار والإبداع،
العنصرية والفاشية والعلاقات الاقتصادية الدولية، الطغيان، وفوق هذا كله؛ مستقبل الحلم الأمريكي؛ كل هذا يلعب دور النجم في رأس الاهتمام العام الأمريكي.
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية؛ إلى "تعاظم حجم تغطية قنوات الأخبار والبرامج الواقعية مثل "سي.ان.ان" و "فوكس"، وتضاءلت إلى الثلث تغطية برامج الترفيه من نوع الطبخ أو الموضة والثرثرة، مشيرة إلى ارتفاع مبيعات كتب من الماضي وصفت سيطرة الفاشية على الولايات المتحدة.
التجنيد السياسي ضد ترامب
ورأت الصحيفة؛ أن "ظاهرة ترامب أدت بالأمريكيين لأن يطرحوا أسئلة وجودية عميقة؛ من نحن، ما الذي يوحدنا، ما الذي يفرقنا، ما الذي يجعلنا أمة واحدة؟ ومثلما قلصت أحداث 11 أيلول، مؤقتا على الأقل، من قوة جاذبية مسلسلات تلفزيونية مثل "الجنس والمدينة الكبرى"، هكذا دحر انتخاب ترامب مؤقتا إلى أسفل السلم مسلسلات من نوع بنات"، لافتة إلى أن "ترددات النفس المعذبة للمواطنات وسكان المدن الكبرى أخلت مكانها لتوثيق الحياة في بلدات مهملة وبعيدة؛ بلاد ترامب؛ ففي أمريكا 2017؛ يتحدثون علانية عن أمريكيتين وعن مجتمع منقسم لعله لم يعد ممكنا توحيد أطرافه".
وتابعت "يديعوت": "اليسار الأمريكي راض عن السقف ويراه كتجنيد للجماهير الأمريكية لصالح صفوف المقاومة النشطة لإدارة ترامب"، مستبعدة أن يكون لهذا الحجم من التجنيد السياسي ضد ترامب تأثير فعلي؛ فهم لا يؤثرون".
وأكدت أنه "لا أمل في الإطاحة بترامب بمظاهرات الشوارع أو بالمقاطعة الثقافية، ولا حتى بقرارات المحاكم. فمنظومة إنفاذ القانون والقضاء في الولايات المتحدة مشوهة ومستقطبة بقدر لا يقل عن المنظومات العامة الأخرى".
ليس لترامب أي نوايا حقيقية
وأشارت إلى أن "الشعبوية تتعاظم فقط، صحيح أن هزيمة ترامب في مساعيه لتمرير تشريع يلغي أسس الإصلاح الصحي لسلفه، باراك أوباما، مرت كإخفاق سياسي؛ لكنها في نفس الوقت سمحت له بالعودة إلى شخصيته الأصلية كزعيم شعبوي شاذ؛ وبالتالي يصير غير مقبول لدى الكونغرس؛ الذي ليس له أي مصداقية لدى الرأي العام الأمريكي".
ورجحت الصحيفة، نجاح ترامب على الأقل في أول مئة يوم من توليه الرئاسة، لافتة إلى أنه قام بتوقيع مرسوم رئاسي جديد ضد اللوائح الخاصة بمنع المس بجودة البيئة؛ وهنا إذا ما تبينت أن قصة غرامه الروسية ليست بها اشتباه بعمل جنائي أو خطر على الأمن القومي، فسيبحر ترامب بأمان نحو نهاية ولايته؛ وسيتعود خصومه على جنونه.
وفي ختام افتتاحيتها؛ قالت: "يطلق مقربو ترامب أصواتا عن اهتمامه بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني؛ ذلك استنادا لرغبته الشديدة المزعومة للتوجه نحو تسوية بين الطرفين"، معتبرة أن "هذا تضليل مقصود هدفه عرض ترامب كسياسي ذي تطلعات عالمية".
ومضت بقولها: "خسارة على الوقت والجهد؛ ليس لترامب أي نوايا حقيقية للقفز في الدوامة اليهودية - العربية وليس له أي حلم لأن يكون عراب مصالحة؛ بين الحين والآخر سيطلق قولا كهذا أو ذاك ليجعل رام الله أو القدس تقفز، وبعده تأتي إيضاحات مهدئة؛ فنزاعنا لا يهم ترامب، ولن يجعل يديه تتسخان بحلنا، هذه مهمتنا وحدنا، ولا سيما في عصر ترامب".