ذكر موقع "بي بي سي" أن زعيمة
ميانمار "
بورما" أونغ سان سو تشي، نفت في مقابلة أجراها معها مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" فيرغال كين، وبثتها الهيئة ليلة أمس، وجود حملة تطهير عرقي ضد مسلمي
الروهينغا، وقالت إن المسلمين يقتلون بعضهم، عندما يعتقدون أن هناك من يتعاونون مع السلطات.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن تصريحات زعيمة ميانمار، التي فاز حزبها الرابطة الوطنية للديمقراطية العام الماضي في الانتخابات، جاءت رغم تأكيد العديد من التقارير تعرض الروهينغا للقمع والتعذيب.
وينقل الموقع عن سو تشي، الحائزة على جائزة نوبل، قولها إنها تتابع المشكلات التي يتعرض لها الروهينغا في ولاية راكين، مشيرا إلى أنه عندما سألها كين عن التطهير العرقي، فإنها احتجت قائلة إن وصف ما يجري في الإقليم المسلم بهذه الطريقة "مبالغ فيه"، وأن استخدام مصطلح التطهير العرقي "قوي جدا"، وقالت إن بلادها مستعدة للترحيب وبصدر رحب بمن يود العودة إلى البلاد من مسلمي الروهينغا.
ويلفت التقرير إلى أنه عندما قال كين لسو تشي إن هناك خيبة أمل من أنها لم تقل أي كلمة حول ما يجري، فإنها قالت إن المنظمات الدولية تريد منها قول ما ترغبه، وإن البلاد تحقق إنجازات في مجال خلق فرص العمل من خلال بناء الطرق والجسور.
وأضافت سو تشي: "لا أعتقد أن مسلمي الروهينغا يتعرضون لعملية تطهير عرقي، وأن هناك الكثير من العداوة هنا، إنهم (
المسلمون) يقتلون بعضهم البعض أيضا، وذلك في حال اعتقدوا أن البعض منهم يتعاون مع السلطات".
ويفيد الموقع بأن الكثير من المنظمات الدولية، وحتى حملة جائزة نوبل، يرون أن صمت الزعيمة الميانمارية على ما يجري للسكان المسلمين على يد الجيش أضر بسمعتها بصفتها داعية لحقوق الإنسان، لافتا إلى أنها رفضت في المقابلة مقارنتها بالزعيمة البريطانية المحافظة "المرأة الحديدية" مارغريت تاتشر، وقالت إنها في المقابل ليست الأم تيريزا أم الفقراء في الهند.
وينوه التقرير إلى أن سو تشي تواجه ضغوطا دولية منذ بدأت الحكومة في ميانمار عمليات عسكرية في ولاية راكين، حيث يعتقد أن أكثر من 70 ألفا من مسلمي الروهينغا اضطروا للنزوح من البلاد.
ويورد الموقع أنه جاء في تقرير أصدرته الأمم المتحدة الشهر الماضي أن قوات الأمن في ميانمار ارتكبت جرائم قتل واغتصاب ضد الروهينغا، الذين يعيشون في ميانمار منذ عقود، مستدركا بأنه رغم ذلك يراهم العديد في البلاد مهاجرين قدموا من بنغلاديش.
وبحسب التقرير، فإن 75 ألفا من الروهينغا نزحوا من ميانمار؛ بسبب ما تعرضوا له من قمع في حملة عسكرية شنها الجيش في شمال ولاية راكين المضطربة، بحثا عن عناصر من الروهينغا هاجموا مواقع لهم، في تشرين الأول/ أكتوبر، مشيرا إلى أن محققين من الأمم المتحدة يعتقدون أن قوات الأمن في البلاد ارتكبت جرائم ضد الإنسانية.
ويستدرك الموقع بأن سو تشي نفت أي معرفة لها باعتداءات تشرين الأول/ أكتوبر، بالإضافة إلى أنها نفت ارتكاب الجيش أي انتهاكات من أي نوع في ولاية راكين، مشيرة إلى أنهم "أرسلوا إلى هناك للقتال، لا لتعذيب الأشخاص واغتصابهم وسلب ممتلكاتهم".
ويختم "بي بي سي" تقريره بالإشارة إلى أن هذا النفي جاء رغم أن تقرير كين احتوى على صور ولقطات فيديو تظهر الشرطة وهي تركل المسلمين وتهينهم.