نشرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية تقريرا تطرقت فيه إلى الأسباب الكامنة وراء صمت الرئيس الروسي، فلاديمير
بوتين، إزاء الهجوم الأمريكي الذي طال مطار الشعيرات السوري.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الرئيس الروسي لم يكلف نفسه عناء الرد على الهجوم الأمريكي على مطار الشعيرات العسكري الذي يقع في مدينة حمص السورية.
في المقابل، أفاد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي يعتبر أن هذا الهجوم هو بمثابة "عدوان على دولة ذات سيادة، وانتهاك صارخ للقانون الدولي مبني على حجج واهية". وقد ناقش بوتين حيثيات هذا القصف خلال اجتماع عادي لمجلس الأمن الروسي.
وأضافت الصحيفة أن وزارة الخارجية الروسية اتهمت
الولايات المتحدة الأمريكية بالتخطيط لهذا الهجوم قبيل قصف بلدة خان شيخون، وذلك لصرف الأنظار عن الضحايا الذين سقطوا جراء هجمات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة غرب الموصل.
وأكدت الصحيفة أن الخارجية الروسية قررت تعليق العمل باتفاقية تبادل المعلومات لتعزيز الأمن الجوي السوري، والتي كان الهدف منها تلافي الحوادث الجوية داخل الأجواء السورية. أما وزارة الدفاع الروسية، فقد وصفت الهجوم بـ"الدنيء".
والجدير بالذكر أن المدمرات التابعة للبحرية الأمريكية استخدمت خلال القصف حوالي 59 صاروخا، ما أدى إلى تدمير عدد من المستودعات والمقاصف المدرسية، فيما لم يلحق الهجوم أي ضرر بمدارج الطائرات.
وفي هذا السياق، صرح ممثل وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، أن "كلا من جبهة النصرة وتنظيم الدولة شنا مباشرة بعد الغارة الجوية الأمريكية هجوما على قوات النظام، ونأمل أن لا يكون ذلك جزء من اتفاق جمع هاتين المنظمتين مع الولايات المتحدة الأمريكية".
وبينت الصحيفة أن رد الفعل الروسي يبدو محتشما خاصة، وأن الهجوم الأمريكي لم يمس النظام الروسي فحسب، بل أضر أيضا بالبنية التحتية السورية، علما أن القوات الجوية الروسية تستغل منذ سنة 2015 المطار المستهدف.
وأوضحت الصحيفة أن
روسيا لا ترغب في التصعيد نظرا لأنها تهدف إلى كسب تأييد
ترامب بشأن موقفها المساند لسوريا. لكن ما حدث في إدلب من مجزرة نسف كل المخططات الروسية من أجل التوصل لتسوية دائمة بشأن الحرب السورية.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن موسكو لا تريد الاعتراف بمسؤولية نظام الأسد عن الهجوم الكيميائي الأخير. وعموما، صرح مسؤولون روس أن النظام السوري دمر كل الأسلحة الكيميائية تحت إشراف دولي، وأنه في حالة امتلاكه لأسلحة كيميائية، فإنه لن يستخدمها. وعلى الرغم من دفاع روسيا عن النظام السوري، إلا أنها أعربت عن استعدادها لتقديم تنازلات.