تواصل قوات
الاحتلال الإسرائيلي عمليات الملاحقة والمصادرة لـ"
ورش الحدادة" و"المخارط" في
الضفة الغربية، وتعتقل مالكيها، تحت ذريعة القضاء على ظاهرة تصنيع الأسلحة المحلية "كارلو" التي تستخدم في هجمات ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه.
ولم يعد استهداف "الورش" الصناعية في الضفة حكرا على الاحتلال؛ حيث تشارك أجهزة السلطة في ملاحقة ومصادرة واعتقال أصحابها، بحجة ملاحقة مصنعي السلاح المحلي.
وفجر الاثنين، أقدمت قوات الاحتلال على إغلاق "ورش" ومصانع ضخمة في مدينة الخليل المحتلة، وصادرت منها العديد من المعدات والآليات باهظة التكاليف، واعتقلت مالكيها، في اطار حملة مستمرة طالت عشرات الورش والمصانع في مختلف مدن الضفة الغربية المحتلة.
ولم تسلم "ورشة" علاء الشرباتي من حملة الاحتلال، حيث صادرتها قوات الاحتلال فجر اليوم" بعد أن داهمت منزل العائلة في بلدة تفوح في مدينة الخليل، واعتقلت شقيقه "رأفت"، وعمدت إلي
مصادرة ثمانية "مخارط"، بالإضافة لمعدات ملحقة فيها وأغلقت الورشة بالكامل.
ولفت الشرباتي في حديث لـ"
عربي21" أن "المخارط" التي صادرها الاحتلال غير معدة لتصنيع السلاح "مخارط إنتاج"، مشيرا إلى أن الخسائر باهظة وتقدر بعشرات آلاف الدولارات، بالإضافة إلى قطع أرزاق أكثر من 8 عائلات يعمل أربابها في "الورشة".
السلطة تشارك
ولم تقدم السلطة الفلسطينية أي مساعدات لأصحاب المصانع التي تم مصادرتها، ولم تمنحهم أي تعويض، بل شاركت أجهزتها الأمنية في الحملة التي يقودها الاحتلال، وشنت مداهمات لعشرات الورش والمصانع، مدعية أنها تصنع "سلاح غير شرعي"، وكان اللافت أن غالبية هذه الورش تعرضت للدهم والتفتيش من الاحتلال أيضا.
وعلق المحلل السياسي الدكتور عبد الستار قاسم على ذلك قائلا: " السلطة الفلسطينية ملتزمة بأمن إسرائيل حسب الاتفاقيات الموقعة، وهي تقوم بالوظيفة الأمنية في الضفة الغربية المحتلة استكمالا لدور الاحتلال".
وأضاف قاسم في حديث لـ"
عربي21"، "السلطة لا تريد صناعة السلاح المحلي لمقاومة الاحتلال، لذلك يتم ملاحقة المصانع والورش لاقتلاع فكرة تصنيع السلاح المحلي من جذوره ووقف مقاومة الاحتلال"، وأضاف :" هي لا تجد حرجا في إعلان ذلك، وقد أعلن محمود عباس تمسكه حينما قال التنسيق الأمني مقدس".
الهدف "كارلو".
وتحاول قوات الاحتلال وقف تصنيع بندقية "كارلو" وهي نسخة محلية عن سلاح "كارلوستاف" سويدي الأصل، والذي استخدمه المقاومون الفلسطينيون في العديد من الهجمات ضد جنود الاحتلال خاصة مع انطلاق انتفاضة القدس قبل نحو عامين.
ولجأ الفلسطينيون إلى استخدام هذا السلاح؛ لسهولة صناعته فلا يتطلب مهارة كبيرة في إنتاجه، بالإضافة لتكلفته البسيطة مقارنة بالأسلحة الأخرى، ما أدى إلى انتشاره بشكل كبير في مدن الضفة الغربية المحتلة، وأصبح يقض مضجع جنود الاحتلال.
وشنت وسائل إعلام وجيش الاحتلال قبل عدة أشهر حملة تحريض واسعة ضد ورش الحدادة ومعامل الخراطة، مدعية أنها تستخدم بشكل مزدوج في تصنيع الأسلحة محلية الصنع.
وفي إحصائية ذكرتها مواقع إسرائيلية عدة؛ فقد نفذ الفلسطينيون في الضفة المحتلة العام الماضي أكثر من 120 عملية اطلاق نار باستخدام سلاح "كارلو" المصنع يدويا، وتم مصادرة أكثر من 200 مصنعا وورشة، بالإضافة لضبط نحو 500 قطعة سلاح محلية.