أعلن عبد الفتاح
السيسي، قبل يومين في كلمة مباشرة
حالة الطوارئ في البلاد، الأمر الذي ترك تساؤلات حول الأسباب التي دفعته إلى إعلانه هذا ومن المستهدف من فرض هذه الحالة؟
فهل يستهدف السيسي محاربة الإرهابيين كما أعلن لفرض حالة الطوارئ، أم أن هناك أسبابا أخرى سياسية دفعته لذلك؟
من جهته، قرأ الكاتب الصحفي المعارض، أحمد حسن الشرقاوي، لـ"
عربي21"، في إعلان السيسي حالة الطوارئ أسبابا عدة تخدمه ونظامه، مؤكدا أن هذا التوقيت يدل على وجود مخاوف لديه، يخشى أن تفسد عليه حكمه.
وأوضح أن هذه الأسباب هي:
أولا، توجيه السيسي رسائل داخل نظامه لمواجهة خصومه من الدولة العميقة، مشيرا إلى أن هناك تحركات داخل أوساط سياسية محسوبة على نظامه لا تروق له، ويعمل شخصيا على إخفائها، فهو لا يريد أن تتزعزع صورته أمام أنصاره وأمام داعميه.
وأضاف الشرقاوي سببا آخر، هو أن السيسي يريد احتواء احتمال تمرد في الجيش، مضيفا أن المراقبين للوضع
المصري يلاحظون أنه ليس هناك مؤشرات مفهومة لإعلان السيسي حالة الطوارئ، ولكن الأمر يأتي بعد تداول تقارير تفيد بأن هناك تمردا داخل الجيش، الأمر الذي نشرته صحيفة "وطن" قبل أن تدعي أن الأمر تم باختراق.
والسبب الثالث، أن السيسي يريد حفظ ماء وجهه أمام المسيحيين من خلال إجراء فوري، ما دفعه للتعجيل بإعلان حالة الطوارئ رغم أنه لم يمر بعد بإجراءاته القانونية والدستورية.
وقال إن السبب الأخير، هو أن هناك تململا شعبيا وغضبا تجاه النظام، ويريد السيسي السيطرة على أي مظاهرات محتملة.
اقرأ أيضا: سياسيون يسخرون من طوارئ السيسي.. ماذا قالوا؟
وأشار في معرض حديثه إلى أن سيناء تعاني من حالة طوارئ منذ سنوات، وأن الشرطة المصرية والأجهزة الأمنية لا تحتاج فرض حالة طوارئ، وذلك يدل على أن الأسباب التي دفعت إلى حالة الطوارئ لدوافع سياسية وليست أمنية.
من جانبه، وافق السياسي المصري قطب العربي ما ذهب إليه الشرقاوي، وقال لـ"
عربي21"، إن إعلان حالة الطوارئ رسالة من السيسي إلى أنصاره بشكل أساس، بأن لديه مزيدا من السلطات التي يستطيع أن يستخدمها لمواجهة "الإرهاب"، إلا أنه ذهب إلى أن هذا الإعلان لن يوقف الإرهاب، فمن يريد قتل نفسه لا يأبه بإعلان الطوارئ من غيره.
لكنه أكد أن المتضرر من حالة الطوارئ هو الشعب المصري، والقوى الرافضة لهذه السلطة، وقال إن أول تطبيق لإعلان الطوارئ كان ضد المسيحيين أنفسهم، الذين هللوا لإعلان السيسي، إذ منعوا من التظاهر اليوم الثلاثاء.
وقال العربي إن هذا ما يريده السيسي وهو منع التظاهر، لا سيما مع قرب تسليم جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، وبدء مناقشة البرلمان لهذه الاتفاقية تمهيدا لتسليمهما بشكل نهائي، وهناك توقعات كبيرة أن تكون هناك حركة احتجاجات واسعة كالتي حصلت في نيسان/أبريل العام الماضي.
وأضاف أن فرض حالة الطوارئ معيق للمظاهرات، خصوصا مع ارتفاع الأسعار.
وقال إن السيسي أعلن أن فرضه حالة الطوارئ يأتي لأسباب أمنية بهدف وقف العمليات الإرهابية، إلا أنه يهدف لقمع الحريات.
اقرأ أيضا: مادة دستورية أيام مرسي تكبل السيسي عن الاعتقال بالطوارئ
وأكد العربي وجود إشارات إلى أن السيسي يريد إيصال رسالة إلى الدولة العميقة، ما يؤكده إغلاق صحيفة البوابة ومصادرة عددها ليومين متتالين.
وأضاف أن رئيس إدارة الصحيفة وتحريرها، الصحفي عبد الرحيم علي وهو نائب برلماني، خرج وسط الصحفيين ليتهم السلطة مباشرة بالتقصير، ويرفض تماما المصادرة ويطالب وزير الخارجية بالاستقالة.
وقال إن عبد الرحيم علي ليس رجلا عاديا، فهو يعد أبرز الإعلاميين ذي العلاقة بالإمارات بالإضافة إلى جهاز الأمن الوطني، الذي كان يمده بالتسريبات والمكالمات الخاصة للوجوه السياسية المختلفة ليذيعها في برنامجه.
وأضاف أن ما حصل معه "يعكس ربما حالة صراع داخل أجنجة السلطة، فهو لا يتكلم بهذه القوة ويصر على اتهام وزاة الداخلية بالتقصير والفشل الأمني، رغم تحذيره من هذا النشر حين تمت مصادرة صحيفته لأول مرة إلا إذا كان هو يرى ما لا نراه من نزاع داخلي تكشف له من خلال علاقاته".
اقرأ أيضا: السيسي يعلن حالة الطوارئ لثلاثة أشهر في مصر (فيديو)
يشار إلى أن تنظيم الدولة قام بتفجيرين هزا كنيستي مارجرجس والمرقسية في طنطا والإسكندرية، وأوقعا أكثر من 44 قتيلا وعشرات الجرحى، وخرج السيسي بعدها ليعلن حالة الطوارئ في البلاد لمدة ثلاثة أسهر بعد إنهاء الإجراءات القانونية.