دأب الفلسطينيون على إحياء
يوم الأسير؛ بفعاليات وطنية مختلفة يجري تنظيمها في فلسطين والشتات، تؤكد على دعم صمود الأسرى في معركتهم لنيل الحرية، ورفضا لسياسة التنكيل والعقاب التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحقهم.
وتعتبر قضية الأٍسرى من القضايا الأكثر حساسية عند الشعب الفلسطيني، وتشير إحصائيات رسمية إلى أن قرابة خمس الشعب الفلسطيني قد دخل
سجون الاحتلال.
وأقر المجلس الوطني الفلسطيني عام 1974 يوم السابع عشر من نيسان/ أبريل، يوما وطنيا للوفاء للأسرى الفلسطينيين وتضحياتهم، ومنذ ذلك التاريخ يتم إحياء هذا اليوم من كل عام، حيثُ يحييه الشعب الفلسطيني في فلسطين والشتات سنويا.
وتتزامن فعاليات يوم الأسير مع إضراب مفتوح عن الطعام "الحرية والكرامة" انطلق صباح اليوم في كافة سجون الاحتلال، وبمشاركة أكثر من (1500) أسير، وذلك للضغط على الاحتلال من أجل تحسين ظروف حياتهم في الأسر.
مليون حالة اعتقال
وبدأ تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة مع بدايات الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام 1948، حيث سجلت نحو مليون حالة اعتقال على مدار سنين الاحتلال، وتعتبر قضية الأسرى الفلسطينيين ركنا أساسيا من أركان القضية الفلسطينية، وكانت سنوات انتفاضة الحجارة الفلسطينية التي انطلقت عام 1987، وسنوات انتفاضة الأقصى التي انطلقت عام 2000، من أصعب المراحل التاريخية، التي تعرض الشعب الفلسطيني خلالها لعمليات اعتقال عشوائية طالت مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، ومن كافة فئاته.
وبحسب بيان مشترك لمركز الإحصاء الفلسطيني، وهيئة شؤون الأسرى، ونادي الأسير، اطلعت عليه "
عربي21"؛ فقد سجلت منذ بدء انتفاضة الأقصى في 28 أيلول/ سبتمبر عام 2000، قرابة (100) ألف حالة اعتقال، بينها نحو (15) ألف طفل تقل أعمارهم عن الثامنة عشرة، و(1500) امرأة، ونحو (70) نائبا ووزيرا سابقا، فيما أصدر الاحتلال قرابة (27) ألف قرار اعتقال إداري، ما بين اعتقال جديد وتجديد اعتقال سابق.
ويجرى احتجاز الأسرى في (24) سجنا ومركز توقيف وتحقيق، وصعدت قوات الاحتلال من حملات الاعتقال منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2015، وطالت أكثر من عشرة آلاف حالة اعتقال من الضفة، كان معظمها من القدس المحتلة، حيث بلغت ثلث حالات الاعتقال أغلبها من الأطفال.
وبحسب آخر إحصائية رسمية فإن عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغَ 6500 أسير، من بينهم 57 امرأة و300 طفل.
الأسيرات
ووصل عدد الأسيرات الفلسطينيات إلى (57) أسيرة، من بينهن (13) فتاة قاصرا، وأقدمهن الأسيرة لينا الجربوني من الأراضي المحتلة عام 1948، والتي أطلق سراحها يوم أمس الأحد.
الأسرى الأطفال
ويعتقل الاحتلال في سجونه نحو (300) طفل فلسطيني موزعين على سجون "مجدو" و"عوفر" و"هشارون"، وقد جرى توثيق أبرز الانتهاكات والأساليب التنكيلية التي نُفذت بحق الأطفال من خلال طواقم المحامين العاملين في المؤسسات، وتتمثل في: اعتقالهم ليلا، الاعتداء عليهم بالضرب المبرح متعمدين القيام بذلك أمام ذويهم، وإطلاق النار عليهم قبل عملية اعتقالهم واقتيادهم وهم مكبلي الأيدي والأرجل ومعصوبي الأعين، المماطلة بإعلامهم أن لديهم الحق بالمساعدة القانونية، وتعرضهم للتحقيق دون وجود ذويهم بما يرافق ذلك من عمليات تعذيب نفسي وجسدي، إضافة إلى انتزاع الاعترافات منهم وإجبارهم على التوقيع على أوراق دون معرفة مضمونها.
وقد ازدادت أعداد الأطفال الجرحى، بعدما صعدّت قوات الاحتلال منذ أكتوبر 2015 (انتفاضة القدس)، من إطلاق النار عليهم، قبل عملية اعتقالهم، وقد تسببت هذه الإصابات بإعاقات جسدية منها ما هو دائم.
الأسرى القدامى
يبلغ عددهم (44) أسيرا، أمضوا ما يزيد على عشرين عاما، بينهم (29) أسيرا معتقلين منذ ما قبل توقيع اتفاقية "أوسلو" عام 1993، وفي عام 2013 تم الإفراج عن ثلاث دفعات ضمن مسار المفاوضات، إلا أن إسرائيل تنصلت من الالتزام بالإفراج عن الدفعة الرابعة وكان من المفترض إطلاق سراحهم في آذار/ مارس 2014، وأقدمهم الأسيران كريم يونس وماهر يونس من الأراضي المحتلة عام 1948، والمعتقلان منذ كانون الثاني/ يناير عام 1983، يضاف إلى ذلك الأسير نائل البرغوثي الذي قضى أطول فترة اعتقال في سجون الاحتلال، وهي أكثر من (36) عاما، بينها (34) عاما، بشكل متواصل، وأكثر من عامين بعد أن أعاد الاحتلال اعتقاله، عام 2014، علما بأنه أحد محرري صفقة وفاء الأحرار "شاليط".
الأسرى الإداريون
بلغ عدد الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال نحو (500) أسير إداري، ويعتبر الاعتقال الإداري العدو المجهول الذي يواجه الأسرى الفلسطينيين، وهو عقوبة بلا تهمة، وتستند قرارات الاعتقال الإداري إلى ما يسمى "الملف السري" الذي تقدمه أجهزة المخابرات "الشاباك"، وفيه لا يسمح للأسير ولمحاميه بالاطلاع عليه، ويمكن تجديد أمر الاعتقال الإداري أكثر من مرة، وتتراوح مدة الأمر ما بين شهرين وستة شهور قابلة للتمديد، يصدرها القادة العسكريون في المناطق الفلسطينية المحتلة.
الأسرى المرضى
تنتهج قوات الاحتلال سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى المرضى والجرحى، يرافق ذلك جملة من الانتهاكات التي تُنفذ بحقهم دون مراعاة لحالتهم الصحية، وهناك المئات من الأسرى المرضى داخل السجون، منهم نحو (20) أسيرا يقبعون في "عيادة سجن الرملة".
الأسرى النواب
يعتقل الاحتلال في سجونه (13) نائبا في المجلس التشريعي، بينهم امرأة وهي سميرة الحلايقة، وأقدمهم الأسير مروان البرغوثي والمعتقل منذ العام 2002، والمحكوم بالسجن خمسة مؤبدات، إضافة إلى الأسير أحمد سعدات والمعتقل منذ العام 2006، والمحكوم بالسجن ثلاثين عاما. ويشار إلى أن الاحتلال اعتقل منذ بداية العام الجاري ستة نواب، معظمهم عن حركة حماس.
الأسرى الشهداء
استشهد عشرات الأسرى أثناء اعتقالهم على يد الجيش الإسرائيلي وأعدموا خارج إطار القانون، وبعض الأسرى استشهدوا في السجون نتيجة الإهمال الطبي المتعمد أو نتيجة لعمليات القمع والتعذيب، وبلغ عددهم (210) شهداء، كان آخرهم الشهيد محمد الجلاد من محافظة طولكرم الذي استشهد في شباط/ فبراير 2017، مع الإشارة إلى أنه ومنذ قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، نُفذت عمليات إعدام جماعية بحق أسرى فلسطينيين من خلال إطلاق النار عليهم بعد إلقاء القبض عليهم وهم أحياء، وكثيرا ما ادعت إسرائيل أن هؤلاء الأسرى حاولوا الهروب فتم إطلاق النار عليهم.