نشرت صحيفة دير شبيغل الألمانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن
المنظمات الحقوقية التي أثارت قلق رئيس الوزراء
الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وساهمت في تعميق التوتر بين ألمانيا وإسرائيل، وذلك على خلفية إلغاء اللقاء بين وزير الخارجية الألماني، سيغمار غابرييل، ورئيس الوزراء الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن نتنياهو ألغى الثلاثاء؛ اللقاء الذي كان مقررا له مع وزير الخارجية الألماني، بسبب إصرار غابرييل على مقابلة ممثلين عن منظمتي "بتسيلم" و"كسر الصمت".
وأضافت الصحيفة أن منظمة "كسر الصمت" تأسست منذ 13 سنة. ويتعامل أعضاؤها مع عدد من الجنود الذين يعتبرون بمثابة "خائنين" بالنسبة للسلطات الإسرائيلية؛ نظرا لأن هذه المنظمة لا تعارض السياسة الاستيطانية فحسب، بل تفضح أيضا
الانتهاكات التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
وأوضحت الصحيفة أن نشطاء هذه المنظمة ينشرون شهادات لجنود أدوا الخدمة العسكرية في الأراضي الفلسطينية، وينتقدون سياسة الاحتلال الإسرائيلي. كما نظمت منظمة "كسر الصمت" معارض في مدينة الخليل بالضفة الغربية، التي شهدت اشتباكات بين المستوطنين الإسرائيليين والمواطنين الفلسطينيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المنظمة الحقوقية تتلقى تمويلا من قبل متبرعين، ومن منظمات حكومية أجنبية. وقد أثارت جدلا واسعا في إسرائيل نتيجة تقاريرها الصادرة باللغة الإنجليزية، التي تنتقد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، فيما تتهم السلطات الإسرائيلية هذه المنظمة بتشويه صورة إسرائيل في الخارج.
أما منظمة "بتسيلم"، فقد تأسست سنة 1989. وهذه المنظمة تنشر فيديوهات توثق انتهاكات الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
وتجدر الإشارة إلى أن تسمية "بتسيلم" تعني "على الصورة". وهي كلمة عبرية مقدسة مقتبسة من التوراة، التي ورد فيها أن الله خلق الإنسان على صورته. ومن هذا المنطلق، تنادي منظمة "بتسيلم" بالكرامة والمساواة بين الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.
وأفادت الصحيفة أن هذه المنظمة، التي تتخذ من القدس مقرا، لا تحظى بدعم متطوعين ومنظمات حكومية أجنبية فحسب، بل يساندها أيضا أشهر الأدباء الإسرائيليين على غرار عاموس عوز، وديفيد غروسمان، وإبراهيم جبريل يشوع.
وأوردت الصحيفة أن هذه المنظمة الحقوقية أثارت جدلا واسعا في إسرائيل في شهر آذار/ مارس 2016، حين نشرت فيديو يوثق الجندي الإسرائيلي، إيلور عازاريا، وهو بصدد قتل فلسطيني أعزل برصاصة في رأسه في مدينة الخليل. وهذه الحادثة خلقت أزمة في الوسطين الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء، وذلك بعد أن حكم على الجندي الإسرائيلي بالسجن لمدة 18 شهرا، في شهر شباط/ فبراير الماضي.
وتابعت الصحيفة أن المنظمات الحقوقية اليسارية على غرار "كسر الصمت" و"بتسيلم"، تمثل شوكة في حلق الحكومة الإسرائيلية اليمينية بقيادة نتنياهو، وذلك بفضل الفيديوهات والصور التي ساهمت في فضح ممارسات الجيش الإسرائيلي أمام الرأي العام.
وذكرت الصحيفة أن الكنيست الإسرائيلي أقر بأغلبية بسيطة خلال الصيف الماضي على قانون الشفافية، الذي يدعو المنظمات غير الحكومية، التي تتلقى أموالا أجنبية، إلى إصدار تقرير بشأن مصادر تمويلها. بالإضافة إلى ذلك، أجبر ممثلو هذه المنظمات على وضع رموز خاصة على ملابسهم عند زيارتهم للكنيست.
وأكدت الصحيفة أن هذا القانون لا يخلو من خلفيات سياسية، إذ أنه يستهدف بالأساس المنظمات الحقوقية اليسارية، وذلك لأنه يستثني المنظمات اليمينية التي تتلقى تمويلها عن طريق التبرعات المتأتية من الأثرياء في الداخل والخارج.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة الألمانية الإسرائيلية كشفت عن المضايقات التي تتعرض لها المنظمات الحقوقية الإسرائيلية في بلد يدعي أنه يكرس الديمقراطية.