لم يكن قسم قائد الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، الثلاثاء، بمؤتمر الشباب بالإسماعيلية، هو الأول له منذ تعيينه وزيرا للدفاع بعهد الرئيس محمد مرسي في 2012.
ولطالما تحدث السيسي في مواقف مختلفة عن أنه لا يحب أن يُقسم، إلا أنه دائما ما يتبع تلك الكلمة بجملة "أقسم بالله العظيم".
وتداول نشطاء مقطع فيديو يؤكد حنث السيسي الدائم بقسمه، حيث قال ذات مرة: "والله والله والله ولا ثانية في الحكم ضد إرادة
المصريين"، ليحنث بيمينه مخاطبا الشعب في مرة ثانية ويقول: "انتوا فاكرين إني هسيبها؛ لا والله".
"
عربي21"، ترصد أشهر كلمات القسم التي قالها السيسي أمام الشعب، وكيف حنث بها.
كرسي الرئاسة
أثناء المؤتمر الثالث للشباب، الثلاثاء، قال السيسي: "قسما بالله العظيم.. قسما بالله العظيم.. قسما بالله العظيم.. لو المصريين ما عايزني ماهقعد ثانية في المكان ده.. ثانية.. (يقصد الحكم)".
وسبق للسيسي أن قال للمصريين في 19 أيلول/ سبتمبر 2014: "اشتغلوا معايا وحاسبوني بعد سنتين، وأقسم بالله ثلاثة لو رأيتم من هو أفضل مني سأترك الكرسي فورا".
ويرى معلقون أن قسم السيسي يتناقض مع ما فرضه من قوانين مقيدة للحريات وتهدد المعارضين مثل قانوني التظاهر والإرهاب، وفرض حالة الطوارئ.
وإثر انقلابه على الرئيس مرسي في تموز/ يوليو 2013، أقسم السيسي في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2013، أنه لن يترشح للرئاسة ولا يطمع بالسلطة، وقال حينها: "أقسمت بالله، إننا مالناش طمع وهاتشوفوا، مالناش طمع بأي حاجة، غير إننا نشوف بلدنا أد الدنيا، إحنا لا بنغدر ولا بنخون ولا بنتآمر". وقد حنث بهذا وترشح للرئاسة في 8 حزيران/ يونيو 2014.
وأقسم السيسي أمام الرئيس مرسي على احترام الدستور كوزير للدفاع في 12 آب/ أغسطس 2012، ثم انقلب عليه منتصف 2013.
وردا على اتهامه بالتنسيق مع دول خارجية في انقلابه على الرئيس مرسي، قال السيسي في 18 آب/ أغسطس 2013: "أقسم بالله لم يتم التنسيق خارجيا مع أي دولة على أي أمر، ولم ننسق ولم نتعاون ولم نستأذن أي أحد".
وكان السيسي قد قال قبلها بأيام لصحيفة "واشنطن بوست" (في 3 آب/ أغسطس 2013): "أمريكا لم تكن بعيدة عما يجري هنا، وكنا حريصين أن نمد مسؤوليهم بإحاطات كافية حول الوضع الراهن، ومنذ شهور أخبرتهم بأن هناك مشكلة كبيرة بمصر، وطلبت دعمهم ومشورتهم ونصيحتهم كشريك استراتيجي وحليف لنا".
الفساد
وقال السيسي خلال افتتاح مشروع الاستزراع السمكي بمحافظة الإسماعيلية، في 28 كانون الأول/ ديسمبر 2016: "مش عايزين ناخد وقت كبير في مكافحة الفساد، والكل يتحاسب، وأنا مستعد اتحاسب، والله العظيم أنا مستعد اتحاسب".
وفي 7 كانون الأول/ ديسمبر 2016، وجه السيسي، تحية لهيئة الرقابة الإدارية على جهودها في ضبط الفساد، وقال: "والله العظيم أنا لم أحابي أحدا ولا حتى أبنائي في شغلهم".
ويعمل ابنا السيسي بجهاز المخابرات العامة وهيئة الرقابة الإدارية، ويعمل شقيقه رئيسا لوحدة مكافحة الإرهاب، وتعمل ابنة شقيقه بهيئة الرقابة الإدارية، كما عين صهره محمود حجازي رئيسا للأركان.
وفي 13 أيلول/ سبتمبر 2015، قال السيسي، أمام شباب الجامعات بجامعة قناة السويس بالإسماعيلية: "لن أصمت على أي فساد أو مفسد"، و"الله لن نسمح بجنيه ورق يتاخد دون وجه حق".
وكشف الجهاز المركزي للمحاسبات اختفاء 32.5 مليار جنيه من إيرادات الدولة بالحساب الختامي لموازنة 2014-2015. وفي آذار/ مارس 2016، أقال السيسي رئيس جهاز المحاسبات، هشام جنينة، وأحاله للتحقيق، بسبب تقرير له عن حجم الفساد في مصر.
التقشف
وخلال المؤتمر الأول للشباب في شرم الشيخ 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2016، طالب السيسي الشعب بالتقشف، وقال: "والله العظيم أنا قعدت 10 سنين تلاجتي كان فيها مية بس".
وأكد مراقبون أن السيسي يلبس أفخر أنواع الثياب والإكسسوارات، كما تظهر زوجته في المناسبات العامة بكامل مجوهراتها من الألماس، بجانب حالة البذخ التي تظهر في مؤتمرات وسفريات السيسي.
وفي 11 تموز/ يوليو 2014، دعا السيسي للتبرع لصندوق "تحيا مصر"، وقال: "أقسم بالله لو معايا 100 مليار دولار لأديهملك يا مصر من غير تفكير ولا في حد يذل أو يهين بلادي ويكسر خاطرها".
وكشفت صحيفة "لاتريبيون" الفرنسية، عن شراء السيسي أربع طائرات "فالكون إكس 7" فرنسية الصنع، بـ3 مليارات جنيه؛ للتنقلات الرئاسية.
رفعة مصر
وفي 6 آب/ أغسطس 2016، أقسم السيسي أمام الجميع: "والله أنا شايف النصر لمصر قدامي زي ما أنا شايفكم دلوقتي".
وهدد السيسي خلال كلمته بمؤتمر "رؤية مصر 2030"، في 24 شباط/ فبراير 2016، بقوله: "أقسم بالله اللي هيقرب لمصر لأشيله من على وش الأرض".
وخلال كلمته المذاعة على التلفزيون المصري، في 16 آب/ أغسطس 2015، أكد السيسي أن المشروعات التي تنجزها مصر هي مشروعات حقيقية، وأقسم: "والله نحن لا نبيع الوهم للناس أبدا".
وأكدت تقارير محلية ودولية تراجع مصر في عهد السيسي بمجالات الاقتصاد والأمن والتعليم والصحة والسياحة، مع انتشار الفقر والبطالة والفساد والتحرش الجنسي والجريمة. كما شكك خبراء بجدوى المشاريع الكبرى التي أعلن عنها السيسي، أو تم تنفيذها بالفعل، وخصصوا مشروع توسيع قناة السويس، فيما يواجه مشروعه العاصمة الجديدة عقبات ولم يتم العمل به حتى الآن، كما شكا مستثمرون في مشروع المليون ونصف مليون فدان من تعرضهم للخداع.
كل المصريين
وفي 8 تموز/ يوليو 2014، قال السيسي خلال احتفالية تنصيبه بقصر القبة: "لا تفريق بين مواطن وآخر، ولا إقصاء لأحد"، مضيفا: "أقسمت أن أكون رئيسا لكل المصريين".
ورفع السيسي رواتب الجيش والشرطة والقضاة ومنحهم المكافآت دون غيرهم من الفئات، مقابل رفع الضرائب وأسعار السلع والخدمات وتقليل الدعم، ما زاد أعداد من هم تحت خط الفقر من المصريين إلى 30 مليون نسمة.
وخلال الاحتفال بليلة القدر 25 تموز/ يوليو 2014، توعد السيسي بالثأر من قتلة 22 جنديا مصريا بالفرافرة، وأقسم: "والله لن نتركهم لن نتركهم".
ورغم أن هذا الحادث تكرر كثيرا في سيناء والقاهرة وعدد من المحافظات، إلا أن النظام يُتهم دائما بالعجز عن تقديم الجناة الحقيقيين، وأنه يتهم غالبا معارضين للنظام يتم إخفاؤهم قسريا، حسب مراقبين.
وقال السيسي في 12 نيسان/ أبريل 2013: "أقسم بالله أن القوات المسلحة من أول يوم 25 يناير وحتى الآن لم تقتل ولم تأمر بقتل ولم تخن أو تأمر بخيانة، ولم تغدر أو تأمر بغدر".
وكان تقرير لجنة "تقصي حقائق" ثورة يناير 2011، أوصى بالتحقيق مع قادة عسكريين كبار بشأن جرائم ارتكبت خلال وإبان الثورة.