كشفت مصادر مطلعة عن أن شخصيات
مصرية معارضة من توجهات سياسية مختلفة (إسلامية وليبرالية ويسارية ومستقلة)، تعتزم الإعلان عن رؤية في إطار مبادئ مشتركة ومشروع جامع للجماعة الوطنية المصرية، خلال الأسبوع المقبل.
وأكدت – في تصريحات خاصة لـ"
عربي21"- أن "هذه المبادئ الجامعة توفر أرضية مشتركة للقوى والمؤسسات السياسية والمجتمعية للعمل المشترك فيما بينهم، مع احتفاظ الموقعين والموافقين عليها بحقهم في التعبير عن رؤاهم الخاصة"، داعية لتجاوز خلافات الماضي والتركيز على المستقبل.
كما كشفت المصادر (فضلت عدم الإفصاح عن هويتها)، عن أنه سيلي هذه الخطوة المرتقبة الإعلان عن مظلة تنسيقية جامعة، تضم القوى الوطنية في داخل وخارج مصر، التي تقبل بهذه المبادئ لتحقيق مطالب
ثورة 25 يناير ومكتسباتها، مشيرة إلى أن هذه الخطوات هي نتاج جهود كبيرة ومتواصلة بدأت منذ نحو عامين، وأن الإعلان عنها أصبح مسألة وقت.
وشدّدت على أن "التحرك الحالي لم يطلب مطلقا التخلي عن شرعية الرئيس
مرسي، ولكنه تضمن إشارات إلى استرداد الإرادة الشعبية، وأن هناك توافقا على العودة للشعب في أي قضية خلافية تستعصي على التوافق والحوار"، لافتة إلى أن هناك تركيزا على تحرير الإرادة الشعبية أولا حتى تستطيع أن تحدد موقفها من أي خلاف.
وأضافت: "التوافق على المبادئ التي سيتم الإعلان عنها لا يتناقض مع وجود أمور محل تنوع في الرؤى، وتحتاج لمزيد من الحوار، وصولا إلى رؤية مشتركة، وإن لم تتحقق يكون الاحتكام في هذه الأمور للشعب – مستقبلا – بوصفه صاحب السيادة والشرعية ومصدر كل السلطات".
واستطردت قائلة: "المشترك بيننا كثير وكبير، فما يجمعنا هو مبادئ وقيم ثورتنا، وأهدافها النبيلة، بوصفها السبيل لرفعة وتقدم أمتنا، وإنقاذها مما آلت إليه الأوضاع من ترد وفشل وانحدار وانهيار، والأمر متروك لكل فصيل أو شخص ليعبر عن رؤيته الخاصة في القضايا الخلافية، وأن العمل المشترك سيكون في المساحات محل الاتفاق".
وأردفت: "شركاء ثورة يناير، باختلاف توجهاتهم، ومواقفهم السياسية، أدركوا إلى حد اليقين، بعد ست سنوات على قيام الثورة، أن الثورة تراجعت بتفرق الثُوار، وبتفرقهم تقدمت الثورة المضادة، وتمت إعادة إنتاج دولة الظلم، والفساد، والاستبداد، والترويع، والتجويع، والتفريط في كل شيء، ولذلك فلا بديل ولا مفر من توحدهم مرة أخرى في مواجهة هذه السلطة المستبدة والقمعية".
وأضافت: "نؤمن بأهمية الحفاظ على وحدة الصف الثوري، وإعادة ترميم الجماعة الوطنية المصرية، - ليس فقط – بوقف التنابذ، ورفض خطاب الكراهية انطلاقا من (ميثاق الشرف الوطنى الصادر في كانون الأول/ ديسمبر 2016)، لكن أيضا بالإقرار المتبادل بالمسؤولية عن الأخطاء لمد جسور الثقة في المستقبل، وتجاوز حقيقي لخلافات الماضي ومراراته".
وتابعت المصادر ذاتها: "كما نؤمن أن إنقاذ مصر لن يتم إلا بمصالحة وطنية شاملة، لا إقصاء فيها لأحد، ولا إفلات فيها لكل من أجرم في حق هذا الشعب أو أهدر دمه أو أرضه أو حقوقه المقدسة".
وأشارت إلى أنها متفائلة إلى حد كبير وبعيد بنجاح هذه الجهود، خاصة أن هناك "إرادة قوية هذه المرة في الاتحاد والعمل المشترك بين ثوار يناير، فهناك إيمان حقيقي بأن الثورة لن تنجح إلا باتحاد واصطفاف الجميع"، مؤكدة أنهم لن يسمحوا لأي جهة أو شخص بإفساد تحركاتهم التي قالت إنها تسعى لإخراج الوطن من أزمته.