كشف
المجمع الفقهي لكبار العلماء في
العراق (أكبر مرجعية دينية للسنة)، الخميس، أن رئيس الوزراء العراقي حيدر
العبادي استجاب لدعوات المجمع في فتح تحقيق بملفات الفساد بمئات الملايين في ديوان
الوقف السني العراقي.
وقال المتحدث باسم المجمع، مصطفى البياتي في حديث لـ"
عربي21" إن "بادرة هي الأولى من نوعها في تاريخ الوزارات العراقية، أن يشهد مديرون عامون على فساد وزارتهم، حيث جاء ثمانية من مديري الوقف إلى المجمع الفقهي وقدموا شهادات ووثائق تثبت وجود فساد داخل الوقف".
وأضاف أن "المجمع الفقهي بادر إلى الحديث عن تلك الملفات على المنبر ودعا رئيس الوزراء حيدر العبادي كونه يسعى لعلاج الفساد في البلد، إلى فتح تحقيق بالقضية وإيقاف الفساد المستشري في الوقف".
وأكد البياتي أن "رئيس الوزراء العبادي استجاب للدعوة وشكل لجنة تحقيقية الشهر الماضي، ونحن بانتظار ما سينتج عنها من قرارات، وكلنا أمل أن يطهر رئيس الحكومة مؤسسات الدولة من الفساد، لأن ديوان الوقف السني هو بمثابة وزارة".
اقرأ أيضا: الحبس لمدة عام بحق رئيس الوقف السني بالعراق (وثيقة)
"فساد بمئات الملايين"
وعلى صعيد ملفات الفساد التي وصلت للمجمع الفقهي، قال البياتي، إن "مئات الملايين صرفت من أموال الأوقاف على قنوات فضائية، وأن من بين تلك الفضائيات قناة يمتلكها ابن رئيس ديوان الوقف السني عبد اللطيف الهميم".
ولفت إلى أنه "على الرغم من أن المجمع الفقهي العراقي ليس جهة قضائية أو تحقيقية، لكنها عندما وصلتها
الوثائق طالبت رئيس الوزراء بالاطلاع على الفساد الحاصل في الوقف السني، ولو امتلكنا وثائق عن وزرات أخرى لصرحنا بذلك أيضا".
وكشف المتحدث باسم المجمع الفقهي العراق عن أنباء إقالة رئيس ديوان الوقف السني بالوكالة عبد اللطيف الهميم بأمر من رئيس الوزراء حيدر العبادي، إلا أنه لم يصل أي شيء رسمي بخصوص ذلك.
وحصلت "
عربي21" من مصادر خاصة، الخميس، على وثائق تثبت صرف مئات ملايين الدنانير العراقية من رئيس ديوان الوقف السني على عدد من الفضائيات العراقية من بينها فضائية "الحدث" التي تعود ملكيتها لابنه محمد عبد اللطيف الهميم.
وتضمنت الوثائق أيضا، كتبا رسمية صادرة عن الوقف السني، بمنح سلفات مالية ضخمة إلى محافظة الأنبار، لكن المستلمين هم موظفون من مكتب رئيس ديوان الوقف السني عبد اللطيف الهميم.
وشملت الوثائق، شراء عدد كبير من المقتنيات الثمينة، كلفت آلاف الدولارات وصرفت مبالغها من ميزانية الوقف السني، كما أن ولائم يقيمها رئيس الوقف السني للقاء زعماء عشائر، كلفت ميزانية الوقف الملايين.
اقرأ أيضا: مصادر لـ"عربي21": رئيس الوقف السني بالعراق يغادر البلاد
وأفادت مصادر من دخل ديوان الوقف السني لـ"
عربي21" بأن "هذه الحالات من الولائم وشراء المقتنيات الثمينة والصرفيات الخاصة، تكون بشكل مستمر على مدار الشهر، وكلها تكلف ميزانية أوقاف المسلمين مبالغ طائلة، منذ تسلم عبد اللطيف الهميم رئاسة الوقف".
وكانت محكمة الجنح المختصة بقضايا النزاهة والجريمة الاقتصادية وغسيل الأموال قد قضت في منتصف نيسان/ أبريل الماضي، بالسجن لمدة سنة واحدة بحق رئيس ديوان الوقف السني بالعراق، عبد اللطيف الهميم، جراء تهم فساد صدرت بحقه.
وبحسب القرار، فإن محكمة الجنح المختصة بقضايا النزاهة والجريمة الاقتصادية وغسيل الأموال، حكمت على الهميم بالحبس البسيط مع وقف تنفيذ العقوبة لمدة ثلاث سنوات، لكون المدان "رجلا كبيرا في السن وموظفا مستمرا بالخدمة ولم يسبق الحكم عليه".
وجاء الحكم على خلفية دعوى قضائية أقامها المدعي، كمال هادي صايل العيساوي، المرشح لمنصب وكيل رئيس ديوان الوقف السني في العراق، الذي أعلن أن قرار المحكمة بحق الهميم سينفذ وسيباشر بمهامه وكيلا للديوان.
اقرأ أيضا: فضيحة "أخلاقية" تهز الوقف السني بالعراق وتفجر جدلا واسعا
ويواجه رئيس الوقف السني في العراق تهما بالفساد المالي والإداري، حيث دعت جهات سياسية ودينية رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى ضرورة إجراء تحقيق واتخاذ إجراء بحق الهميم.
وطالب النائب في البرلمان العراقي عن تحالف القوى العراقية أحمد السلماني، في وقت سابق، رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي بسحب يد عبد اللطيف الهميم من إدارة الوقف السني فورا.
وقال السلماني في تصريح له، إن "صدور أمر قضائي من محكمة الجنايات بسجن الهميم بتهم سوء الإدارة واستغلال منصب وأموال الوقف السني يؤكد وجود ملف الفساد الكبيرة في الوقف وعليه نطالب برفع يد الهميم من إدارة الوقف فورا".
يذكر أن رئيس المجمع الفقهي العراقي (أكبر مرجعية دينية للسنة بالعراق) الشيخ أحمد حسن الطه، كشف في خطبة، الجمعة، ببغداد عن وجود مئات الوثائق التي تثبت الفساد في ديوان الوقف السني.