نصح
الداعية الأزهري الدكتور عصام الروبي، الرجال الذين يحلفون بالطلاق ويوقعون الأيمان على زوجاتهم، بينما شخصياتهم ضعيفة، ويتراجعون في مواقفهم أمام زوجاتهم؛ بألا يجعلوا حدود الله عُرضة للاستهزاء، وأن يحافظوا على ما تبقى لهم من مروءة ورجولة، فلا يحلفوا ويطلقوا اليمين، ثم لا ينفذونه، حتى تبقى لهم كلمة عند الزوجة، وأهلها، وفق قوله.
جاء ذلك في معرض رده ببرنامج "فتاوى"، عبر فضائية "الحياة"، مساء الجمعة، على سؤال يقول: "بيني وبين أهل زوجتي خلاف، وقلت لزوجتي عليَّ
الطلاق ثلاثا، وبحرمة الكنيسة أن تكون محرمة عليَّ حرمة الكنيسة، أنني لن أذهب إلى أي أحد من أهلها وإخوتها، وتكون محرمة عليَّ لو رجلي حطت خارج المنطقة".
وأضاف السائل: "وليس في نيتي الطلاق، ولا الحرمانية، ولكن فقط حتى أضع حدا لعدم ذهابي إلى أهلها، ويكون ذلك عقابا لها".
واستدرك: "لكن للأسف، بعد إلحاح منها، رجعت في موقفي، ووقعت في الحلف.. فما الفتوى الشرعية في ذلك، وهل عليَّ كفارة؟".
وهنا أبدى الروبي دهشته من هذا "الكلام الغريب، والصعب"، وفق وصفه، مردفا: "أنت تؤلف حلفا جديدا بألفاظ جديدة، وتتفنن في الاستهزاء بحدود الله".
وأشار الداعية الأزهري إلى أن مثل هذه الأيمان "أيمان كاذبة باطلة"، مشيرا إلى أن "أي رجل عارف أنه مع زوجته "رايح جاي" (شخصيته ضعيفة)، ولن ينفذ كلمتها معه.. يجب عليه أن يحافظ على بعض المروءة، والرجولة حتى النهاية".
وتساءل: "ما دخل يمين الله عز وجل بالكنيسة؛ حتى تحلف بها.. ألا يكفيك الحلف بالله سبحانه وتعالى، ثم لماذا تحلف وتجعل يمين الله عز وجل عُرضة للحلف الباطل؟ خاصة أن زوجتك تعلم سلوكك مهما غضبت وحلفت بأنك ترجع في كلامك وفي حلفك"، مضيفا: "من فضلك أمسك عليك لسانك، واتق الله عز وجل، في ما تقوله".
واستشهد بقول الله تعالى: "ولا تتخذوا آيات الله هزوا"، الذي جاء في آية الطلاق نفسها بسورة البقرة.
وعلق: "كُفَّ عليك هذا.. واتق الله في ما تقوله.. فبين الحلال والحرام كلمة".
ومجيبا عن السؤال، قال: "سنعود إلى نيتك إن كانت نيتك ساعة الحلف، فعلا، أنك لو ذهبت عند أهلها فستكون امرأتك هذه طالقا منك، فسيقع اليمين طلاقا".
واستدرك: "أما إن كنتَ تثرثر بكلام في ساعة الغضب دون أن تبيِّت النية على إيقاع الطلاق على زوجتك، وصدر هذا الكلام منك عفْو الخاطر، ولم تقصد معنى الطلاق؛ فعليك أن تصوم ثلاثة أيام، أو أن تطعم عشرة مساكين، والإطعام أولى"، بحسب قوله.