نيوزويك: هل فقد نظام كيم جونغ أون السيطرة على مواطنيه؟
لندن- عربي21- باسل درويش10-May-1709:17 PM
شارك
نيوزويك: لم يعد الكوريون السماليون يهتمون بطقوس التبجيل لزعيمهم- أ ف ب
تتساءل مجلة "نيوزويك" الأمريكية في تقرير لها، عما إذا بدأ الرئيس الكوري الشمالي كيم جونع أون يفقد السيطرة على الحكم.
وتجيب المجلة قائلة: "ربما، فالسكان الذين تعودوا على طاعته حتى العبادة، وأداء الأغاني التي تمجده، والنشيد الوطني الذي يتعهدون فيه بالولاء له، لم يعودوا يهتمون بهذه الطقوس، بل إنهم يقومون بالسخرية ممن يمجد الرئيس الحالي، أو والده كيم جونغ إيل، أو جده".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن مصادر تحدثت إلى إذاعة "آسيا الحرة"، قائلة إن من يقوم بأداء الواجب يعد هدفا للمواطنين، وعزت تدني المعنويات، وقلة الاحترام المتزايدة للزعيم الأكبر، إلى تراجع الاقتصاد، وإعدام كيم لوالد أمه جانغ سونغ ثايك، لافتا إلى أن المصادر الكورية الشمالية، التي تحدثت للإذاعة، أشارت إلى إمكانية انهيار النظام الذي يحكمه كيم جونغ أون.
وتعلق المجلة قائلة إن "تقاليد التبجيل تجاه القادة الديكتاتوريين بدأت في عهد والده كيم جونغ إيل، إلا أنها ظلت في الدوائر الخاصة بين الأصدقاء، لكن منذ وصول كيم جونغ أون إلى السلطة في عام 2011، أصبحت هذه الممارسات أكثر حضورا في الحياة اليومية للكوريين الشماليين، في مجتمع محروم منذ زمن طويل من حقوق الإنسان وحرية التعبير، أو معارضة الحكومة بطريقة قانونية".
وينقل التقرير عن مصدر، قوله: "حتى عندما كان كيم جونغ إيل على قيد الحياة فإن تحولا تدريجيا قد حدث، بحيث لم يعد يتم الحديث عن الزعيم بطريقة مبجلة"، مشيرا إلى أن العودة للتبجيل بدأت في عصر كيم جونغ أون وصارت علنية.
وتذهب المجلة إلى أن توقف البعض عن الحديث بطريقة مبجلة عن الزعيم راجع للوضع الاقتصادي السيئء، بحيث لم يعد أحد يخشى من أعمالا انتقامية بعد سنوات طويلة من العيش في ظل العنف.
ويورد التقرير نقلا عن مصدر، قوله: "في الوقت الذي اختفت فيه سيطرة الدولة على أسعار البضائع، وتم قطع الحصص الغذائية، ولم تعد الدولة تقدم الدعم للمواطنين، فإن المصطلحات التبجيلية للزعيم اختفت بشكل تدريجي"، ويضيف المصدر: "في ظل زيادة نمو الأسواق، وصعود النشاطات التجارية، لم يعد كيم جونغ أون مهما".
وتنقل المجلة عن مصدر آخر، لم يذكر اسمه، قوله إن "المصطلحات التبجيلية لا تزال تستخدم في الأماكن العامة؛ خوفا من الإجراءات الانتقامية، إلا أنها غير مستخدمة في المجالس الخاصة، ولن تزيد، خاصة أن السكان لن يتعرضوا للعقوبة"، ويضيف: "دائما ما كان هناك عملاء ومخبرون بين الأصدقاء المقربين والجيران، لكن لا أحد يتعرض للعقوبة لأنه لم يستخدم الألقاب التبجيلية عندما يتحدث عن كيم جونغ أون، ولهذا فإنه يبدو أن نظام العزلة بدأ في الانهيار".
ويلفت التقرير إلى أن مثل هذه المعارضة المفتوحة تتصاعد في وجه الحكومة، التي ظلت تحت رقابة الأمم المتحدة؛ لانتهاكها حقوق الإنسان، ففي عام 2014، قامت مفوضية التحقيق في حقوق الإنسان بتوثيق حالات اغتصاب وإجهاض بالإكراه، بالإضافة إلى عمليات الإعدام والإبادة، مشيرة إلى حجم وخطورة هذه الأفعال.
وتختم "نيوزويك" تقريرها بالإشارة إلى أن منظمة "هيومان رايتس ووتش" علقت قائلة إن أفعالا كهذه "تشير إلى أن هذه الدولة لا يوجد لها نظير في العالم المعاصر".