ذكرت مصادر محلية في ريف حلب الشرقي، أن وحدات الحماية الكردية بمدينة
منبج؛ تشترط على
النازحين من
الرقة ومن مناطق في ريف حلب الشرقي، وجود كفيلين من أبناء مدينة منبج، قبل السماح لهم بالدخول إلى المدينة.
وأشارت المصادر إلى أن هذا القرار يأتي مع ازدياد تدفق النازحين على منبج، بعد ارتفاع حدة المعارك بين قوات
سوريا الديمقراطية، التي تشكل
الوحدات الكردية عمودها الفقري، وتنظيم الدولة في ريف الرقة، وبين قوات النظام وتنظيم الدولة في محيط بلدة مسكنة بريف حلب الشرقي.
وكانت الوحدات الكردية قد أصدرت قرارا في شهر آب/ أغسطس الماضي؛ يشترط على كل من يرغب بزيارة مناطق سيطرتها وجود كفيل واحد من سكان المنطقة، لكنها اليوم تطالب النازحين بوجود كفيلين على الأقل.
وقال الناشط الإعلامي أحمد محمد، من مدينة منبج: "الوحدات اليوم لم تعد تكتفي بكفيل واحد، وهي بذلك تجعل الدخول إلى المدينة أمرا شبه مستحيل".
وأضاف محمد لـ"عربي21": "حسب ما يصلنا من أخبار من الحواجز، فإن أوضاع النازحين مأساوية، وغالبيتهم تقطعت بهم السبل، وكثير من العائلات تبيت في العراء، بحسب تعبيره.
من جانبه، قال الناشط السياسي عبد الباسط عليان، وهو من أبناء مدينة منبج "الوحدات تمنع النازحين حتى مجرد عبور النازحين من مناطقها بدون وجود كفلاء، علما أن غالبية النازحين يقصدون الريف الشمالي لحلب"، وفق قوله لـ"عربي21".
وأكد عليان أن الوحدات الكردية تشن حملة تفتيش كبيرة داخل المدينة؛ بحثا عن النازحين المقيمين في مدينة منبج، لترحيلهم في حال لم يتم كفالتهم من أبناء المدينة.
وقال عليان: "الوحدات تفعل ما يحلو لها بالمدينة وتمارس سياسة قمعية بحق كل السكان العرب، الذين لم يعلنوا الولاء المطلق للقضية الكردية"، على حد وصفه.
بدوره، أشار مسؤول في مجلس منبج المحلي السابق الذي شكله الثوار سابقا؛ إلى طرد الوحدات الكردية لعائلات من مدينة منبج، لمجرد وجود أقرباء لهم يقاتلون إلى جانب فصائل الجيش الحر في ريفي حلب الشمالي والشرقي.
وأبدى المسؤول في المجلس المحلي، الذي رفض الكشف عن اسمه، خوفا من مضايقات قد تتعرض لها عائلته التي لا زالت داخل منبج؛ استغرابه من تصرفات الوحدات الكردية، واصفاً إياها بـ"الجبانة"، وقال: "يعيش الأهالي في حالة ذعر دائمة، والجميع لديه مخاوف من الطرد أو الاعتقال".
يذكر أن قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات الحماية الكردية عمودها الفقري، كانت قد سيطرت على مدينة منبج، في آب/ أغسطس الماضي، بعد طرد تنظيم الدولة منها على إثر معارك مدعومة بمقاتلات التحالف الدولي.