ظهرت انتصار عامر، قرينة رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، رفقة زوجها الأربعاء، في لقاء رئاسي رسمي، لأول مرة منذ احتلال السيسي منصب رئيس
مصر بعد انقلاب عام 2013، في وقت استنكر فيه الرئيس السابق لتحرير صحيفة "الأهرام"، عبد الناصر سلامة، بشدة منع الزيارة عن الرئيس محمد مرسي طيلة أربع سنوات من سجنه، داعيا إلى انتفاضة شاملة لزيارته والاطمئنان عليه.
وبثَّت الرئاسة المصرية، مساء الأربعاء، صورا للقاء السيسي مع الرئيس الكيني أوهورو كينياتا وقرينته، خلال توقف طائرتهما بمطار القاهرة الدولي، في طريقهما إلى المملكة المتحدة، واستقبال السيسي وقرينته لهما، حيث ظهرت الأخيرة في الصور إلى جوار زوجها تصافح الرئيس الكيني وزوجته، وتحضر جلسة المباحثات الرسمية بين السيسي وكينياتا، دون أن يوجب البروتوكول ذلك.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، علاء يوسف، بأن السيسي رحب بكينياتا، وأعرب عن ارتياحه لحرص الجانبين على استمرار التنسيق والتشاور المشترك، مشيرا إلى أن اللقاء يأتي في أعقاب زيارة السيسي لنيروبي في شباط/ فبراير الماضي، وفق تعبيره.
وأضاف أن السيسي جدَّد الدعوة للرئيس الكيني للقيام بزيارة رسمية إلى مصر، مشيرا إلى أن "الرئيسين أكدا أهمية عقد اجتماعات الدورة السابعة للجنة المشتركة برئاسة وزيري الخارجية خلال عام 2017".
ويشارك الرئيس الكيني في مؤتمر تنظمه المملكة المتحدة والصومال والأمم المتحدة، وتشارك فيه مصر أيضا، بوفد يرأسه رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، ويستهدف وضع أسس التعاون بين المجتمع الدولي والصومال في الفترة المقبلة؛ لاستيفاء استحقاقاته الدستورية، وصولا لإجراء انتخابات عامة وبناء المؤسسات.
"زيارات السجين مرسي"
وفيما ظهرت قرينة السيسي لأول مرة إلى جواره بلقاء رئاسي رسمي في أريحية تامة، كتب رئيس التحرير السابق لصحيفة "الأهرام"، عبدالناصر سلامة، مقالا بجريدة "المصري اليوم" بالعنوان السابق"، الأربعاء، استنكر فيه "خرس ألسنة وأقلام القوى الليبرالية جميعها مع إعلان الرئيس الأسبق محمد مرسي أنه ممنوع من زيارة أهله داخل السجن أو حتى لقاء محاميه على مدى الأعوام الأربعة الماضية، خلال إحدى جلسات المحاكمات الماراثونية للرجل في إحدى القضايا، وما أكثرها"، وفق وصفه.
وعلَّق سلامة: "بالتأكيد ينطلق خرس الألسنة والأقلام لمدعي الحريات وحقوق الإنسان من عوامل كثيرة، في مقدمتها الخوف العام، ثم خشية إغضاب النظام، ثم الخجل أحيانا، والكراهية أحيانا أخرى، إلى أن نصل في نهاية الأمر إلى ذلك الزيف المسمى الإيمان بالعدالة، أو بالمبادئ الإنسانية، أو حتى الانتماء للوطن".
وشدَّد الكاتب على أن "إهدار أبسط الحقوق، وهو الزيارة، يحتاج إلى تفسير سياسي من الدولة، وتفسير أمني من السجَّان في آن واحد"، معتبرا إعلان مرسي "استغاثة" كان يجب بحُكم القانون أن تنتفض لها هيئة المحكمة، والنائب العام، ومنظمات حقوق الإنسان، والأحزاب السياسية، والبرلمان، وكل ذوي الضمير الحي من مثقفين وسياسيين، والنخبة بصفة عامة".
واستدرك: "إلا أن أحدا لم يفعل، في إشارة بالغة الدلالة على أننا نعيش بالفعل حالة استثنائية في مرحلة غريبة الشكل والمضمون من كل الوجوه، خاصة ما يتعلق منها بحقوق الإنسان"، على حد قوله.
وجذب سلامة النظر هنا إلى أن "المسجلين خطرا يتمتعون بالزيارة كاملة، ولم يشتك أحدهم من مثل هذه الممارسات، وأن كل الذين حُوكموا أو سُجنوا منذ ما بعد 25 يناير حتى الآن لم نسمع منهم أيضا مثل تلك الشكوى، اللهم إلا سجناء سجن العقرب التابعين أيضا للرئيس مرسي، أو المحسوبين على جماعة الإخوان، ما يشير إلى أنها ليست منهاج الدولة طوال الوقت ولا في كل الأحوال.. هي حالة نفسية شخصية"، بحسب سلامة.
والأمر هكذا، خلص الكاتب إلى القول: "هي إذن أكذوبة تلك التي تتحدث عن دولة القانون، كما هي أكذوبة تلك التي ترى أن هناك قوى سياسية أو ليبرالية تعيش بيننا، كما هي أكذوبة تلك القوى التي ترفع شعارات طوال الوقت تتعلق بالتغيير والحرية والعدالة الاجتماعية والثورة مستمرة، إلى غير ذلك من شعارات نكتشف بمرور الوقت أنها "أكل عيش"، بدليل أنه طوال فترة حكم الرئيس مبارك التي بلغت 30 عاما لم يُسجل أن هناك سجينا مُنعت عنه الزيارة أربع سنوات، أو حتى أربعة شهور".
واختتم سلامة مقاله قائلا: "إننا أمام وضع هو في كل الأحوال غير قانوني، يضر بسمعة الدولة المصرية في كل المحافل، وتسجله الذاكرة المصرية بكل سوء".