أكد رئيس البرلمان
المصري في الخارج،
جمال حشمت، أن استقراء الموقف الحالي من محاولات الاصطفاف وسط الخلاف القائم بين جماعة
الإخوان المسلمين المصرية لا معنى له إلا إفشال أي محاولة للاصطفاف الحقيقي أو تعميق الخلاف بين الإخوان.
وأشار "حشمت" -في تصريح لـ"
عربي21"- إلى أن "التاريخ يقول إن غياب البلورة التي يتجمع حولها الأنصار، والقادرة على التضحيات، وتمثل حالة الثبات بتاريخها وواقعها، لن تمنح لأي تجمع قوته أو قدرته على التأثير".
وقال: "لذا، انطلاقا من هذا الإحساس بالمسؤولية، وجب على القيادة التي لا يختلف عليها اثنان أن تقوم بدورها رغم كل الظروف التي تحوطها في مناشدة الجميع وإلزام الجميع بموقف واحد بعد تضييع كل هذه الأوقات دون حتى تخفيف الاحتقان بين الفصيل الأقوى في الشارع المصري والمقاوم للانقلاب العسكري، الذي أهدر كرامة مصر وحقوق المصريين".
ودعا "حشمت" قادة جماعة الإخوان المسلمين إلى مطالبة المرشد العام
محمد بديع وإخوانه بتسمية اسم أو عدّة أسماء، وتكليفهم بإجراء ما وصفها بالمصالحة الواجبة بين الإخوان، دون تأخير في مدة محددة، ووفق إجراءات بعينها، مناشدا المرشد العام للإخوان بسرعة التدخل لإنهاء
خلافات الجماعة الداخلية.
وشدّد "حشمت" على ضرورة أن تكون قرارات الشخص المُكلف من المرشد العام بإنهاء الأزمة الداخلية نافذة على الجميع؛ لتجاوز ما وصفه بفشل المسؤولين في أي فريق على إتمام وحدة الصف، مشدّدا أن هذا الأمر هو الأولى حاليا، ويجب أن يسبق أي اصطفاف أو أي تحرك في اتجاه آخر.
وقال: "هذه الخطوة المأمولة هي الأولى من مطالبة البعض للرئيس محمد مرسي بأن يفوض صلاحياته لشخص يقوم بمهام مؤقتة لإنقاذ الثورة وتوحيدها، وهو ما لم يحدث حتى الآن، وتمت دراسة هذا التصور تحت عنوان (تحرير الشرعية) منذ أكثر من عام، وتخوف الجميع على الرئيس إزاء مثل هذا القرار".
وأشار "حشمت" إلى أن الكيان الوحيد الذي حظي بموافقة الرئيس مرسي عبر نجله أسامة (معتقل حاليا هو الآخر)، هو عودة البرلمان المصري بالخارج، مؤكدا أنه صرّح بذلك يوم انعقاد الجلسة الأولى للنواب في 20 كانون الأول/ ديسمبر 2014، وأعلن ذلك في بعض وسائل الإعلام حينها.
واستطرد قائلا: "هذا اجتهادي واستكمال ما عرضته فيما كتبت حول (اختلاف الإخوان ليس رحمة) منذ أيام قليلة، فتوحيد صف الإخوان الآن هو الأولى والأهم لدى كل الإخوان الصادقين الفخورين بدعوتهم وتاريخها".
وذكر "حشمت" أن "الاختلاف بين الإخوان كبّل الفريقين، وبالتالي لن يستطيع أحدهما أن يتخذ قرارا أو موقفا من الثورة يحتاج دعما شعبيا طالما بقي الخلاف"، محذرا بشدة من أن يكون الاصطفاف على حساب تعميق الخلاف بين الإخوان.
وأردف: "ندائي لإخواني من الفريقين أن فرص التقارب وإنهاء الخلاف أقرب إليكم من الاصطفاف مع الآخرين، وأملي في ربي وثقتي في العقلاء أنهم قادرون على ذلك لو صفت القلوب ودار الحوار بشكل مباشر.. اللهم بلغت، اللهم فاشهد".