شنت مقاتلات مصرية من طراز "رافال" غارات جديدة، فجر الاثنين، على مدينة
درنة شرق
ليبيا، وذلك للمرة الثالثة خلال ثلاثة أيام.
ونقلت وكالة "رويترز" عن شاهد عيان قوله، إن طائرات حربية نفذت ثلاث ضربات جوية على مدينة درنة، الاثنين، واستهدفت إحداها المدخل الغربي للمدينة، فيما أصابت غارتان منطقة الظهر الحمر في الجنوب.
وفيما لم يرد تأكيد مصري للغارات، كشف المسؤول الإعلامي في مجلس شورى مجاهدي درنة محمد المنصوري، أن نحو أربع طائرات مصرية حلقت في سماء المدينة قبل تبدأ القصف الذي أسفر عن أضرار مادية في الممتلكات، لكنه لم يخلف خسائر في الأرواح.
واتهم المنصوري،
السيسي، بأنه يترك تنظيم الدولة الذي نفذ عملية المنيا، وينفذ مآرب اللواء المتقاعد خليفة
حفتر في ليبيا، في إشارة إلى التحالف القائم بين الطرفين، مضيفا: "العالم كله يعرف أن درنة هي التي حاربت تنظيم الدولة، وطردته بعد معارك استمرت ثمانية أشهر".
شكري: "دفاع عن النفس"
في المقابل، دافع وزير الخارجية المصري سامح شكري عن الغارات قائلا، إن الضربات التي وجهتها مصر لمناطق ليبية "مشروعة" و"تندرج تحت بند الدفاع عن النفس".
وقال في حوار مع فضائية "
روسيا اليوم" مساء الأحد: "بلدنا ستحمي أمنها القومي بالوسائل كافة التي تحت تصرفها".
وقال: "ثمة دليل قاطع بوجود صلات بين الأهداف التي تم ضربها في ليبيا وأحداث المنيا".
تفاصيل الهجمات المصرية الليبية
وكانت طائرات مصرية أغارت يومي الجمعة والسبت، على مدينة درنة. وقال الجيش المصري إنه دمر المقر الرئيس لمجلس شورى مجاهدي المدينة.
لكن المجلس نفى استهداف أي من مقاره في المدينة التي تحاصرها قوات حفتر، وكان نفى قبل ذلك أي صلة له بعملية المنيا، أو أن يكون منفذوها تدربوا في درنة.
وجاءت الغارات المصرية المتواصلة بعد ساعات من فتح مسلحين، الجمعة، النار على حافلات في طريقها إلى دير في محافظة المنيا في صعيد مصر، ما أسفر عن مقتل ثلاثين مسيحيا، وإصابة 12 آخرين، فيما أعلن "تنظيم الدولة" مسؤوليته عن الهجوم.
وتعليقا على الغارات المصرية الجديدة، قال العقيد أحمد المسماري، المتحدث باسم "الجيش الليبي" الذي يقوده خليفة حفتر، للصحفيين في بنغازي، مساء الأحد، إن قوات حفتر تنسق مع الجيش المصري الضربات الجوية على درنة.
وأضاف أن الغارات المصرية الليبية تأتي في إطار العمل المشترك المستمر بين البلدين، مضيفا أنه تم إطلاق عملية عسكرية في الجفرة.
لكن مسؤول الأمن في مدينة درنة، الأسطى عمر، نفى في اتصال هاتفي مع فضائية "بي بي سي"، الاثنين، أن تكون المواقع التي استهدفتها الضربات المصرية "مراكز لتدريب إرهابيين"، نافيا وجود "تجمعات إرهابية" في المدينة.
وقال إن مجلس شورى مجاهدي درنة، هم شباب من داخل المدينة يدافعون عنها، موضحا أن المجلس هو الذي قام بطرد تنظيم الدولة من المدينة، في معارك سقط فيها أعز الشباب، وفق قوله.
مصر تتحدث عن "منطقة آمنة"
وفي غضون ذلك، أكد السيسي أن بلاده عازمة على "مواصلة جهودها الدؤوبة للتصدي للإرهاب"، وذلك خلال اتصال تلقاه من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أعرب خلاله عن خالص تعازيه لمصر في ضحايا الحادث.
وقال السيسي، الجمعة، في خطاب من قصر الاتحادية، تعليقا على هجوم المنيا، إن مصر لن تتردد في ضرب أي معسكرات للإرهاب داخل أو خارج مصر.
وكان السيسي قال يوم الأحد 15 شباط/ فبراير 2015، ردا على ذبح 21 مصريا من أهالي المنيا المسيحيين في ليبيا: "إن مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد، وبالأسلوب وبالتوقيت المناسب، للقصاص من هؤلاء القتلة للمجرمين"، لتبدأ بعدها المقاتلات المصرية في قصف معسكرات بليبيا، وتكرر المشهد، يوم الجمعة، بعد حادثة المنيا.
ويضغط السيسي من أجل رفع حظر السلاح ضد ليبيا آملا أن يمنح ذلك حليفه خليفة حفتر تقدما على الأرض.
السيسي يلتقي وزيري خارجية ودفاع روسيا
وفي تطور جديد، شهد مقر الرئاسة المصرية في مصر الجديدة، الاثنين، مباحثات بين السيسي ووزيري الخارجية والدفاع الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، استعرضت الملف الليبي ضمن ملف الأزمات الإقليمية، والمواقف المصرية الروسية إزاءها.
وقالت مصادر في القاهرة إن مسألة تأمين الحدود كانت حاضرة ضمن جولة المشاورات المصرية- الروسية الجديدة، التي تنطلق في إطار صيغة "2+2" بين وزيري خارجية ودفاع كل من البلدين.
وستُعقد محادثات منفصلة بين وزير الدفاع المصري صدقي صبحي ونظيره الروسي سيرغي شويغو.
وقالت وكالة تاس الروسية إن موسكو أمدت القاهرة بمجسات وأجهزة تقنية متطورة لمراقبة الحدود، تُستخدم عند الحدود الغربية.
وأضافت الوكالة أن روسيا تسعى لإيجاد دور لها في ليبيا، بعدما شعرت أن مصر تؤدي دورا قويا على المستوى الإقليمي لمحاربة الإرهاب في الدول العربية.
يُذكر أن مصر وليبيا نظمتا مناورات برية قبل شهور في منطقة "سيدي براني" قرب الحدود الليبية.
وكشف مصدر مصري أن الجيش عازم على تطهير منطقة الحدود الغربية، بل أيضا ضمان وجود "منطقة آمنة" تحول دون حدوث أي تسلل عبرها، مضيفا أن تلك المنطقة الآمنة سيتم العمل على ضمانها عبر تعاون استخباري، ومن خلال التعاون مع الجيش الوطني الليبي لضمان أن تمتد إلى الجانب الآخر من الحدود.
اجتماع لدول شمال إفريقيا بالجزائر
من جهتها، أعلنت السلطات الجزائرية، الاثنين، أن وزراء خارجية الجزائر ومصر وتونس سيجتمعون يومى 5 و6 من حزيران/ يونيو المقبل بالجزائر العاصمة، لإعداد "تقييم للوضع في ليبيا على ضوء التطورات الأخيرة على الصعيدين السياسي والأمني".
وعلَّق وزير الخارجية المصري الأسبق، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس نواب ما بعد الانقلاب، محمد العرابي، بالقول، في تصريحات صحفية، إنه كان لابد من التشاور بين الدول الثلاث لوضع رؤية وتنسيق سياسي واحد في مواجهة الإرهاب والتطرف داخل ليبيا، بحسب وصفه.