ليس المسلمون وحدهم من ينتظر شهر
رمضان، إذ إن بعض المسيحيين العرب في الشرق الأوسط ينتظرون الشهر الفضيل لمعايشة أجوائه.
وظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات من بلدان مختلفة، كتبها مسيحيون تعبيرا عن فرحتهم بحلول شهر صيام المسلمين، وتأكيدا على غياب الطائفية والمذهبية على أساس الدين في بلداننا.
رئيسة الهيئة الإدارية في مركز الشفافية الأردني، هيلدا عجيلات، كتبت في صفحتها على "فيسبوك" عن انتظارها للشهر الكريم، وعن فرحها بقدوم الشهر و"أكلاته" المميزة، وأجوائه التي تستمتع بها كالمسلمين تماما.
وقالت عجيلات في منشورها: "لما أستنى شهر رمضان لأعيش أجواءه وسهراته مع جيراني وأصحابي، لما شبابنا يوزعوا التمر والمي عند الإشارات بلحظات الفطور في الشوارع، لما أحترم مشاعر الصائمين وأمتنع عن الطعام والشراب بساعات الصيام، لما أسهر لساعات الفجر وأستمع لصوت منادي السحور في الشارع، لما أشوي القطايف بجبنة أو بالجوز وآكل التمر وأشرب القمردين، لما شبابهم يوزعوا الورود للمصلين في الكنائس بأيام العيد، لما يعايدوني أصحابي بأعيادي ويراعوا شعائري، ولما يحترموا ديني وإيماني ومشاعري، إعرف إنك من الأردن وفِي الأردن".
وفي فلسطين، يعرف الجميع في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، الشاب المسيحي خليل كوّع، الذي يقوم في كل رمضان بتوزيع الماء على المسلمين الصائمين المتأخرين عن موعد الإفطار.
وتنتشر صور كوّع على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وأبرزها صورة على حاجز "حوارة" الذي يقيمه الاحتلال، وعليه كثير من المتأخرين بسبب الإجراءات الأمنية، غير أن خليل وصل هنالك مبكرا من أجل توزيع الماء عليهم.
وقال كوّع لـ"
عربي21" إن فكرة توزيع المياه على الصائمين جاءت من أجل إعادة أجواء رمضان التي كان يشاهدها في مدينته قديما، وأحس أنها بدأت تتلاشى، فأراد أن يذكر الناس بها من جديد.
ولفت إلى أنه يعمل هو وفريقه في مجال التصوير، وأن الناس ملوا من التغطيات اليومية التي أغلبها حوادث أو أخبار غير سارة، فأرادوا نشر الأمور الأخرى المفرحة ومنها ما يتعلق بأجواء رمضان.
وأشار إلى أن عددا كبيرا ممن سمعوا عنه وعن مبادرته يتبرعون الآن لدعم توزيع المياه على الصائمين، مؤكدا على أن جميع من يعرفه مسيحيين ومسلمين شجعوه على الاستمرار.
ولفت إلى أنه يفكر مستقبلا في زيادة الأماكن التي توزع فيها المياه، لافتا إلى رغبة كثيرين بالتطوع معه.
وفي مصر تناقل عدد كبير من المسيحيين هناك منشورات تدلل على مدى انتظارهم لشهر الصيام من قبيل: "أيوة أنا المسيحي اللي بستنا رمضان بفارغ الصبر، أيوة أنا المسيحي اللي مستني الزينة بتاعت رمضان، أيوة أنا المسيحي اللي مستني صوت المدفع، أنا اللي مستني مسلسلات رمضان".
وتقيم بعض الكنائس في مصر إفطارات جماعية كان أبرزها هذه العام ما أقامته كنيسة "قصر الدبارة" في القاهرة بمصر تحت شعار "مائدة إفطار المحبة الوطنية".
الإعلامي والكوميدي الأردني، نيكولاس خوري، نشر على حسابه مؤخرا مقطعا مصورا تداوله مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، طالب فيه أحمد الشقيري، مقدم أحد أشهر البرامج التي تعرض في رمضان "خواطر" بالعودة عن قرار إلغاء البرنامج.
وقال إنه ينتظر رمضان من أجل أن يرى برنامج الشقيري شأنه شأن كثيرين في الوطن العربي.
وبخصوص رمضان كتب خوري في صفحته على "فيسبوك" مطلع شهر رمضان: "بالعادة في رمضان باخد زاوية مخفية وبفطر أو بدخن أو بشرب، زملائي وصحابي ومعارفي الصايمين بحكولي كول هون بلا هبل فش داعي تعمل رحلة سفاري عشان تفطر! بس أنا بصر أروح عزاوية مخفية عشان هيك تربيت وهيك تعودت!".