أعلنت وزارة الطاقة
التونسية، اليوم الجمعة، أن الاحتجاجات المندلعة في عدد من محافظات البلاد، كلّفت قطاع المحروقات
خسائر قدّرت بنحو 9.8 ملايين دولار أسبوعيا.
وقالت الوزارة، في بيان صدر اليوم، إن "توقف الإنتاج في محافظتي تطاوين (جنوب شرق) وقبلي (جنوب غرب) له تداعيات مباشرة على الاقتصاد الوطني".
وأضافت أن هذا التوقف "يساهم في تفاقم عجز الميزان التجاري للبلاد، حيث يقدر النقص في المبيعات بحوالي 24 مليون دينار (ما يعادل نحو 9.8 ملايين دولار) في الأسبوع".
وأوضحت الوزارة أن توقّف إنتاج النفط بالحقول الموجودة بالمحافظتين المذكورتين ناجم عن الاحتجاجات والاعتصامات التي تشهدها في الفترة الأخيرة.
وتعيش تطاوين التونسية، منذ أكثر من شهرين، على وقع احتجاجات مطالبة بالتوظيف والتنمية، تخللها اعتصام بمنطقة "الكامور" حيث توجد حقول النفط، على بعد نحو 100 كم من مركز المحافظة.
اقرأ أيضا: وفاة شخص وحالات إغماء عديدة باحتجاجات تطاوين التونسية (شاهد)
كما تهتز محافظة قبلي، منذ أكثر من أسبوعين، على احتجاجات تتبنى مطالب مماثلة.
وفي سياق متصل، أوضحت وزارة الطاقة أن "أشغال تطوير حقل نوارة للنفط توقفت في جزئها المتواجد في تطاوين، وذلك منذ أكثر من شهر، نتيجة لتواصل اعتصام الكامور، وصعوبات في الإمدادات اللوجستية المتعلقة بالمواد والمعدات".
وأضافت أن "هذا التوقف أدّى إلى إجلاء 700 عامل، والتأخير في آجال التنفيذ، ما أدّى إلى تأخير انطلاق الإنتاج، بالإضافة إلى ارتفاع كلفة المشروع بحوالي 20 مليون دينار (8.2 ملايين دولار) شهريا، بعنوان كلفة إضافية للمقاولين تعويضا عن توقف الأشغال".
ووفق البيانات الرسمية، تقدر الطاقة الإنتاجية لحقل نوارة عند دخوله حيّز الاستغلال في 2018، بنحو 2.7 مليون متر مكعب يوميا من الغاز، أي ما يعادل حوالي 17% من إنتاج الغاز في البلاد.
اقرأ أيضا: جدل بتونس حول تكفل الجيش بحماية مناطق إنتاج البترول
وحذّر بيان الوزارة من أن "العديد من آبار النفط بالجنوب التونسي قديمة، ولذلك فإن أي توقف في نشاطها قد تنتج عنه خسارة إنتاج هذه الآبار بصفة نهائية".
والأربعاء الماضي، قال وزير التشغيل التونسي، عماد الحمامي، إن "أسعار المحروقات في البلاد ستشهد زيادة في الفترة المقبلة، في حال استمرار الاعتصام بمحافظة تطاوين، والذي أدّى إلى عرقلة إنتاج النفط والغاز بالحقول الموجودة فيها".
ولفت الحمامي، في تصريحات إعلامية، إلى أن "استمرار الاعتصام أوقف إنتاج النفط بالمحافظة، "وهذا سيدفع لرفع واردات المحروقات وأسعارها، وبالتالي فإن موازنات الدولة ستتأثر بشكل سلبي".
وتساهم الحقول النفطية بكل من تطاوين وقبلي بنحو 46 % من الإنتاج الوطني للنفط، و27 % من الإنتاج الوطني للغاز.
كما قدر المنصف الماطوسي، مدير عام "المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية" (حكومية)، في تصريحات إعلامية، الخسائر اليومية لتوقف إنتاج شركات النفط والغاز في ولاية تطاوين، بنحو 2.8 مليون دينار (ما يعادل نحو 1.15 مليون دولار).