شدد خبير عسكري
إسرائيلي بارز، على ضرورة أن تقوم "إسرائيل" بالتقرير بنفسها في مستقبل مدينة
القدس المحتلة، لضمان بقاء "عاصمة إسرائيل يهودية".
حسم عسكري
وأوضح الخبير في الشؤون العسكرية؛ الإسرائيلي ألون بن دافيد؛ أنه عندما اتخذت قيادة "إسرائيل المترددة قرار الخروج لحرب الأيام الستة، في صباح اليوم التالي لم يكن لمصر سلاح جو، وحتى المساء توقف سلاح الجو السوري والأردني عن العمل، وخلال نصف يوم حققنا حسما عسكريا سريعا هو الأوضح في تاريخنا، لكننا هل انتصرنا في الحرب أيضا؟".
وأشار الخبير في مقال له بصحيفة "معاريف" العبرية، أن "مفهوم الانتصار أصبح أكثر تملصا في السنوات الأخيرة مع تغير طبيعة الحرب، لكننا إذا اعتمدنا على فهم دافيد بن غوريون، أبو أمن إسرائيل، الذي أدرك أنه لا يمكننا إخضاع جيراننا، وعلى الأكثر يمكننا تأجيل الجولة القادمة، فإن الحسم العسكري الذي تحقق في تلك الحرب لم يمنحنا حتى لو سنة واحدة من الهدوء".
اقرأ أيضا: الإعلام الإسرائيلي يكشف عن عدد من الخطط لتقسيم القدس
وبعد الحرب وخلال خمسة أشهر، "جدد المصريون عملياتهم وبدأوا بحرب الاستنزاف، فالهزيمة لم تردعهم ولم تردع السوريين عن الخروج مجددا بعد ست سنوات لحرب شاملة"، مضيفا: "إذا كان هناك انتصار فقد تم في حرب أكتوبر التي جرتنا وجرتهم للسلام".
فالإسرائيليون الذين لم يجربوا حرب الأيام الستة، لفت بن دافيد، إلى أنها "تبدو لهم مثل نزهة خفيفة، فخلال ستة أيام احتلت إسرائيل سيناء وقطاع غزة والقدس والضفة وهضبة الجولان"، مؤكدا أن "الانتصار تحقق بثمن باهظ، حيث قتل 779 إسرائيليا في تلك الحرب".
تحليق بصمت
وفي إطار الاعداد لفيلم ستقوم القناة العاشرة الإسرائيلية ببثه الاثنين القادم، التقيت على مدار بضعة أسابيع بالأشخاص الذين وقفوا خلف "انتصار إسرائيل؛ مقاتلو سلاح الجو الذين خططوا ونفذوا عملية تدمير قواعد سلاح الجو في الدول العربية، وضعوا خطتهم بدون حاسوب، وقامت طائراتنا بالتحليق معا وبصمت مطبق وفي نفس الدقيقة هاجمت مطارات مصر، وفي حينه كانت قلة في إسرائيل تؤمن أنه يمكن تحقيق هذا الانجاز الرائع"، بحسب قول الخبير.
وأكد بن دافيد، أن "سلاح الجو الإسرائيلي تدرب مدة أكثر من عقد من أجل هذه اللحظة، وعند اتخاذ القرار نفذ الخطة بشكل دقيق يثير الاعجاب"، موضحا أن "سكرة الحواس والعمى التي دخلت فيهما القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، تخلصت منها في تشرين الأول/ أكتوبر 1973".
اقرأ أيضا: صحيفة إسرائيلية تكشف خداع الحكومات الإسرائيلية بشأن القدس
وفي تلك الأجواء "اتخذت الحكومة والكنيست الإسرائيلي قرارا معيبا؛ بضم نحو 70 كيلومترا مربعا (عشرة أضعاف مساحة شرقي القدس) إلى حدود البلدية لمدينة القدس"، بحسب الخبير الذي أشار إلى أن "تلك المساحة كانت تحتوي على عدة قرى
فلسطينية يقيم فيها عشرات آلاف الفلسطينيين الذين اعتبروا بين عشية وضحاها من سكان إسرائيل".
توحيد فارغ
وأضاف: "تحولت القدس إلى مدينة أكثر من ثلث سكانها ليسوا من مواطني الدولة (إسرائيل)، وهي المدينة التي وضع حدودها الجنرالات الذين خططوا المعركة"، موضحا أن القدس المحتلة بعد مرور 50 عاما على ضمة الشطر الشرقي أصبح نحو 40 في المئة من سكانها فلسطينيون، تم منحهم بطاقات الهوية الإسرائيلية التي لم تحولهم إلى إسرائيليين".
وتابع: "بل على العكس، الفلسطينيون المقدسيون يقودون العمليات ضدنا في العامين الماضيين، ويستخدمون بطاقات هويتهم الزرقاء (البطاقة الإسرائيلية)"، مشيرا إلى ما نشره المحلل بن كسبيت حول الخطة التي قدمتها عضوة الكنيست عنات باركو لرئيس الوزراء، حول كيفية نقل المسؤولية البلدية عن أحياء كثيرة في شرقي المدينة إلى السلطة الفلسطينية، كما كشف عبر القناة العاشرة يوسي ايلي بحث لهيئة الأمن القومي يقترح فصل كفر عقب وشعفاط عن القدس.
وأكد الخبير العسكري، أن الخطوات التي كشف عنها كل من بن كسبيت و ايلي، هي "خطوات صحيحة في طريق ضمان بقاء عاصمة إسرائيل يهودية"، مضيفا: "بعد مرور خمسين سنة على رفع شعار التوحيد الفارغ من المضمون حان الوقت للنظر للقدس والتقرير بأنفسنا، ما يجب أن يكون جزء من عاصمتنا وما لا يجب أن يكون".