قال الكاتب البريطاني المعروف ديفيد هيرست إن الحملة التي تشنها وسائل إعلام وسياسيون سعوديون وإماراتيون ضد قطر لم تكن متوقعة، في ظل تحالف الدوحة مع الرياض في حربها ضد الحوثيين في اليمن، ما يطرح عدة احتمالات حول تفسير دوافع هذه الحملة.
وأشار هيرست في مقال نشره موقع "هافينغتون بوست الأمريكي" إلى أن أحد الدوافع المحتملة هو سعي ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد إلى "إتمام المهمة" وتحقيق انتصار ناجز للثورات المضادة، حسب قوله.
وتابع الكاتب أن الدافع الثاني المحتمل لهذه الحملة، هو محاولة تأمين الجبهة الداخلية في السعودية والإمارات في هذه الفترة الحرجة، مضيفا أن محمد بن سلمان يريد ضمان انتقاله لمنصب ولي العهد دون أي معارضة داخلية، فيما يسعى ابن سلمان وابن زايد والسيسي إلى الحفاظ على تحالفهم دون تنغيص من أي طرف، وبالتالي فإن إضعاف قطر مهم لتحقيق ذلك باعتبارها داعمة للثورات العربية، بحسب الكاتب.
ويرى هيرست أن الدافع الثالث للحملة يمكن أن يكون رغبة إماراتية سعودية "بإخفاء قطر"، معللا ذلك باستدعاء الصحافة في أبو ظبي والرياض لأحداث تاريخية عن تأسيس دولة قطر، وحديث هذه الصحافة بشكل واضح عن احتمالات حدوث انقلاب في العائلة الحاكمة بالدوحة.
ويحلل الكاتب البريطاني بعض عناصر الهجوم الإعلامي الإماراتي السعودي ضد قطر، وخصوصا استدعاء التاريخ بالقول إن حصول عائلة آل ثاني على الحكم في قطر كان بدعم من الإنجليز، ويشير إلى أن هذه التهمة يمكن أن ترتد وتتوجه للسعودية أيضا، حيث أدت إنجلترا دورا في حسم الصراع لصالح آل سعود لحكم نجد والحجاز، حسب قوله.
وفي قراءة تاريخية، أضاف هيرست أن متحف الملك عبد العزيز يحتوي على صورة بارزة لامرأة بريطانية برفقة الملك المؤسس، مشيرا إلى أن هذه المرأة "اسمها غيرترود بيل، وكانت سياسة موهوبة في حكومة الإمبراطورية البريطانية، ولعبت دوراً رئيسياً في تأسيس دولة ما بين النهرين، والتي أصبحت فيما بعد تعرف باسم العراق"، كما لعبت دوراً مهماً كذلك تقديم النصح لحكومتها للرهان على ابن سعود الذي كان يبلغ في ذلك الوقت اثنين وأربعين عاما من العمر، واختياره لحكم المنطقة، على حد قوله.
ويرى الكاتب إن التاريخ قد يعيد نفسه، ولكن هذه المرة مع "إيفانكا ترامب"، حيث أجرت جريدة الرياض السعودية لقاء خاصا مع ابنة الرئيس الأمريكي، وحصلت منها في اللقاء على إشادة بولي ولي العهد محمد بن سلمان، مضيفا: "بالطبع لا ابن سلمان ولا إيفانكا يتسمان بنفس قيمة ومواصفات أسلافهما عبد العزيز وغيرترود بيل. إلا أن المشترك بين الحالتين، رغم أن قرنا من الزمان يفصلهما عن بعضهما البعض، هو حاجة الحاكم إلى الحصول على موافقة خارجية"، بحسب المقال.
ووفقا لـ"هيرست"، فإن "ابن سلمان وابن زايد مازالا محشورين في الحقبة الاستعمارية؛ فهما زعيمان قبليان، يدفعان مقابل الحماية، وفي سبيل ذلك يبددان ما في المنطقة من موارد. باستطاعتهما المكر والتآمر، وبإمكانهما السعي لإسقاط هذا وخلع ذاك، ولكن ليس بإمكانهما الحكم وليس بإمكانهما جلب الاستقرار؛ إذ ليس لديهما رؤية للمنطقة، فهما لا يريان بعينيهما سوى نفسيهما، وهذا ما يجعلني أشعر بالتفاؤل أنه من تحت ركام هذه الفوضى التي يثيرونها، ستنشأ في نهاية المطاف حالة جديدة مستقلة وعصرية في المنطقة العربية" .
وفيما يلي النص الكامل للمقال، من ترجمة "عربي21" لقراءة المقال إضغط هنا
لقراءة المقال كاملا بالانجليزية على موقع "هافنغتون بوست الأمريكي"
إضغـــــط هــــــنـــــا