قالت صحيفة "صندي تايمز" إن مديري التمويل في لندن يحاولون نسف محاولات
السعودية تسجيل شركة "
أرامكو"، التي تقدر قيمتها بتريليوني دولار في السوق المالية في لندن.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن المدير التنفيذي لجمعية المستثمرين كريس كومينغز، كتب رسالة لسلطة الأداء المالي، يقول فيها إن المستثمرين لن يتسامحوا مع تسجيل للشركة لا يلتزم بقواعد السوق ومعاييرها، مستدركا بأنه رغم أنه لم يحدد "أرامكو" بالاسم، إلا أنه حذر الجهاز الرقابي بألا يتجاوز القواعد التي تفرض على الشركات تسجيل 25% من أسهمها لتتأهل للدخول في مؤشر "
فوتسي 100".
وتشير الصحيفة إلى أن تسجيل شركة النفط السعودية يعد الأكبر في التاريخ، من ناحية القيمة المالية في السوق، إلا أن العائلة المالكة في السعودية تريد طرح نسبة 5% من أسهم الشركة للمستثمرين الخارجيين.
ويفيد التقرير بأن المستشارين الماليين يناقشون وجوب السماح لـ"أرامكو" بتجاوز القواعد، فمن ناحية مالية، فإن نسبة 5% من أسهمها تعني 100 مليار دولار أمريكي لو كانت قيمتها المالية تريليوني دولار، مشيرا إلى أن السعوديين يقومون بالبحث عن طرق لتسجيل "أرامكو"، دون الكشف عن الوضع الحقيقي لاحتياط النفط الذي تملكه البلاد.
وتجد الصحيفة أنه لو سمح لـ"أرامكو" بالدخول في مؤشر "فوتسي 100"، حيث سيتم شراء أسهم الشركة، فإنه سيجعل المؤشر رهينة لارتفاع أسعار النفط أو انخفاضها، وللتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
وينقل التقرير عن مصادر مالية في لندن، قولها إن المستثمرين يهددون باتخاذ إجراءات أخرى في حال تم تجاوز تحذيراتهم، حيث قال كومينغز في رسالته إن المستثمرين يعتقدون بضرورة أن تكون نسبة 25% "هي الحد الأدنى لمستوى التعويم لأي شركة ممتازة مسجلة في
بريطانيا، مهما كان حجمها"، وأضاف أنه "يجب الالتزام بهذا الأمر مهما كان الثمن؛ من أجل الحفاظ على نزاهة ومعايير التسجيل الممتاز في بريطانيا".
وتلفت الصحيفة إلى أن شركة "أرامكو" خلقت فجوة بين من يريدون تحقيق ثروات من خلال الحصول على أجور، وبين من لا يريدون شراء أسهم، مشيرة إلى أن "موليز أند كو" هي شركة استشارات مستقلة، أما شركات "جي بي مورغان" و"مورغان ستانلي" و"أتش أس بي سي"، فإنه من المتوقع أن تقوم بالاكتتاب على العقد.
وينوه التقرير إلى أن طرح جزء من أسهم "أرامكو" يعد جزءا من خطط تنويع
الاقتصاد في السعودية، وبعيدا عن النفط، حيث تعد "أرامكو" عصب الاقتصاد في هذا البلد، فضخت في العام الماضي 10 ملايين برميل في اليوم، أي نسبة 10% من الناتج العالمي، إلا أن السعودية عانت ماليا بسبب انخفاض سعر النفط في السنوات الثلاث الماضية.
وبحسب الصحيفة، فإنه في الوقت الذي سيعلن فيه عن طرح الأسهم في الرياض، إلا أن لندن ونيويورك وسنغافورة وهونغ كونغ تتنافس على أداء دور المضيف للتسجيل الثانوي.
ويكشف التقرير عن أن مدير سوق لندن المالي خافيير روليه سافر مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في نيسان/ أبريل؛ لإقناع وزير النفط السعودي خالد الفالح، لطرح أسهم شركة "أرامكو" في لندن.
وتختم "صندي تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن "أرامكو" واثقة بالحصول على استثناء للتسجيل، حيث قال المدير التنفيذي في "أرامكو" أمين ناصر: "الأسواق كلها مستعدة للتعاون مع (أرامكو)، ودراسة التحديات والإمكانيات كلها".