هاجم الأمين العام لجماعة
العدل والإحسان (أكبر جماعة إسلامية معارضة بالمغرب)، محمد عبادي، النظام
المغربي، وحمّله مسؤولية الاحتقان بإقليم الحسيمة، وقال إن مقاربة النظام الأمنية بالمنطقة "لا تزيد النار إلا اشتعالا ولا تزيد الحراك إلا اتساعا"، مؤكدا أن المغرب على فوهة بركان.
وأكد محمد عبادي في لقاء مع قناة "الشاهد" الإلكترونية التابعة للجماعة أن "المغرب على فوهة بركان، وأن من طبيعة الضغط أن يولد الانفجار".
وشدد الأمين العام لجماعة العدل والإحسان على أن "أصل الداء هو الاستبداد والاستئثار بالحكم، وإذا أضيف له الاستئثار بالثروة فانتظر كل المآسي التي تهلك الأمة وتؤدي إلى خراب المجتمع".
وقال عبادي إن المعارضة بالمغرب "لا صوت لها، فهي مقموعة لا يسمع لها ولا تأخذ حظها من الإعلام الرسمي لتقول كلمتها وتبدي رأيها وليكون لها مشاركة فيما يجري في الواقع كما هو شأن الديمقراطيات في العالم كله".
وأضاف: "فالديمقراطية عندنا واجهة للعالم الخارجي نقول من خلالها أيها العالم تعالوا لتستثمروا أموالكم، أيتها الأبناك أقرضونا فنحن نعيش الاستقرار ونحن عندنا ديمقراطية… أما ما يمارس داخليا فهو التعليمات لا أقل ولا أكثر".
وحول
حراك الريف، والوضع المتشنج بالمنطقة، قال عبادي إن الدولة همشت الريف منذ السنوات الأولى للاستقلال، كاشفا عن أن أكثر من 30 ألف شخص "من المستضعفين" صدرت في حقهم أحكام غيابية، فيما "أباطرة الحشيش مع الدولة في وئام".
وقال إن المقاربة الأمنية التي تنهجها الدولة للسيطرة على
الاحتجاجات التي اندلعت منذ أزيد من 6 أشهر بإقليم الحسيمة "لن تزيد النار إلا اشتعالا، ولن تزيد الحراك إلا اتساعا"، داعيا الدولة إلى أن تنزل "إلى الشعب وتلبي رغباته ومتطلباته البسيطة، خاصة أنها مطالب بسيطة وليست تعجيزية، وهي مطالب أبناء الريف وكل أبناء المغرب الذين من حقهم أن ينالوا نصيبهم من الثروة ومن الحرية ويعيشوا بعزة وبكرامة".
وأضاف عبادي أن الريف عاش المآسي بعد خروج إسبانيا وبعد القبض على المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي، وهذا "في الوقت الذي كان من المفروض أن تقف الدولة مع الريف وتطالب إسبانيا بتعويضات عن الآثار المدمرة للأسلحة الكيماوية التي تسببت اليوم في انتشار مرض السرطان في المنطقة".
وتابع: "ولكن مع الأسف بعد الاستقلال، وخصوصا في سنة 58 اجتاح الجيش المنطقة كلها وعاث فسادا، أتى على الحرث والنسل. زروع أحرقت، ودكاكين الناس أفرغت من محتواها، وكل ذلك أخذه الجيش. ولم يكتف النظام بهذا القدر، بل عمد إلى تهجير الشباب إلى الخارج لكي لا يكون عنصرا مشوشا".
وفي الشأن الاقتصادي، قال عبادي إن النظام المغربي استحوذ على الثروة بالمملكة وهرب جزءا منها "ومشاريع اقتصادية يحتكرها ولا يريد أن ينافسه أحد فيها، الشيء الذي نتج عنه الفقر المدقع والبطالة التي تمتد في كل أرجاء المغرب ونتجت عنه الفوارق الاجتماعية؛ فهناك من يفترش الثرى ويلتحف السماء وهناك من يمتلك أكثر من 90 في المائة من ثروات المغرب".