شكل قرار الحكومة الموريتانية قطع علاقتها الدبلوماسية مع
قطر، الأربعاء، صدمة كبيرة في الأوساط السياسية والشعبية بموريتانيا.
فبعد ساعات من إعلان الخارجية الموريتانية قطع العلاقات الدبلوماسية بين نواكشوط والدوحة؛ خرجت مظاهرات بالعاصمة نواكشوط رفضا للقرار.
وتوجهت المظاهرات إلى مبنى السفارة القطرية في نواكشوط، حيث هتف المتظاهرون بعبارات التضامن مع قطر، مؤكدين أن قرار الحكومة الموريتانية لا يمثل الشعب الموريتاني.
ودشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي على الفور هاشتاغ "#موريتانيون_مع_قطر"، وهاشتاغ "#الشعب_الموريتاني_يرفض_قطع_العلاقات_مع_قطر".
وغصت مواقع التواصل الاجتماعي خلال ساعات قليلة بآلاف التدوينات المتضامنة مع الدوحة، والمنددة بالموقف الرسمي الموريتاني.
وكتب زعيم المعارضة، الحسن ولد محمد، على صفحته الشخصية في "فيسبوك": "اللهم استرنا بسترك الجميل.. فضيحة من العيار الثقيل.. نظام يتاجر بكرامة بلد ومبادئه وتاريخه مقابل دراهم معدودة".
وأضاف: "كان الأولى بموريتانيا أن تكون حيادية في الخلافات بين الأشقاء، وأن تضم جهودها لجهود الوساطة؛ بدل أن تتنكر لبلد صديق وقف مع
موريتانيا بشكل دائم بلا من ولا أذى".
وكتب نائب رئيس البرلمان، محمد غلام ولد الحاج الشيخ، على صفحته في "فيسبوك": "إنه العار لا شيء سواه.. كنا أيام زمان نتوسط بين السعودية ومصر، ونقود الدول الأفريقية بحكمة وحسن جيرة، واليوم أضحينا قوما تبعا؛ نبيع موقفنا في مزاد الهوان".
وتابع: "إنها حلقة أخرى في مسلسل بيع العرض والقيم، كلما لمع بريق مالي أمام نظام ولد عبد العزيز".
وقد أصدرت عدة أحزاب سياسية موريتانية بيانات منددة بقرار نواكشوط قطع علاقاتها مع الدوحة.
وقال حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني، إن قطع موريتانيا علاقاتها الدبلوماسية مع قطر "لا يخدم المصلحة العليا للبلاد".
ووصف الحزب هذا القرار بـ"الخطير"، معلنا رفضه التام له، ومطالبا بالتراجع الفوري عنه.
من جانبه؛ ندد حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" ثاني أكبر حزب سياسي ممثل في البرلمان، بقرار الحكومة الموريتانية قطع علاقاتها مع قطر.
وقال الحزب في بيان وصل "
عربي21" نسخة منه، إن لجوء الحكومة لما وصفه بـ"القرار المشين؛ يدل على ارتهان مدان للقرار الموريتاني للأجندة الخارجية، دون مراعاة لمصالح البلد، وأخوة الدين، وتوازن علاقاتنا الخارجية".
من جهتها؛ أبدت الجالية الموريتانية في قطر أسفها للقرار، مشيرة إلى أن الشعب الموريتاني "يعترف لدولة قطر بأفضالها الكثيرة، وتقديمها كل أشكال الدعم والمساعدة للبلد سياسيا (مشاركة أمير قطر في القمة العربية التي استضافتها نواكشوط والتي حضرها القليل من الزعماء العرب)، واقتصاديا واجتماعيا، وتشهد على ذلك المدارس والمستشفيات والمشاريع الخيرية التي مولتها قطر، وما زالت تمولها في أنحاء موريتانيا".