استعرض مؤرخ إسرائيلي، أهم دلالات الهجومين اللذين نفذهما "
داعش" الأربعاء في قلب العاصة
الإيرانية طهران، واستهدفا البرلمان الإيراني، وضريح الإمام الخميني.
وأكد المؤرخ الإسرائيلي الخبير شاؤول شاي، رئيس قسم الأبحاث في "مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات"، أن هذه "المرة الأولى التي ينجح فيها
تنظيم الدولة، في تنفيذ عمليتين ذات مغزى داخل إيران".
ولفت شاي، وهو عقيد متقاعد من المخابرات العسكرية الإسرائيلية، في مقال له بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن "داعش"، اختارت "الهدفين بعناية؛ وهما يمثلان رمزا للحكم والثورة الإسلامية في إيران"، مؤكدا أنه "لتوقيت تنفيذ العمليات في شهر رمضان؛ معنى رمزي أيضا".
ومع تراجع وضع تنظيم الدولة في العراق وسوريا، وما تلعبه إيران من دور مركزي هام في المعركة ضده، فليس هناك من جديد في تنفيذ عمليات ضد أهداف شيعية؛ وهو ما يحصل بين فترة وأخرى في العرق وسوريا، بحسب المؤرخ الذي أكد أن "الجديد هذه المرة، هو الضرب في قلب إيران واستهداف رموزها؛ وهذا إنجاز هام بالنسبة لداعش، حيث يتحدثون أن التنظيم يتعرض للهزيمة في الموصل".
اقرأ أيضا: ما هي رسائل تنظيم الدولة من هجماته في إيران؟
ومن الجانب الإيراني، أكد شاي، أن هذه "ضربة شديدة جدا لمكانة الحكم؛ فالسلطات الإيرانية، من خلال أجهزة الأمن والحرس الثوري كان يفترض ظاهرا أنها تحافظ على الأمن وخاصة حول مواقع حساسة مثل البرلمان ونصب الخميني"، منوها أن عملية تنظيم الدولة "تشهد على قدرة تنفيذية لديه في العمل داخل القلب الإيراني، وهذه نقطة ينبغي أن تثير القلق في أوساط السلطات الإيرانية".
صورة الضحية
وأما من ناحية الحكم في إيران، فما حصل "بكل تأكيد لن يدفع السكان للخروج ضد النظام الحكام في إيران، بل العكس، فالسكان في إيران يرون في هذه العمليات أنها بسبب دعم إيران للحرب ضد داعش في العراق سوريا؛ وهو التنظيم الذي يهدد الشيعة في إيران وغيرها، وعليه، فان هذا يعطي مبررا لتلك السياسة التي تتخذها إيران في الشرق الأوسط"، بحسب شاي.
اقرأ أيضا: 16 قتيلا حصيلة هجومي طهران والمنفذون إيرانيون من "داعش"
في حين، "تتهم معظم الدول السُنية العربية إيران، أنها تشجع الإرهاب وتتآمر عليها"، رأى شاي أن إيران هذه المرة "تظهر بصورة من لا يبادر للإرهاب بل كضحية له"، مشيرا إلى أن "الايرانيون سيستخدمون ما حصل من أجل أن يؤكدوا أنهم ليسوا داعمين للإرهاب بل هم ضحية له"، وفق تقديره.
وأضاف المؤرخ، "تتسع العمليات في محيط جغرافي – استراتيجي، بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، وعقده مؤتمر في السعودية، بمشاركة رؤساء الدول الإسلامية السُنية، حيث ركزت رسالته؛ على أن إيران هي مصدر الإرهاب في الشرق الأوسط، وعليه فلعل إيران توجد اليوم في عزلة أكبر مما في الماضي، وهذا يؤثر على السلطات في إيران".
وأكد شاي، أن "ضربة أخرى في قلب إيران ستضعف مكانتها في نظر العالم العربي والإسلامي المحيط بها".