تحدث جنرال
إسرائيلي، عن تطابق مصالح بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية، ضد حركة "حماس" التي تمثل للجانبين "العدو المشترك"، وتطلب الأمر إضافة للتنسيق الأمني "المقدس" تنسيقا اقتصاديا للتضييق على القطاع المحاصر للعام الحادي عشر على التوالي.
اختفاء "حماس"
وفي حزيران/ يونيو 2007 وقع الانقسام الفلسطيني، ومنذ ذلك الحين تسيطر منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة محمود عباس على الضفة الغربية المحتلة، وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" على قطاع
غزة.
وخلال هذه الفترة سابقة الذكر، "كانت هناك 28 محاولة للمصالحة من قبل مصر وتركيا وقطر وبعض الدول الأوروبية، وكلها فشلت"، وفق ما ذكره الجنرال الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، موشيه إلعاد، الذي أكد أنه "لن تكون هناك مصالحة فلسطينية".
وأشار إلعاد، في مقال له، الأربعاء، بصحيفة "إسرائيل اليوم"، الذي اطلعت عليه "
عربي21"، إلى أن "عباس أصبح يؤمن، بأن إعادة سيطرته على القطاع يمكن أن تتم فقط من خلال استخدام الرافعة السياسية والاقتصادية".
اقرأ أيضا: تقرير حقوقي: قطاع غزة على شفا كارثة إنسانية وصحية
وتساءل: "هل يمكن أن يتسبب تقليص إسرائيل تزويد قطاع غزة بالكهرباء بكارثة إنسانية، في ظل الظروف الحياتية الصعبة هناك والتي زادت صعوبتها المواجهات العسكرية التي وقعت؟".
وقررت "إسرائيل" الأحد الماضي، تقليص كمية الكهرباء التي تزود بها غزة تلبية لطلب عباس بتقليص توريد الكهرباء إلى قطاع غزة المحاصر.
وعلى خلفية "حرب الكهرباء التي نشبت في الآونة الأخيرة، نشأ مثلث قوى، فلكل طرف مصلحة مختلفة؛ إسرائيل من جانبها، تتوقع أن ينتفض السكان في القطاع ضد حماس، وبهذا يتم وضع حد لها"، بحسب إلعاد الذي أضاف أن "عباس يتوقع حدوث انتفاضة محلية، تختفي معها حماس ويأتي هو بدلا منها".
حرب الكهرباء
وتابع الجنرال: "وفي إسرائيل يستغربون كيف لسكان القطاع الذين يعانون، ألا ينتفضوا ضد حكم حماس في القطاع"، مؤكدا أن "
السلطة الفلسطينية تريد التصعيد، حيث تبين الآن أن حرب الكهرباء، ليست سوى مرحلة أخرى في الصراع الذي يدور منذ عشر سنوات بين حماس والسلطة للسيطرة على الجمهور الفلسطيني"، وفق قوله.
وأوضح إلعاد، أن "تطابق المصالح بين إسرائيل والسلطة ضد حماس؛ التي هي بمثابة العدو المشترك، أوجد في السابق التنسيق الأمني، واليوم أوجد بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية التنسيق الاقتصادي".
ولفت الجنرال الإسرائيلي، إلى أن "التنسيق الأمني يُمكّن عباس من التحرك في الضفة دون خوف من حماس، كما أن التنسيق الاقتصادي الذي بدأ بتقليص كمية الكهرباء، وربما يشمل منع وصول الغذاء بشكل منتظم، أو وصول المياه، سيسرع في تحويل الحياة في القطاع إلى أمر لا يطاق".
اقرأ أيضا: من أيد ومن رفض داخل حكومة نتنياهو إقامة جزيرة قبالة غزة؟
وهذا الوضع، "سيؤدي إلى اندلاع موجة من العنف، حيث يعتقد عباس أن إسرائيل ستقوم باستخدام نظرية وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، والتي تفيد بأن المواجهة القادمة مع حماس، يجب أن تكون الأخيرة".
وقال إلعاد: "محمود عباس؛ على استعداد أن يعود إلى قطاع غزة على حراب إسرائيل، وهذا لا يهم، المهم أن يعود".
وأبلغ عباس "إسرائيل" مؤخرا بأنه سيقلص نحو 40 في المئة من المبلغ الذي تحوله السلطة لكهرباء القطاع، وذلك من أجل ممارسة الضغط على "حماس"، علما بأن قطاع غزة يحتاج إلى 400 ميغاوات من الكهرباء، لا يتوفر منها إلا 212 ميغاوات، تقدم إسرائيل منها 120 ميغاوات، ومصر 32 ميغاوات وشركة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة 60 ميغاوات، وفق أرقام سلطة الطاقة الفلسطينية.