تبدأ أكبر خمس هيئات إغاثية وخيرية إسلامية في بريطانيا حملة الإغاثة الأكبر والأوسع لتقديم العون والمساعدة لمنكوبي حريق لندن، الذي هز وجدان البريطانيين فجر الأربعاء الماضي، وتدافعت الجالية المسلمة لتقديم أول المساعدات والإعانات للمتضررين منه.
وارتفعت حصيلة الحريق صباح الأربعاء إلى 58 قتيلا، فيما لا تزال أعمال البحث عن الجثث مستمرة في برج "غرينفيل" الذي التهمته النيران في غربي لندن، وهو أحد أكبر الأبراج في غرب العاصمة البريطانية حيث يتكون من 27 طابق، ويسكنه نحو 600 شخص، فيما تشير التوقعات إلى أن أعداد الضحايا فيه مرشحة للارتفاع نتيجة وجود عدد كبير من المفقودين.
اقرأ أيضا: لاجئ سوري فر من نيران الأسد ليقضي بلهيب حريق بلندن
وكانت الجالية المسلمة قد أبلت بلاء حسنا في تقديم العون والمساعدة للمنكوبين، حيث أجمعت شهادات الشهود على أن الشبان المسلمين الذين كانوا عائدين من صلاة التراويح من مسجد قريب من المكان، كانوا أول وأكثر من قدم المساعدة للسكان قبل أن تصل فرق الإنقاذ إلى المكان، وبعد ذلك بدأت مساعدات الجالية المسلمة تتدفق على المكان لإغاثة الملهوفين والمنكوبين.
وأعلنت أكبر خمس منظمات إسلامية في بريطانيا البدء بحملة مفتوحة لجمع التبرعات النقدية والعينية لمنكوبي البرج الذي احترق، وذلك اعتبارا من الساعة العاشرة من مساء الأحد 18 يونيو 2017 وحتى فجر الاثنين، على أن الحملة ستبث على قناة "
إسلام تشانيل"، وهي أكبر قناة تلفزيونية للمسلمين في بريطانيا.
وقال المدير العام لمنظمة "
هيومان أبيل" عثمان مقبل لــ"عربي21" إن هذه الحملة هي الأكبر منذ سنوات، حيث ينظمها تحالف من الهيئات الخيرية، وسط رغبة شديدة من كل أبناء الجالية المسلمة والمؤسسات الإسلامية في بريطانيا والمساجد بتقديم الغوث والمساعدة لهذا الحادث الأليم، الذي هز وجدان الناس في بريطانيا.
وأضاف مقبل أن "هذه الحملة جزء من واجب المسلمين الطبيعي تجاه مجتمعهم المحلي الذي يعيشون فيه، فضلا عن أن أغلب سكان البرج، وبالتالي أغلب الضحايا هم من العرب والمسلمين واستشهدوا في هذا الحادث خلال شهر رمضان المبارك".
اقرأ أيضا: عائلة لبنانية في عداد المفقودين في حريق لندن
ويلفت مقبل إلى أن العائلات المنكوبة أصبحت الآن بحاجة لمأوى ومساعدات عاجلة بعد أن وجدت نفسها فجأة لا تملك شيئا؛ بسبب أن النيران التهمت منازلهم بما فيها، "وكثير من هذه العائلات فقدت ما هو أغلى من الأموال، وهو أحد أفراد الأسرة أو أحد الجيران أو الأصدقاء"، على حد تعبيره.
يشار إلى أن قناة "إسلام تشانيل" قررت إلغاء برامجها كافة، وفتح استديوهاتها اعتبارا من العاشرة من مساء الأحد لهذه الحملة، على أن بمقدور المتبرعين من داخل بريطانيا أو من أي مكان في العالم أن يتقدموا بالتبرعات لصالح المنكوبين في برج "غرينفيل" الذي التهمته النيران.