نشر موقع "بازفيد" مقالا للكاتب هيز براون، يعلق فيه على قرار العاهل السعودي
الملك سلمان بتعيين ابنه الأمير
محمد بن سلمان وليا للعهد.
ويقول براون إن "ملك
السعودية القادم من جيل الألفية.. نعم من الجيل ذاته الذي تنتمي له ميلي سايرس ومارك زوكربيرغ، لقد أخذ مكان (عمه)
محمد بن نايف، الذي فقد ولاية العهد، ووظيفته وزيرا للداخلية"، والصحيح هو أنه ابن عمه.
ويعلق الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "
عربي21"، قائلا إن "هذا قمة العجب، وذلك ليس لأقل من أن الشيء المعروف عن آل سعود هو أن الملوك دائما كبار السن، وتلك هي علامتهم التجارية المسجلة".
ويشير براون إلى أنه "بعد وفاة الملك عبد العزير آل سعود مؤسس الدولة عام 1953، فإن التاج انتقل من ابن إلى آخر من أبنائه، ومع مرور السنوات أصبح الملوك أكبر سنا، في الوقت الذي قلت فيه سنوات حكمهم، لكن الرغبة في تمكين الجيل الشاب كانت سببا في قرار الملك سلمان بترفيع ابنه إلى ولاية العهد، ونزعها من الأمير محمد بن نايف".
ويجد الكاتب أن "هذا الخيار كبير في بلد اهتم بالاستقرار أكثر من أي شيء آخر، ومع أن التغييرات أمر عادي في البلدان، حيث سيستمر عهد الملك عقدا على الأكثر، لكن هذا التحول يعني أن البلد سيحكمها الملك ذاته لسنوات طويلة".
ويلفت براون إلى أن "الملك سلمان يبلغ من العمر 81 عاما، وهذا يعني أن (م ب س)، ولي العهد الجديد، لن يطول انتظاره ليصبح ملكا".
ويتساءل الكاتب قائلا: "هل هناك شخص من جيل الألفية محظوظ أكثر ممن يمنحه أبوه وظيفة رائعة؟ لكنه ليس الوحيد من جيل الألفية الذي ترقى في الرياض، وكأن سرقة ابن أخيه للقبه لم تكف، فخسر محمد بن نايف أيضا وظيفته وزيرا للداخلية.. وبدلا منه ذهبت الوظيفة لابنه الأكبر عبد العزيز بن سعود بن نايف.. إن ذلك مؤلم"، أي لابن أخيه.
ويعود براون للتساؤل ثانية: "ماذا يعني أن يكون خادم الحرمين من جيل الألفية؟ ربما يكون أكبر تغيير هو طول فترة حكمه، ولا تزال السعودية ملكية مطلقة، وهذا يعني أن الملك يأمر وينهى، وكون جلوسه على العرش قد يمتد عقودا، فإن بإمكان (م ب س) أن يوجه البلاد في اتجاه تشعر بآثاره أجيال كثيرة قادمة".
وينوه الكاتب إلى أن "ولي العهد حافظ أيضا على لقبه وزيرا للدفاع، وهذا يعني أنه سيستمر في إدارة الحرب في اليمن، التي قتلت مئات المدنيين من خلال القصف والمرض، وبالإضافة إلى وزارة الدفاع، فإنه أوكل إلى (م ب س) ملفا بحجم ملف جارد كوشنر تقريبا، بما في ذلك رئاسة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية السعودي".
ويقول براون ساخرا: "يقول مؤيدوه إنه يتمتع بـ(سوبر) كاريزما، وهو ما قد يعني زيادة في طلبات الصداقة على (فيسبوك)، ويعني أيضا حصارا صارما ضد قطر وإيران لفترة طويلة".
ويفيد الكاتب بأن "خطة (م ب س) للسعودية تعتمد في جزء كبير منها على نقطتين أساسيتين: تخفيض اعتماد اقتصاد المملكة على احتياطها النفطي الكبير، الذي يعد الأكبر في العالم، وفرض وجودها بشكل أكبر إقليميا، ويقال إنه وولي العهد الإماراتي هما اللاعبان الرئيسيان في عزل قطر خلال المشاحنة الدبلوماسية الأخيرة بين السعودية وحلفائها من جهة وقطر من الجهة الأخرى".
ويختم براون مقاله بالإشارة إلى أن الإعلام الإيراني وصف صعود "م ب س" بأنه "انقلاب ناعم"، في الوقت الذي كانت فيه الدول العربية الأخرى أكثر حذرا في تغطيتها، عدا الإعلام السعودي الذي كان مؤيدا تماما لهذا التحرك.