شن
الحرس الثوري الإيراني في الأيام الأخيرة حملة أمنية ممنهجة لتصفية تيار
أحمدي نجاد الذي برز خلافه مع المرشد والحرس الثوري في الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة.
وعلمت "
عربي21" من مصادر مطلعة من داخل إيران عن
اعتقال المرشح الرئاسي الأسبق ونائب أحمدي نجاد، الدكتور
حميد بقايي صباح اليوم بسبب تصاعد الخلاف داخل بيت الحكم في الجمهورية الإسلامية.
وبات حميد بقايي من أبرز معارضي المرشد الإيراني
خامنئي. وتشير بعض التسريبات على أن تيار نجاد يطالب بأن يكون اختيار المرشد إما عن طريق الانتخابات المباشرة أو عن طريق البرلمان الإيراني وليس عن طريق مجلس خبراء القيادة الموال للمرشد والحرس الثوري.
وأبلغ الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد بأنه أصبح كأي مواطن إيراني عادي، وأنه لا يحتاج إلى فريق أمني لحمايته. وقام الحرس الثوري بتجريد نجاد من الحماية الأمنية، وتم سحب كافة السيارات واستدعاء فريق حمايته من قبل الحرس الثوري، وأخليت البنايات التي كانت في اختيار نجاد.
يذكر أن جميع الرؤساء في إيران يتمتعون بحماية أمنية من قبل الحرس الثوري مدى الحياة، وما حدث لنجاد يعتبره المقربون منه بأنه عقاب من قبل المرشد بسبب معارضة نجاد وتياره لسياسات المرشد الإيراني.
وتشير بعض المعلومات على أن هناك ملف ضخم تم تهيئته لإدانة نجاد في ملفات فساد عملاقة تتعلق بتصدير النفط، والتضخم الذي شهدته البلاد في مرحلة حكمه، وتجريد نجاد من الحماية الشخصية يعتبر تمهيدا لاعتقاله بعد اعتقال مساعده الأول حميد بقايي.
الإصلاحيون يؤيدون اعتقال نجاد
يعتبر موقف التيار الإصلاحي الإيراني من الحملة الأمنية التي يشنها الحرس الثوري لتصفية تيار نجاد مريب جدا، حيث إنهم كانوا يعارضون الاعتقالات العشوائية والسياسية التي نفذت سابقا بحق أنصارهم وقياداتهم، ولكنهم الآن يؤيدون نفس الحملة التي تنفذ بحق تيار نجاد الذي يعتبر من المجددين للتيار الأصولي الثوري بإيران.
ويبرر الإصلاحيون موقفهم بقولهم إن تيار نجاد يمثل تهديدا وجوديا للنظام الإيراني، حيث إن خطابهم لا يتسم بالحكمة والعقلانية، وأنهم يستخدمون الشعارات المذهبية العاطفية للترويج لمشروعهم السياسي والاقتصادي.
يذكر أن أحمدي نجاد صرح في وقت سابق بأن الإمام المهدي دائما ما يساعده في حل الأزمات الاقتصادية في البلاد، وأنه هو من يشرف على توزيع الحصة التموينية للشعب الإيراني.
ويعتبر التيار الإصلاحي أن تيار نجاد لا يأخذ مصالح إيران في سياساته الخارجية، ومن الممكن أن تدخل الجمهورية في حرب مباشرة مدمرة في حال سمح لتيار نجاد بالنشاط السياسي في البلد.
ويرى المراقبون للشأن الإيراني بأن ما يحدث في إيران هو تمهيد الساحة السياسية الإيرانية لمرحلة ما بعد خامنئي، ويريد الحرس الثوري أن يقوم بحصر الصراع بينهم وبين الإصلاحيين بعيدا عن تيار نجاد الذي يمتلك شعبية واسعة بين الطبقة الفقيرة في إيران.