نشرت صحيفة "ليتيرا 43" الإيطالية تقريرا؛ سلطت من خلاله الضوء على تصرفات الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، التي لا تخلو من الغرابة، حيث لا يتوانى الرئيس الأمريكي عن إظهارها في كل لقاء رسمي في البيت الأبيض أو أي محفل دولي يشارك فيه.
وتطرقت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إلى طريقة مصافحة ترامب لقادة بعض الدول. وفي الغالب، كان أسلوب ترامب في المصافحة غريبا ومستفزا، وأبعد ما يكون عن العفوي.
وأفادت الصحيفة أن طريقة تعاطي الرئيس الأمريكي مع كل من زعماء فرنسا وروسيا واليابان والسعودية وألمانيا؛ تتغير حسب علاقته بهم وموقفه تجاههم وتجاه دولهم على الصعيد الدولي.
وكشفت الصحيفة، من خلال تحليلها لأكثر لقاءت ترامب إثارة، عن علاقة المودة التي تجمع ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، وتهديده غير المباشر لرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، فضلا عن كرهه للمستشارة الألمانية أنجيلا ميرك، وتلاعبه مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.
وعرضت الصحيفة، أولا، اللقاء الذي جمع ترامب مع نظيره الروسي ببوتين في هامبورغ، والذي كانت كل وسائل الإعلام تنتظره بلهفة، للتنبؤ بمستقبل
العلاقات بين هذه القطبين. وعلى عكس المتوقع، كان اللقاء بين الرئيسين وديا إلى أبعد الحدود، وتواصل على مدى ساعتين، على غير العادة.
ولم يكن ترامب متأكدا أي الطريقين أنسب فيما يتعلق بسياسته تجاه نظيره الروسي، فهل ينبغي عليه أن يتصرف بود مع "العدو" الذي يشكل تهديدا للديمقراطية الأمريكية، أو أن يظهر الحزم، وبالتالي الإخلال بوعوده التي قطعها خلال الحملة الانتخابية. وخلال اللقاء الذي جمع الرئيسين، ارتأى ترامب أن يتعاطى مع بوتين بكل ود ولطف.
وأضافت الصحيفة أن ترامب قد أظهر، في لقائه مع الرئيس الروسي تناقضا كبيرا وواضحا في مواقفه، الأمر الذي قد يثير حفيظة أعضاء الحزب الجمهوري. فقد يُتهم ترامب بالتواطؤ مع العدو، الذي اعتبره صديقا، في حين أعرب عن أمله في أن "يسفر الاجتماع عن نتائج إيجابية".
ومن المثير للاهتمام أن ترامب قد أظهر، خلال اجتماعه مع بوتين، هيمنة كبرى. وقد تجلى ذلك من خلال طريقة تعاطيه معه، فضلا عن الاسترخاء الذي بدا واضحا على محياه وتصرفاته، وذلك حسب ما أكده العديد من خبراء لغة الجسد.
وفي هذا الصدد، أكد خبراء أن الرئيس ترامب كان يريد إظهار هيمنته وإرغام الرئيس الروسي على تقبل حقيقة أنه الطرف الأقوى. وقد تجلى ذلك من خلال طريقة مصافحته له وإحكام قبضته على يد بوتين. ولكن الرئيس الروسي أدرك ما يرمي إليه ترامب، وأظهر إبهامه الذي يرمز إلى السلاح. لكن تصنّع ترامب للكياسة واسترخائه؛ لم يكن إلا طريقة غير مباشرة لإظهار تفوقه. وقد بدا ذلك واضحا حتى من خلال لقاءاته الصحفية، كما لو كان بوتين ضيفه.
وتطرقت الصحيفة، ثانيا، إلى اللقاء الذي جمع ترامب بميركل، حيث طغى نوع من البرود والتوتر على الاجتماع بين الطرفين. وغالبا ما يلجأ ترامب إلى التصنع والتلاعب بمن أمامه من زعماء العالم، في حين يسعى إلى أن يدفع الخبراء لتحليل تصرفاته واكتشاف مبادئه التوجيهية فيما يتعلق بإدارة السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي كان قد أظهر مسبقا رفضه لزيارة ميركل إلى البيت الأبيض .لذلك، سعى لإبراز موقفه ونفوره من حضورها من خلال تجاهل مصافحتها، مشيرا بذلك إلى أن موقف الولايات المتحدة تجاه هذه القوة الأوروبية سيشهد تحولا جذريا.
وذكرت الصحيفة، ثالثا، أن أسلوب مصافحة ترامب لنظيره الفرنسي قد أوضح بشكل كبير موقفه من هذا القائد السياسي اليافع.
وفي هذا السياق، أكد ماكرن، في مقابلة مع صحيفة "لو جورنال دوديمانش" الفرنسية، أن "الرئيس الأمريكي كان يسعى إلى إظهار القوة القومية للدولة الأمريكية، ولم تكن محاولته المتكررة لنزع يده من يدي أثناء مصافحته تصرفا بريئا، بل كان يعكس موقفا سلبيا تجاه فرنسا".
وأفادت الصحيفة، رابعا، أن لقاء الرئيس الأمريكي مع رئيس الوزراء الياباني كان لقاء من نوع خاص. فقد لعب خلاله ترامب دور"الضحية"، في حين أظهر آبي ثقة عالية في النفس واسترخاء كبيرا. وقد كان ذلك جليا للعيان من خلال طريقة المصافحة وتصريحات كلا الطرفين.
وتطرقت الصحيفة للحديث عن اللقاء الأول الذي رقص فيه الرئيس ترامب على نخب رجال الأعمال السعوديين، إلى جانب الملك سلمان. وفي هذا الإطار، أشار المحللون إلى أن هذا اللقاء يعد الأبرز من بين كل اللقاءات. فلم يكتف الخبراء بتحليل المصافحة التي جمعت القائدين، بل أيضا الرقصة التقليدية التي أداها ترامب مع الأمراء السعوديين، احتفالا بالتحالف المتجدد مع المملكة وتعبيرا عن سعادته لنهبه جزءا من أموالها، فضلا عن تمكنه من إشعال فتيل الأزمة الخليجية بين المملكة العربية السعودية وقطر.