كشف خبيران إسرائيليان في الشؤون العسكرية، ما وصفه بالخطة
الإيرانية لتثبيت جذورها ووجودها طويل المدى في
سوريا.
"هيمنة إقليمية"
وقال الخبير الإسرائيلي في الشؤون العسكرية؛ ألون بن دافيد؛ إنه في ظل التطورات الإقليمية التي توجت "بتوقيع القوى العظمى في العالم على اتفاق لتقسيم الشرق الأوسط - في أول اتفاق منذ سايكس بيكو قبل نحو 101 عام - تبدو هذه التطورات إيجابية بالنسبة لإسرائيل على المدى القصير، في حين تسير إيران بثقة نحو فرض هيمنة إقليمية واستكمال حركة الكماشة حول شبه الجزيرة العربية".
وأوضح ابن دافيد في مقال له بصحيفة "معاريف" العبرية، الجمعة، أن "إسرائيل تعلمت من الدرس السوري، أنه حيثما يوجد روس يوجد إيرانيون وحزب الله، فهم يقاتلون كتفا بكتف (الروس والشيعة)، وقريبا سنرى الإيرانيين يثبتون أنفسهم في المنطقة؛ ما بين القنيطرة والجولان ودرعا في حوران".
وفي "إسرائيل يجدون صعوبة في حل اللغز الروسي، فأي مصلحة يجدها الروس فجأة في
الجولان وحوران؛ وهما عديمتا الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لهم؟!"، وفق تساؤل الخبير الإسرائيلي، الذي رجح هروب الروس في حال تعرضهم "لخسائر فادحة أكثر، وسيعلنون مثل الأمريكيين أن مهمتهم انتهت وينسحبون من سوريا، وعندها ستجد إسرائيل نفسها مع دولة ترعاها إيران، حتى في حدودها الشمالية والشرقية".
من جانبه، أكد المعلق العسكري الإسرائيلي أليكس فيشمان، لدى صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أن استئجار إيران لمطار عسكري بوسط سوريا، "هو خطوة إيرانية لتثبيت وجودها في سوريا، والاقتراب أكثر من حدودنا الجنوبية، وهذا أمر مقلق".
قاعدة إيرانية متقدمة
وإلى جانب ذلك، كشف فيشمان في مقال له اليوم، أن طهران "تتفاوض مع السوريين لإقامة قاعدة برية في وسط سوريا، ذات حكم ذاتي إيراني تحت قيادة الحرس الثوري الإيراني، سيرابط فيها نحو 5 آلاف من رجال المليشيات المرتزقة من أفغانستان وباكستان"، مضيفا: "كما تجري مفاوضات لإقامة مصاف مستقلة لإيران في ميناء طرطوس شمالي سوريا".
وأوضح المعلق العسكري البارز، أن الخطوات الإيرانية "تهدف لتثبيت الحضور الإيراني في سوريا للمدى البعيد، وهذا يشكل تهديدا لإسرائيل"، منوها إلى أن كل ذلك يأتي "جزءا من خطة للضم الإيراني الزاحف، من أجل السيطرة على مناطق في الشرق الأوسط".
وتسعى إيران، من خلال هذه الخطة إلى "خلق تواصل إقليمي بري وبحري من إيران إلى لبنان والسودان وحتى إمارات الخليج والسعودية، وفي مسار إضافي؛ من العراق والأردن وحتى حدود إسرائيل (فلسطين المحتلة)"، وفق فيشمان الذي أشار إلى أن الخطة الإيرانية تذكر بخطوة مشابهة نفذها الروس عام 2015، حيث استأجرت
روسيا مطار حميميم بسوريا، وأعلنت عن المنطقة حكما ذاتيا روسيا".
وسبق أن حذر وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، من الخطة الإيرانية الرامية لتثبيت الوجود الايراني في سوريا، وأكد أنها "ستؤدي إلى نتائج ثقيلة الوزن"، زاعما أن طهران "تجعل سوريا قاعدة متقدمة ضد إسرائيل، ونحن لن نسلم بهذا.."، وفق ما نشرته أمس صحيفة "كومرسنت" الروسية.
ونوه ليبرمان إلى أن "حزب الله يحاول إقامة قاعدة متقدمة له في سوريا تهدد إسرائيل"، مؤكدا أن "إسرائيل سترد بقوة عند إقامة قاعدة تستهدف فتح جبهة ضدنا".