نشرت صحيفة "لوتون" السويسرية تقريرا؛ ذكرت فيه أن
قطر قد نجحت في مجاراة
الحصار المفروض عليها من قبل جيرانها.
وقد صنفت هذه الإمارة الصغيرة صاحبة النفوذ الكبير؛ نفسها مناصرة لحرية التعبير خاصة بعد استماتتها في الدفاع عن قناة الجزيرة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن قطر تعيش أسوأ أزمة مرت بها في تاريخها، حيث تعدت تقريبا سبعة أسابيع منذ أن فرض عليها جيرانها
الخليجيون حصارا، بعد أن تم اتهامها بالتعامل مع إيران وتمويل الإرهاب، ودعم حركة الإخوان المسلمين.
ومن جهته، أكد محمد، وهو طالب قطري في العلوم الإدارية، أنه "بعد أن أغلقت
السعودية حدودها، عانينا نقصا في المواد الاستهلاكية دام ست ساعات قبل أن يعود كل شيء إلى مجراه الطبيعي... فقد حل الحليب التركي مكان الحليب السعودي، وهو ما أدى إلى الشعور باختلاف طعمه".
وأشارت الصحيفة إلى أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد خلف والده في الحكم سنة 2013 إذ لم يتجاوز آنذاك الثالثة والثلاثين من العمر. وبذلك، يعد أصغر حاكم يقود دولة في منطقة الشرق الأوسط. ومع دخول قطر في أزمة مع جيرانها، تم تعليق صور للأمير الشاب دون العقال على رأسه، حيث تعكس هذه الصورة "ثورية" الأمير.
وأكد أحد الدبلوماسيين القطريين أنه "إذا تم فرض مثل هذا الحصار على دولة أفريقية، فإنها لن تصمد طيلة هذه الأسابيع". وقد أراد الدبلوماسي من خلال قوله أن يبين أن بلاده لديها الإمكانيات لمجاراة الحصار. في المقابل، تدفع الدوحة ثمنا باهظا مقابل استخدامها للجسر الجوي الذي تمر عبره المواد الاستهلاكية نحو قطر، لكن ذلك لن يمثل مشكلة بالنسبة لها خاصة وأنها تزخر بالموارد المالية.
وأضافت الصحيفة أن قطر وجهت هجوما مضادا بغية الدفاع عن إحدى قيمها، المتمثلة في حرية التعبير. وقد عمدت الإمارة للرد على الأصوات المطالبة بإغلاق قناة الجزيرة؛ بتنظيم مؤتمر ضخم حول حرية التعبير يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين.
وأفادت الصحيفة أنه بغض النظر عن دفاع قطر عن قناة الجزيرة، إلا أن ترتيبها العالمي على قائمة حرية الصحافة لا يعكس جهودها الرامية لحماية حرية التعبير، حيث تحتل الدوحة المرتبة 123 في هذه القائمة بحسب منظمة مراسلون بلا حدود. وعلى الرغم من هذه المرتبة المتدنية، إلا أن حوالي 200 منظمة غير حكومية ونقابات صحفية تتنقل باستمرار إلى الدوحة.
ومن جهته، ذكر محمد علي النسور، من المفوضية السامية لحقوق الإنسان، أن "الجزيرة ليست قناة مثالية، ولكن إبعادها عن الساحة سيبعث برسالة سيئة". وفي السياق نفسه، نوه المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش، كينيث روث، بأن "الجزيرة تعمل على أن تكون منبرا لحرية التعبير عبر محطتها، لكنها تجاوزت في بعض الأحيان الخطوط الحمراء من خلال استضافتها لأشخاص يدعون إلى العنف. في المقابل، تبقى هذه القناة بمثابة بصيص أمل بالنسبة للبعض، بينما تعد بالنسبة للبعض الآخر كابوسا لا يفارق الدكتاتوريين العرب".