شنت فصائل من
المعارضة السورية هجوما مباغتا ضد مواقع تابعة لـ"قوات
سوريا الديمقراطية"، في قرية "تل جيجيان" غربي مدينة الباب، بريف
حلب الشمالي، الأربعاء، وذكر تجمع "أحرار الشرقية" في بيان، أن قواته وبالتشارك مع حركة أحرار الشام الإسلامية، أوقعت عددا من الجرحى في صفوف مليشيات "
قسد"، واغتنمت أسلحة وذخائر.
وأضاف التجمع في البيان الذي حصلت "
عربي21" على نسخة منه، "إن هذه العملية تأتي في إطار المساندة لإخوتنا في غرفة أهل الديار، وتأكيدا على وحدة الصف، والوقوف إلى جانب أهلنا في تحرير الأراضي المغتصبة".
وفي حين تضاربت الأنباء حول سيطرة المعارضة على قرية "تل جيجيان"، قالت مصادر إعلامية، إن المعارضة قررت الانسحاب من القرية، بعد تمركزها لساعات محدودة داخلها، جراء كثافة الرمايات النارية من قبل "قسد"، لتختار التمركز في التلال المحيطة.
اقرأ أيضا: مقارنة بدعم قسد: ما الدعم الذي قطعه ترامب عن السوري الحر؟
وربط مراقبون بين اتساع رقعة المواجهات بين قوات المعارضة وقوات سوريا الديمقراطية، في ريفي حلب الشمالي والشرقي، أو ما يعرف بـ"درع الفرات"، بعد أن كانت محصورة بالمحور الغربي، أي في محيط مدينة تل رفعت، وبين وصول حوالي 500 عنصر من حركة أحرار الشام الإسلامية، إلى منطقة درع الفرات من إدلب، على خلفية النزاع بين الحركة وهيئة تحرير الشام.
وفي هذا السياق، قال مدير المكتب الإعلامي لـ"تجمع أحرار الشرقية" سعد الشرقية، إن "تعزيز حركة أحرار الشام الإسلامية لقواتها في ريف حلب مؤخرا، ساعد على تسريع تنفيذ هذه العملية، التي كان يخطط لها في وقت سابق"، على حد قوله.
وأضاف في تصريحات لـ"
عربي21"، أن "القرية تتمتع بموقع استراتيجي يكشف مواقع عسكرية تابعة للقوات الكردية والنظام"، وأشار إلى أن العملية فاتحة لعمليات أخرى في المنطقة ذات الخصوصية العسكرية بالغة الأهمية.
وعن دلالات تجدد المواجهات في محيط مدينة الباب، بعد هدوء دام أكثر من أربعة أشهر، أي ما بعد سيطرة المعارضة على المدينة بعد دحر التنظيم عنها في شباط/ فبراير الماضي، قال الشرقية، إن الهجوم الأخير يؤكد بوضوح أن الفصائل لن تبقى مكتوفة الأيدي حيال انتهاكات "قسد"، ومواصلتها احتلال المناطق العربية في أرياف حلب.
أوراق اعتماد جديدة
وفي رؤيته لدلالات هذا الهجوم الذي شنته المعارضة ضد مواقع لقوات سوريا الديمقراطية، يظهر الخبير العسكري العميد أحمد رحال، أنه يتطوي على رسائل سياسية، أكثر من كونها عسكرية.
وبيّن رحال ما يعنيه، بقوله لـ"
عربي21": إن معركة درع الفرات سابقا، وسيف الفرات حاليا، لن تتنازل عن تحقيق أهدافها، وتأتي هذه العملية لتأكيد ذلك، وليس للسيطرة على قرية صغيرة، على حد تقديره.
وأضاف: "من الواضح أن تركيا تحاول الخروج عن الواقع الذي أفضى إليه التقارب الروسي الأمريكي في السابق، وتريد أن تقول إنها لن تقبل بأي تواجد لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي غربي نهر الفرات".
وعلى صعيد مشاركة "أحرار الشام" الإسلامية في العملية بعد انحسارها في إدلب، جراء المعارك التي خاضتها مع هيئة تحرير الشام، قال رحال: "إن الحركة موجودة في ريف حلب بشكل مسبق، والحركة عبر هذه العملية، إنما تحاول تقديم أوراق اعتماد جديدة للمجتمع الدولي، أي ليس لتركيا، لأنها تعتمد الحركة من قبل".
"قسد" ترفض تسليم الجثامين
وفي سياق منفصل، نشرت وسائل إعلام محلية، صورا تظهر عناصر مما يسمى بـ "الهلال الأحمر الكردي"، وهي تقوم بدفن جثث قتلى المعارضة، الذين كانوا قد قضوا أثناء الهجوم الذي شنته المعارضة الممثلة بغرفة عمليات "أهل الديار"، على بلدة عين دقنة المتاخمة لمدينة تل رفعت، بهدف استعادتها من قوات سوريا الديمقراطية.
وقالت مصادر موالية لقوات سوريا الديمقراطية، إن "الهلال الأحمر قام بدفن عشر جثث، بعد أن تعذر تسليمها لذويهم".
وبالمقابل أكدت مصادر محلية، أن قوات سوريا الديمقراطية، رفضت تسليم الجثث للجنة مدنية، تم تفويضها من قبل غرفة أهل الديار للذهاب إلى مدينة عفرين، قبل أيام قليلة.