أثار توجه
منظمة الصحة العالمية نحو تغيير تعريف "الإعاقة" لتشمل العازبين والعازبات، سخرية العديد من نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بالمغرب.
وكشفت صحيفة "التليغراف" البريطانية أن منظمة الصحة العالمية تتجه نحو تغيير تعريف "الإعاقة" لتشمل العازبين والعازبات الذين سيصنّفون "كمصابين بالعقم" ليصبح من حقهم أيضا أن تتكفل الدولة بمصاريف عمليات التلقيح الاصطناعية، ليتمكنوا من إنجاب أطفال دون أن يكونوا في حاجة إلى شريك أو زوج.
ودشن عدد من نشطاء موقع "فيسبوك" بالمغرب وسم "
#معاقون_ونفتخر"، أعربوا فيه عن سعادتهم بعزوبيتهم، وقالوا إنهم "صامدون رغم أنف المنظمة".
وتعليقا على الخبر، قال أحد النشطاء المغاربة على حسابه بـ"فيسبوك" ساخرا: "إذن سنستفيد من دعم المعاقين، وسيصبح لدينا يوم عالمي، وسيعدون لنا أماكن خاصة في المرافق العمومية إسوة بذوي الاحتياجات الخاصة".
فيما قال آخر: "إن كان
العزاب سيصنفون ضمن المعاقين، فإن المتزوجين سيصنفون ضمن الأموات".
وطلب أحد النشطاء رقم هاتف الوزارة المكلفة بذوي الاحتياجات الخاصة حتى يقوم بـ"احتجاجات خاصة" على حد قوله.
بدوره، قدم أحد النشطاء التحية للعزاب على حسابه بفيسبوك قائلا: "أيها المعاقون السلام عليكم".
من جانبه اعتبر أحد موظفي قطاع الصحة بالمغرب في تدوينة له على "فسيبوك" أن العزوبية التي تستحق أن تدخل ضمن خانة الإعاقة "هي (العزوبية الاختيارية) يعني الإنسان قادر ماديا، ووجد بنت أو ابن الحلال، ولا يريد الزواج".
فيما تساءل ناشط قائلا: "بالنسبة لمن هو في حكم الخاطب هل هو معاق أو يتماثل للشفاء؟"، ليجيبه آخر ضمن نفس التدوينة: "هو في طريقه نحو عاهة مستديمة".
وطالب رسام كاريكاتير مغربي في تدوينة له على حسابه بـ"فيسبوك"، جميع العزاب إن أرادوا فعل الخير أن يتكفلوا بأي معاقة (عازبة) والعكس صحيح. وتابع: "من جهتي أنا أبحث عن معاقة أو اثنتان بشرط أن تكون إعاقتهم متقدمة. ليس لدينا خيار.. سنصبر على هذا الأمر"، يقول ساخرا.
فيما قال الصحافي أبو القاسم الحسين: "أعزائي "العزاب".. ابتداء من الموسم القادم يمكنكم المشاركة في الألعاب البارالمبية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة".
بالمقابل، قال الاستشاري الأسري، خالد الزريولي، في تدوينة له: "بعيدا عن المزاح والسخرية، منظمة الصحة العالمية تريد أن تبرر للمثليين كي يستفيدوا من التغطية الصحية للحصول على الأطفال.. والعزاب كانوا هم المظلة.."، وأضاف: "السؤال الذي حيرني: هل الدول التي تعترف بحقوق المثليين ستوافق على اعتبارهم معاقين.. وهؤلاء هل سيقبولها..؟".
وقالت صحيفة "التليغراف"، إن هذا القرار إن صحّ، سيشمل أيضا المثليين جنسيا الذين سيصير من حقهم وفق هذا التغيير في التعريف، أن تتكفل الدولة بمصاريف خضوعهم لتلقيح اصطناعي يمكنهم من إنجاب الأطفال، وذلك عملا بمبدأ أن كل المواطنين مهما كان وضعهم الاجتماعي أو الجنسي، من حقهم الإنجاب.
وتوسع منظمة الصحة في تعريفها للإعاقة ليشمل الأوضاع الاجتماعية، أثار غضب البعض، كما كان متوقعا، من الذين يعتبرونه تجاوزا من قبل المنظمة الطبية التي تخضع لمعايير عالمية.
وأوضح الدكتور ديفيد آدمسون، وهو أحد واضعي المعايير الجديدة، أن هذا الإجراء يمثل تحولا لتطبيق المساواة الطبية، فتعريف "العقم" الحالي يتضمن حقوق جميع الأفراد في تكوين أسرة، وهذا يشمل الرجال غير المتزوجين وغير المتزوجات والمثليين والمثليات.
بالمقابل، نفت منظمة الصحة العالمية الخبر بشكل قاطع، وقال مسؤول بقسم التواصل مع الإعلام داخل المنظمة، لـCNN بالعربية، إن هذه الأنباء غير صحيحة، وإن المنظمة لم تقم بأيّ تعديل فيما يخصّ مفهوم الإعاقة، مؤكدا أن المنظمة سبق أن ردت على مثل هذه الأنباء.
وأوضح المسؤول أن المنظمة لم تغير تعريفها للعقم منذ توقيت نشر التلغراف لتقريرها الذي قال إنه يعود لتشرين الأول/ أكتوبر 2016، كما أن تعريف العقم لا يعطي أيّ توصيات فيما يخصّ توفير خدمات الخصوبة، فهو تعريف طبي فقط.