قال المحلل السياسي والكاتب
اللبناني، جيري ماهر، إن نتائج معركة جرود
عرسال، كشفت بوضوح قوة
حزب الله الحقيقية في 2017.
وأشار ماهر في مقال له بشبكة "سي إن إن"، إلى أن حزب الله الذي توعد بالانتقام والقتل والنصر، خفت صوته بعد سقوط 17 قتيلاً له في المعارك وقيام جبهة
النصرة بأسر عناصر له، مؤكدا أن الأمين العام لحزب الله
حسن نصر الله خرج في خطابه الأخير باكيا لا لشيء سوى لوعد لم يستطع الالتزام به.
وتابع: "لم ير حسن نصر الله أو حزبه أي نصر في هذه المعركة، فحاولوا جاهدين الحصول على تأييد وتعاطف في الداخل ولكن دموع التماسيح التي ذرفها الأمين العام لتنظيم حزب الله الإرهابي، حسن نصر الله، لم تنجح في ذلك أيضاً، فتلقى الصفعات من جميع الاتجاهات".
وأوضح الكاتب اللبناني، أن أقوى الصفعات التي تلقاها حزب الله كانت "صفعة النصرة التي أجبرته على وقف المعركة والقبول بكافة شروطها من تبادل للأسرى والجثث وأكثر من ذلك.. خروج أبو مالك التلي بأمواله ومقاتليه الذين لم يتجاوزوا 120 مقاتلا بحسب تصريح اللواء عباس إبراهيم الذي رعى المفاوضات وكذّب رواية حزب الله حول وجود أكثر من ألف مقاتل للنصرة".
وبدأ "حزب الله" معاركه في جرود عرسال، في 19 يوليو/ تموز الماضي، ضد مجموعات سورية مسلحة، أبرزها "جبهة النصرة"، وتمكن من السيطرة على مواقع عدة كانت تحت سيطرتها، بدعم من طائرات النظام السوري.
وتلا ذلك اتفاق بين الحزب وجبهة النصرة على تسليم جثث القتلى للطرفين كمرحلة أولى، ثم مرحلة ثانية "تشمل خروج مسلحي جبهة النصرة وعائلاتهم، مقابل الإفراج عن أسرى حزب الله لدى الأولى".
اقرأ أيضا: نصر الله: اقتربنا من النصر في معركة عرسال.. وهناك مفاوضات
وأضاف ماهر: "إذاً حزب الله انكشف وانكشفت ألاعيبه وكذبه، حشد مئات المقاتلين لمعركة يشارك فيها 120 عنصراً من النصرة استطاعوا إذلاله وإحباط معنوياته، فكان رده ببساطة رفع علم لحزب الله أمام الحافلات التي تنقل مقاتلي النصرة وعائلاتهم إلى إدلب، بالإضافة إلى تفعيل دور كتائب القرطاسية في حزب الله والتي كانت مهمتها تهدئة الجبهات عبر كتابة الرسائل لبعض نساء الحزب وشبابه وتحية لهذا وذاك من الجرود".
وأردف: "إن حزب الله في 2017 هو أوهن من بيت العنكبوت وأضعف من أن يقاتل على أي جبهة بعد استنزافه في الحرب السورية، وتمثيلياته في 2006 أمام إسرائيل لم تنجح هذه المرة، وسقطت على أرض جرود عرسال، فتحولت هذه الميليشيا الإرهابية إلى أضحوكة يتداول اللبنانيون والعرب صور أسراها وهم يقبلون عناصر من النصرة ويشكرونهم على حسن المعاملة والصبر".
وقال ماهر: "مرة جديدة يحاول حزب الله إخضاع وإذلال الدولة اللبنانية للتنظيمات الإرهابية فقط من أجل صورته أمام بيئته الحاضنة، فالحزب الذي ضغط لإطلاق سراح معتقلي النصرة في السجون اللبنانية مقابل تحرير أسراه رفض في الأمس القريب إطلاق سراح أي معتقل مقابل عناصر الجيش اللبناني لدى تنظيم داعش. وهذا إن دل على شيء فهو يدل على حجم تورط حزب الله بعملية الخطف وعلاقته السرية بهذا التنظيم ومحاولاته المستمرة إظهار قوته على حساب الدولة اللبنانية وجيشها ومؤسساتها ونظامها خصوصاً أمام جمهوره".
اقرأ أيضا: كيف استطاع حزب الله تهميش الجيش اللبناني في عرسال؟