نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا في عددها الأخير، تقول فيه إن المسؤولين
الإسرائيليين عادة ما يتذمرون بشأن الطريقة التي تصور بها بلادهم في الإعلام.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن منتجي البرامج التلفازية والسينمائية يضعون الملايين لإنتاج البرامج التلفازية المنتجة في إسرائيل والحصول عليها، لافتا إلى أن معظم هذه البرامج تصور العظمة والبطولة الخارقة لوحدة الاستخبارات الخارجية "
الموساد".
وتعلق المجلة على ما تقوم ببثه شبكة "نيتفليكس"، من بث برامج ومسلسلات باللغة العبرية، حيث تؤمن هذه الشبكة بأن هناك إمكانية لجذب المشاهدين لهذه المسلسلات المترجمة.
ويقول التقرير: "هناك تسعة ملايين شخص يتحدثون باللغة العبرية حول العالم، إلا أن (نيتفليكس)، خدمة الفيديو على الإنترنت، تقدم الأن عشرات من البرامج باللغة العبرية للمشتركين في خدمتها، وقد شاهد معظم المتحدثين باللغة العبرية هذه البرامج على التلفزة الإسرائيلية، إلا أن (نيتفليكس) تراهن على أنها ستجذب مشاهدين من حول العالم في حال تم وضع ترجمات لها على الشاشة".
وتضيف المجلة: "هي مثل بقية شركات التلفزة، تشعر بالبهجة فيما يتعلق بالدراما التي تنتج في إسرائيل، بالإضافة إلى البرامج الاستقصائية الإسرائيلية، و(نيتفليكس) هي وراء الفيلم الإسرائيلي الجديد (الملاك) الذي يقوم على قصة جاسوس مصري كان يديره الموساد، وهو أشرف مروان".
ويلفت التقرير إلى أن معظم البرامج الإسرائيلية المتوفرة للعرض هي عن الإرهاب والتجسس والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتعلق المجلة قائلة: "وهنا مفارقة، ففي الوقت الذي يتذمر فيه قادة البلد بشأن الطريقة التي يتم فيها تصوير البلد بطريقة غير عادلة في الإعلام، إلا أن منتجي التلفاز فيها يقومون بالتربح من سمعة إسرائيل في مجال التجسس".
وتنوه المجلة إلى أن أشهر مسلسل إسرائيلي إلى هذا الوقت هو "أسرى الحرب"، الذي تم عرضه لموسمين في التلفاز الإسرائيلي، الذي تم اقتباسه وتحويله إلى أشهر مسلسل أمريكي "هوملاند" (وطن)، من بطولة كلير دينز، وتم تصوير ستة مواسم منه، والموسم السابع تحت الإعداد.
ويذكر التقرير أن هذا المسلسل أثار الكثير من الجدل؛ بسبب تصويره المسلمين قتلة ومتعطشين للدماء، مستدركا بأنه أثار الاهتمام بالمنتجات التلفازية الإسرائيلية التي صدرت للخارج، وأعطت أفكارا للإنتاج، وبحسب معهد التصدير الإسرائيلي، فإن مبيعات إسرائيل الدولية خلال العقد الماضي تضاعفت إلى 268 مليون دولار، بحلول عام 2016.
وتفيد المجلة بأن
الدراما التي تمتلئ بالإرهابيين المتوحشين وعملاء الموساد الأذكياء، تسيطر على معظم التصدير التلفازي الإسرائيلي للخارج، حيث يقول المنتجون المحليون إنهم يصدرون عروضا أخرى أيضا.
وينقل التقرير عن أفي أموزا، الذي باعت شركته 60 فكرة تلفزيونية للخارج، قوله إن أفضل العروض المشاهدة عالميا هو برنامج المسابقات "لا يزال واقفا"، ويركز على المعرفة العامة، ويتم إخراج المتسابقين الذين يفشلون من باب مسحور، لافتا إلى أنه بيع من هذا البرنامج خمسة آلاف حلقة لـ15 دولة، ويضيف: "السوق الإسرائيلية تظل صغيرة، ويحاول المنتجون جهدهم التكيف مع العالم".
وتبين المجلة أن من أكثر البرامج التي يفخر فيها صناع البرامج "فلفل أصفر"، وهو قصة عائلة تعيش في وادي عربة، تحاول التعامل مع مرض ابنها "التوحد" (أوتيزم)، وقامت هيئة الإذاعة البريطانية باقتباس الفكرة في برنامج "ذا إي وورلد"، الذي تم تصويره في المنطقة ذات المناظر الخلابة "ليك ديستركت/ منطقة البحيرات".
وبحسب التقرير، فإن أول مسلسل حقق مبيعات وجذب إليه النقاد هو مسلسل "العلاج"، الذي يدور حول معالج نفسي ومرضاه، وقامت قناة "أتش بي أو" باقتباس فكرته وتصويره بحلة جديدة عام 2008، حيث ترك المسلسل أثره، وأصبح علامة على منتجات التلفزة الإسرائيلية، التي تقوم على تصوير مسلسلات نفسية بعدد قليل من الممثلين في موقع صغير للتصوير، حيث فرضت الظروف الإنتاجية ذلك، خاصة أن الميزانيات المتواضعة لا يمكن أن تجذب ممثلين مشهورين.
وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالقول: "مثل المسلسلات الدرامية القادمة من الدول الاسكندنافية، التي تدور حول الجريمة، فإن إسرائيل تخصصت، بحسب الناقد التلفزيوني الإسرائيلي أيناف شيف، بـ (المسلسلات المعقدة التي يتم صناعتها في ظروف متواضعة، والاستفادة مما هو متوفر)، وهو ما يشبه الصناعة التلفزيونية الإسرائيلية بالتكنولوجيا المنتجة فيها من الصواريخ والأمن الإلكتروني، وفي الوقت الذي تجعل هذه التكنولوجيا زبائنها أقل أمنا، فإن البرامج التلفزيونية الإسرائيلية تبث الرعب في نفوسهم".