قال السفير السعودي في الولايات المتحدة، خالد بن سلمان بن عبد العزيز، إن بلاده تعمل مع واشنطن "من أجل احتواء التصرفات
الإيرانية وسياساتها التوسعية".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها السفير السعودي لصحيفة "واشنطن بوست"، وأعادت نشرها وكالة الأنباء
السعودية الرسمية "واس"، اليوم الثلاثاء.
وتعد هذه أول تصريحات للسفير السعودي الجديد بواشنطن بعد ثلاثة أسابيع من تقديم أوراق اعتماده للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 21 تموز/ يوليو الماضي.
ولفت إلى أن "تقدما كبيرا في العلاقات السعودية الأمريكية أحرز في ظل إدارة الرئيس ترامب".
وقال: "أعتقد أن ترامب عازم على العمل مع حلفائه في المنطقة لمواجهة التوسع الإيراني والإرهاب ونحن سعداء بالسياسات الحالية تجاه المنطقة".
ورأى السفير السعودي وهو نجل
الملك سلمان بن عبد العزيز أن "واشنطن وحلفاءها يدركون مدى التهديد الإيراني الكبير للأمن الدولي".
وأضاف أن "إيران هددت عدة مرات بإغلاق الخليج العربي، وأن العالم بأسره، بما في ذلك حكومة السعودية، يشعر بالقلق إزاء ذلك، فمضيق هرمز مهم ليس فقط لاقتصادنا فحسب، بل للاقتصاد الدولي".
وتطرق السفير السعودي في مقابلته لملف هجمات الـ11 من سبتمبر، حيث قال في إجابة على سؤال حول الزج باسم المملكة في هذه القضية: "لم يكن لدينا علاقة مع أحداث 11 سبتمبر، ففي عام 1994 نزعنا الجنسية السعودية من ابن لادن عندما كان في السودان".
وتابع: "في عام 1996 أصدر أسامة بن لادن إعلان حرب ضد الولايات المتحدة والسعودية، ونعتقد بأن نفس الأشخاص الذين هاجموا الولايات المتحدة في 11 سبتمبر هاجمونا في المملكة عدة مرات، فنحن نراهم 19 عنصرا من تنظيم القاعدة لأنهم يمثلون تنظيم القاعدة".
الأزمة الخليجية
وفي إجابته عن سؤال حول الأزمة الخليجية، جدد الأمير خالد اتهام بلاده للحكومة القطرية بـ"دعم وتمويل الإرهاب"، وهي الاتهامات التي سبق أن نفتها الدوحة.
وقال ابن سلمان: "أعتقد أن سياسات قطر تشكل تهديدا لأمننا الوطني، خصوصا عندما تتدخل في سياساتنا الداخلية، لقد دعموا في
سوريا التنظيمات التابعة للقاعدة وبعض المليشيات الإرهابية في العراق"، معربا عن أمله في أن "تتوقف قطر عن تمويل الإرهاب".
وقال إن "حكومة السعودية تقف في الخطوط الأمامية لمكافحة الإرهاب، وقد يكون هناك أشخاص كثر من بلدان مختلفة يدعمون الإرهاب، غير أن المشكلة في قطر تكمن في أن الحكومة هي التي تمول الإرهاب".
ومنذ 5 حزيران/ يونيو الماضي، قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها إجراءات عقابية، بدعوى "دعمها للإرهاب"، وهو ما نفته الدوحة بشدة.
الأزمة السورية
وفي تعليقه على الأزمة السورية، قال إن "(رئيس النظام السوري بشار) الأسد قتل أكثر من 500 ألف شخص، ونحن نعمل مع الولايات المتحدة لإنهاء المشكلة السورية".
وأردف بأن "بعض جماعات المعارضة المعتدلة في سوريا، على سبيل المثال الجيش السوري الحر، وهناك الكثير من الناس في سوريا يريدون تحرير أنفسهم من دكتاتورية بشار الأسد، ونحن نعمل مع حلفائنا للمساعدة في تحقيق الاستقرار في سوريا".
العلاقات مع العراق
وفي ما يتعلق بالوضع في العراق، قال خالد بن سلمان إن "النجاح في (مدينة) الموصل يعكس إصرار الإدارة الأمريكية وإصرار الجيش العراقي (..) ونحن سنكون سُعداء برؤية تنظيم داعش مهزوما في العراق".
وأكد على "أهمية دمج السنة والشيعة في العملية السياسية في العراق لتجنب العنف والإرهاب؛ فالطائفية تقود دائمًا إلى الإرهاب".
وأضاف أنه "يجب أن يُعامل السنّة والشيعة على حدّ سواء بصفتهم مواطنين عراقيين"، لافتا إلى أن "إيران ترغب بأن تُخضع العراق لها، بينما نحن ندعم استقلال العراق".
واستقبلت الرياض خلال الفترة الماضية زعامات شيعية عراقية، في خطوة اعتبرها خبراء محاولة منها "لاختراق" نفوذ إيران والحد من هيمنتها على بغداد، ضمن استراتيجية سعودية لإعادة العراق إلى محيطه العربي.
فلسطين واليمن
وبخصوص القضية الفلسطينية، قال خالد بن سلمان: "لقد أعلنت المملكة أنها ترغب بحل القضية الفلسطينية-الإسرائيلية من خلال مبادرة السلام العربية، ولو أن إسرائيل اعترفت بفلسطين بناء على حدود 1967 فإن العالم العربي بدوره سيوافق على ذلك".
وحول
اليمن، قال إن "المملكة دفعت جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات، لكن الحوثيين يرفضون الحوار، وهم الذين بدأوا بالزحف إلى العاصمة (صنعاء) ليسيطروا على اليمن قبل أن تطلب الحكومة اليمنية من السعودية التدخل ووقف هجوم الحوثي".
وأردف بأن "الكرة الآن في ملعب الحوثي، ويجب عليهم تسليم أسلحتهم وأن يصبحوا جزءا من اليمن، وليس جزءا من إيران".
ومنذ 26 آذار/ مارس 2015 يشن تحالف عربي، تقوده السعودية، حربًا على مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) والرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، الذين يسيطرون بقوة السلاح على محافظات، بينها صنعاء، منذ 21 أيلول/ سبتمبر 2014.