قال علماء إن الأشخاص الذين يعيشون لوحدهم أكثر عرضة للوفاة بسكن مبكرة بنسبة 50% أكثر من غيرهم، مشيرين إلى أن شعور
الوحدة أكثر فتكا من
السمنة باعتبارها خطرا على
الصحة.
وقالت الدراسة التي استعرضت مخاطر الوحدة، إن أولئك الذين لديهم علاقات اجتماعية سيئة معرضون لخطر الوفاة المبكرة بنسبة 50%.
وبحسب ما نشرت صحيفة "صن" وترجمته "
عربي21" فقد درس الباحثون في الولايات المتحدة الأمريكية الآثار الصحية للوحدة والعزلة في 218 دراسة مختلفة.
وخلص الباحثون إلى أن العزلة الاجتماعية ترفع خطر الوفاة بمقدار النصف أي 50%، بزيادة مقادرها 20% عن السمنة التي ترفع خطر الوفاة 30% بسبب مخاطرها على الصحة العامة.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، وأستاذ علم النفس في جامعة "بريغهام"، جوليان هولت لونستاد: "التواصل مع الآخرين حاجة إنسانية أساسية، ويحتاجها الإنسان للبقاء على قيد الحياة".
ويتابع: "في بعض الحالات مات عدد من الأطفال الرضع المحتجزون لأسباب صحية ماتوا بسبب الافتقار للتواصل الإنساني، بل إن العزلة والحبس الانفرادي هو شكل من أشكال العقاب".
ولا تنعكس الوحدة على الصحة النفسية فقط، بل تتعدى ذلك إلى المشاكل الجسدية، وتكون آلام أولئك الذين يعيشون لوحدهم عند تعرضهم للمرض، أكبر من غيرهم.
وفي دراسة أجراها "غرانزيت" المعني بالتواصل الاجتماعي لمن هم فوق 50 عاما، إن ما يقرب من 75% من كبار السن البريطانيين يعيشون لوحدهم، وإن معظمهم لا يجد من يتحدث إليه عن مشاعره.
وبحسب مكتب الإحصاءات الوطني فإن المؤشرات تقول بأن بريطانيا هي العاصمة "الأكثر وحدة" في أوروبا.
ووفقا لأرقام "حملة القضاء على الوحدة" فإن الوحدة تكلف المملكة المتحدة 20 مليون جنيه إسترليني سنويا، في التكاليف المتربطة بالنتائج الصحية.
ويتابع الدكتور لونستاد: "هنالك أدلة قوية على أن الوحدة والعزلة الاجتماعية تزيد بشكل كبير من مخاطر الوفاة المبكرة، بشكل أكبر بكثير من المؤشرات التي نعرفها".
ويضيف: "ومع ارتفاع معدل الأعمار وتزايد شيخوخة السكان، يزداد التأثر على الصحة العامة، والعديد من الدول حول العالم تواجه الآن وباء الشعور بالوحدة".