ترك إعلان
تنظيم الدولة فرض التجنيد الإجباري على أبناء محافظة
دير الزور، التي يسميها "ولاية الخير"، كثيرا من التساؤلات. فهناك من يتحدث عن هروب عناصر التنظيم مع اقتراب المعارك للولاية، وهناك من يدرج هذه الخطوة في إطار الاستعدادات للمعركة الكبرى الأخيرة في
سوريا بالنسبة للتنظيم.
تعد دير الزور حاليا العاصمة الفعلية للتنظيم، ولا سيما بعد خسارة الموصل، واقتراب خسارة الرقة وهجوم القوات العراقية على تلعفر.
ويقول أحمد رمضان، رئيس تحرير موقع فرات بوست، لـ"
عربي21": "أتوقع استماتة التنظيم بمعركة دير الزور، وخصوصا بعد أن أصبحت ملاذا للقيادات، ومقرا لدواوين (وزارات) التنظيم".
ويؤكد الناشطون تخلخل بنية التنظيم، بعد حدوث تصدعات داخله؛ تمثلت بحالات الهروب والإعدام، حيث يضيف رمضان: "وثّقت فرات بوست هروب 400 عنصر داعشي بينهم قيادات من السوريين".
ويرى ياسر التركي، قائد لواء تحرير دير الزور، أن هروب عناصر التنظيم سببه "مقتل القيادات بالجملة، وانخفاض أعداد المقاتلين، فقد كان لذلك بالغ الأثر في انخفاض المعنويات والإحباط لدى عناصر التنظيم"، على حد قوله لـ"
عربي21".
من جانبه، يقول الخبير العسكري العميد أحمد رحال، لـ"
عربي21"، إنه "بالنسبة لانشقاق عناصر داعش، فإن مهمتهم انتهت"، في إشارة لاتهام هؤلاء بأنهم تابعون لأجهزة استخبارات.
ومن أبرز الشخصيات الهاربة التي تداول الناشطون أسماءها؛ أبو الحوراء التونسي مسؤول إذاعة البيان في الميادين، وأبو جليبيب التونسي، وأبو طلحة البلجيكي.
ولا يقتصر انهيار المعنويات على حالات الهروب، فهناك عمليات الإعدام الناتجة عن خلافات داخلية، إذ يتحدث أحمد رمضان لـ"
عربي21"؛ عن إعدام التنظيم لعشرين عنصرا تونسيا نتيجة خلافات داخلية، فيما تضاربت الأنباء حول سبب إعدام القيادي أبو الأسباط الذي أعلن التنظيم سابقا مقتله بالموصل. فيما ذكرت بعض الصفحات أن التنظيم أعدم أحد قادته، أبو الأسباط، بتهمة عصيان الأوامر.
وتلقي هذه التطورات بظلالها على معركة دير الزور، حيث يقول ياسر التركي: "لم يعد التنظيم قادرا على تعويض الخسائر أو الهاربين"، لكن "في الغالب سوف يقاتل التنظيم بما تبقى لديه من عتاد وعناصر".
ويرى العميد رحال أن ملامح المعركة لم تتضح بعد، معتبرا أن "داعش عودنا على المفاجآت"، حسب تعبيره.
وهل يُتوقع حدوث اتفاق بين التنظيم والنظام؟ يقول ياسر التركي: "مسألة المصالحات والتسويات العلنية مستبعدة جدا، فهي تفقد التنظيم بقايا المصداقية تجاه من تبقى من المقاتلين في صفوفه من أبناء المنطقة"، في حين يرى العميد المنشق أبو عبد الله العكيدي أن التنظيم سيذوب، معتبرا أنه "لا يوجد شيء اسمه داعش، إنما عناصر مخابراتية وعناصرهم مغرر بهم"، ويرى أن دورهم انتهى بقتال السنة، وفق تقديره.
وحول مستقبل مدينة دير الزور، يرى ياسر أن التوافقات الدولية هي التي تحدد الجهة التي سوف تسيطر على دير الزور من خلال الدعم السياسي وغيره من أنواع الدعم، "فنظريا كل الأطراف قريبة من السيطرة على دير الزور"، كما يقول.
وبالتالي، لا يستبعد سيطرة الثوار من أبناء المنطقة على المدينة، حيث يرى ياسر أنه "في حال حصل الثوار على الدعم السياسي والعسكزي، فسيكون سهلا عليهم السيطرة وبأقل تكلفة"، مشيرا إلى أن "الثوار يتطلعون أن يكونوا جزءا من أي حل دولي يقضي على الإرهاب، ويعيد الاستقرار لسوريا"، بحسب تعبيره.
وفي مسار معارك السبق نحو دير الزور، أسقط جيش أسود الشرقية طائرة حربية للنظام السوري، وتمكن من أسر الطيار علي الحلو، حيث طالب أسود الشرقية بمؤسس
الجيش الحر، الرائد حسين هرموش، ثمنا لتسليم الطيار.
وقد قام النظام السوري بغارات مكثفة انتقاما لإسقاط الطائرة، مما أدى لمقتل القائد في جيش أسود الشرقية، أحمد الجراد.
وفي سياق متصل، قام فرع الأمن العسكري باعتقال عشرات العائلات الديرية القاطنة في مناطق الكباس ودويلعة وكشكول، الواقعت تحت سيطرته. ويربط الناشطون عمليات الاعتقال بالتطورات الميدانية الأخيرة، ولا سيما مطالبة أسود الشرقية بعملية تبادل تشمل حسين هرموش.