استعرض خبير إسرائيلي إمكانية تكرار السيناريو الذي تسبب في إسقاط ملك بريطانيا الأسبق تشارلز الأول، والرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون مع الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب في ظل الأزمات السياسية التي يمر بها منذ توليه السلطة.
ونشت صحيفة "إسرائيل اليوم" الأربعاء مقالا للبروفيسور الإسرائيلي والخبير السياسي شموئيل ساندلر أشار فيه إلى الصدام المستمر بين ترامب ووسائل الإعلام الأمريكية منذ دخوله البيت الأبيض.
ويقول ساندلر: "انتبه كثيرون إلى وجود تشابه كبير بين علاقته (ترامب) مع وسائل الإعلام الأمريكية – وتحديدا تلك المؤيدة للجناح الليبرالي- وبين ما حدث في عهد الرئيس نيكسون، الذي زعم أيضا أن وسائل الإعلام كانت تلاحقه بصورة شخصية".
ويشير الخبير الإسرائيلي إلى أن "من وقف خلف سقوط نيكسون، كانوا الصحافيين العاملين في صحيفة واشنطن بوست الذين كشفوا فضيحة "ووترغيت" التي تعتبر أشهر وأكبر الفضائح في التاريخ السياسي للولايات المتحدة الأمريكية".
ويذكر ساندلر بما كتبه المؤرخ البريطاني المشهور يو تربور-روفر في مجلة "نيويورك ماغازين" بتاريخ 5 تشرين الثاني/نوفمبر 1973، قبل استقالة نيكسون في صيف 1974، "حيث قارن بين فضيحة ووترغيت وفضيحة عزل تشارلز الأول ملك انجلترا في منتصف القرن السابع عشر"، حيث وصلت العداوة بين الملك شارلز وبين البرلمانيين لحرب أهلية أدت لعزل الملك من عرشه وإعدامه".
ويرى المؤرخ البريطاني في مقاله أن "السبب الذي وراء النضال ضد الملك كان هامشيا مقابل الدمار الذي أحدثته الحرب الأهلية، ولكن نظرا لأن طموحات شارلز كانت تنطوي على تهديد المؤسسة الملكية للمؤسسات الديمقراطية المتطورة، فإنه من منظور تاريخي كان هذا نضالا عادلا تماما"، مؤكدا أنه "لم يكن في عهده طريقة قانونية لوقف محاولة الملك البريطاني لتغيير البنية السياسية للمملكة عن طريق تعزيز العائلة المالكة".
وهنا يلفت الخبير الإسرائيلي إلى أن المقارنة التي أراد طرحها المؤرخ؛ هي أن "نيكسون الذي كان بسياسته الداخلية يهدد الديمقراطية الأمريكية عن طريق تعزيز قوة البيت الأبيض وانقضاضه على معارضيه؛ كان من العدل إسقاطه بسبب موضوع هامشي مثل التنصت غير المشروع على معارضيه السياسيين".
وتوقع ساندلر أن "احتمالات عزل ترامب بطرق مشروعة ليست كبيرة، وليس من المؤكد تماما أنه يوجد فائدة من وضع الآمال بأن يجد المحقق الخاص روبرت ميلر مادة تدين ترامب في علاقته مع موسكو".
ويضيف: "مع وجود أغلبية جمهورية في مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين، لا تبدو أنها تعطي التأكيدات من وجهة نظر المتأملين في عزله (..) كما أن الإمكانية القانونية الثانية المتمثلة في عزله من قبل مايك بينس نائب الرئيس وأغلبية أعضاء الوزارة والذين تم تعيينهم من قبل ترامب بسبب عدم صلاحياته الجسمانية لا تبدو واقعية".
غير أن ساندلر ينوه إلى أن وسائل الإعلام المهددة من قبل الرئيس "ستواصل آمالها في إيجاد مادة تدين ترامب مهما كانت ثانوية أو هامشية (..) ما بقي هو الانتظار ورؤية إذا كان ما حدث مع الملك تشارلز الأول والرئيس نيكسون يمكن أن ينجح أيضا مع الرئيس دونالد ترامب".