نشرت "فورين بوليسي" تقريرا للكاتب ريس دوبين، يقول فيه إن سعي
كردستان للاستقلال لم يحظ بكثير من الدعم الدولي، مستدركا بأن رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو قام يوم الأربعاء بإضفاء صفة الرسمية على الدعم الإسرائيلي المتزايد لاستقلال كردستان.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، نقلا عن بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الأربعاء، قوله إن إسرائيل "تدعم الجهود الشرعية للشعب الكردي لإقامة دولته الخاصة به"، مشيرا إلى أن عددا من المسؤولين الإسرائيليين الكبار، بينهم وزراء وجنرال كبير، أعربوا عن دعمهم للاستفتاء على استقلال كردستان
العراق في تاريخ 25 أيلول/ سبتمبر.
ويقول دوبين إنه مع أن الاستفتاء سيكون ملزما قانونيا، فإن الداعمين له يأملون في أنه سيقوي من موقف أربيل في المفاوضات مع الحكومة المركزية، لافتا إلى أن الاستفتاء، الذي أعلن عنه في حزيران/ يونيو، سيكون تتويجا لسنوات من التوتر المتزايد بين أربيل وبغداد حول الأراضي وإيرادات النفط والتفوق العسكري.
وترى الصحيفة أنه "بالنسبة لإسرائيل، فإن دعم استقلال كردستان أمر منطقي جدا؛ فإسرائيل قضت سنوات طويلة تحاول التحالف مع جهات غير عربية في المنطقة، بالإضافة إلى أن أكراد العراق حققوا خلال العقد الماضي سمعة بأن لديهم مقاتلين صلبين، ووصف جنرال إسرائيلي كبير هذا الأسبوع الهوية الكردية المتنامية بـ(التطور الإيجابي الوحيد المتعلق بمستقبل الشرق الأوسط)، بحسب الصحيفة التركية (صباح)".
ويستدرك التقرير بأن الاستفتاء الكردي أفزع بقية العالم جميعا تقريبا، بما في ذلك البلدان التي عملت على إيجاد منطقة تتمتع بحكم شبه ذاتي في شمال العراق، مثل ألمانيا وتركيا وأمريكا.
ويفيد الكاتب بأن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس حث خلال لقائه برئيس حكومة إقليم كردستان، مسعود بارازاني في آب/ أغسطس، على التركيز على الحرب ضد تنظيم الدولة، وعدم السماح للقضايا الأخرى بصرف الانتباه عن ذلك الهدف، وقال ماتيس للصحافيين في أربيل: "همنا الآن هو البقاء مركزين مثل شعاع الليزر على هزيمة تنظيم الدولة".
وتشير الصحيفة إلى أن كلا من الاتحاد الأوروبي والمسؤولين التركيين حثوا حكومة أقليم كردستان على عدم إجراء الاستفتاء، حيث يخشي الاتحاد الأوروبي من أن الاستفتاء سيتسبب بالمزيد من عدم الاستقرار في العراق، في الوقت الذي ترى فيه تركيا، التي يعيش فيها عدد كبير من الأكراد، أن دولة كردية مستقلة في العراق ستفتح الباب على المزيد من تململ الأقلية الكردية لديها، و"كان خوف تركيا من المطامع الكردية هو ما دفعها للتدخل عبر الحدود في سوريا أيضا".
ويلفت التقرير إلى أنه في مقابل ذلك، فإن إسرائيل حافظت على علاقات سرية عسكرية ومخابراتية وتجارية مع أكراد العراق منذ ستينيات القرن الماضي، وبشكل رئيسي بصفتها حاجزا ضد أعدائها العرب في المنطقة.
وينقل دوبين عن مدير مركز سياسات الشرق الأوسط في معهد "بروكينغز" ناثان ساكس، قوله: "كان هذا بناء على سياسة قديمة، كانت تسميها إسرائيل (سياسة الهامش).. فلأن إسرائيل واجهت العداوة من العالم العربي، فإنها سعت لإيجاد حلفاء غير عرب في المنطقة، وكان الأكراد جزءا من ذلك".
وتنوه الصحيفة إلى أن تلك الممارسة بقيت مستمرة حتى يومنا هذا، بحسب ساكس، إلا أنها تطورت لتصبح أكثر تعقيدا مع تحسن علاقة إسرائيل مع مختلف القوى الإقليمية على مر السنين، مشيرة إلى أن تركيا تؤدي دورا متميزا في هذا الوضع؟
وبحسب التقرير، فإن العلاقة الصعبة تحسنت بين البلدين مؤخرا، بعد أن تسبب الصراع في غزة عام 2008- 2009 بتوتر العلاقات، وزاد هجوم إسرائيلي على سفن مساعدات تركية للقطاع عام 2010 من حجم الهوة، منوها إلى أن العلاقات لا تزال متعثرة، ولا يمكن التنبؤ بها.
ويبين الكاتب أن نتنياهو يجد نفسه الآن يوازن علاقة دولته بين الجانبين، ولذلك تشعر إسرائيل بأن خساراتها أقل في إغضاب أنقرة المحتمل، حيث يقول ساكس: "لم تكن إسرائيل سابقا لتفعل هذا (تأييدها للاستفتاء)، أو على الأقل كانت ستكون أكثر حرصا فيما يتعلق برأي تركيا.. والآن بعد أن عادت العلاقات إلى الوضع الطبيعي، فليس هناك توقع لدفء (فيها)".
وتختم "فورين بوليسي" تقريرها بالإشارة إلى أن أيا من السفارة الإسرائيلية أو العراقية أو مكتب تمثيل حكومة إقليم كردستان لم تستجب لطلب التعليق على هذا الموضوع.