الصحف السعودية اتهمت خاشقجي بخيانة الوطن والاصطفاف مع جماعة الإخوان المسلمين- أرشيفية
شنت عدد من الصحف السعودية، الثلاثاء، هجوما لاذعا على الكاتب والصحفي السعودي جمال خاشقجي، على خلفية مقاله الذي نشره في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
ونشرت صحيفة "عاجل" مقالا للإعلامي السعودي، محمد الطاير، الذي اتهم، جمال خاشقجي، بأن له "تاريخا أسود"، بحكم معرفته به وعمله معه قبل أعوام.
وقال الطاير إنه يعرف خاشقجي منذ أعوام عديدة وكان دائمًا يراهن على علاقاته بالإعلام الغربي "ويعتقد أنه قوي"، متهما خاشقجي بـ"تقاضي 9 ملايين من تميم آل ثاني حاكم قطر للإساءة للنظام السعودي".
وأضاف أن أول لقاء له بخاشقجي كان "عندما جاء منتفخا بعد أن أبلغوه أنه سيعود رئيسا لتحرير جريدة الوطن، حيث إنه اقتحم مكتب عثمان الصيني وهو غائب في جولة خارجية، ما أثار احتقار الجميع له بسبب تلك الفعلة".
وأردف بأن "خاشقجي عندما أساء لولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مقالته بواشنطن بوست، فهو بهذا قد أساء لـ30 مليون سعودي، إذ إن ولي العهد يمثل رمزا للوطن ومستقبله".
وتابع الطيار: "لو تكتب ألف مقالة لن تغير شيئا، لأنك ببساطة متناقض.. تاريخك أسود.. ولك أرشيف طويل في دعم الجماعات الإرهابية سيكشف قريبا". لافتا إلى أنه قريبا سيكتب تقريرا بعنوان "خاشقجي وحزب الله.. القصة التي لم تذكر".
وزعم الطاير أن "قروب حزب الله اشترى خاشقجي بجلسات في كامباوند خميس مشيط"، متهما خاشقجي بـ"دعم لوبي حزب الله بجريدة الوطن، وتسبب باستقالته واستقالة الصحفي محمد الشهري".
وواصل الطيار هجومه على خاشقجي بالقول: "كنا لا نرى الإخونجي واقفا على الصفحة الأولى إلا عندما يكون فيها إساءة لهيئة العلماء، أو تشكيك بالدولة، كان يحرص على طبخها".
وفي مقال نشرته صحيفة "المواطن"، شنت الكاتبة السعودية رقية الأحمد، هجوما على خاشقجي بالقول إنه ممن باعوا الوطن، وسلكوا طريق "الجماعات" المسيّسة، بذريعة أنّهم يريدون الإصلاح والخير والسلام، لاسيّما أنَّ الحياد أمام قضايا الوطن خيانة.
وقالت إن "خاشقجي، متناسيا مصالح الوطن والمواطن، ليلعب دورا غاية في القبح، والاستتار خلف المسمّيات لترويج الكذب، وافتراء الشائعات، وصولا إلى الاصطفاف خلف جماعة الإخوان المسلمين، ليس في السعودية وحدها بل في غالبية دول العالم الداعية لمكافحة الإرهاب".
وأضافت الكاتبة أنه "روج وشارك في ما سمي بـ"حراك 15 سبتمبر" الفاشل، الذي دعا إليه المرتزقة المقتاتون على فتات الدوحة"، مشيرا إلى أن "المؤمن بالوطن، لا يمكن أن يؤمن بفكر الإخوان، فكلاهما لا يتّسقان معًا، هذه جماعة تريد احتلال العالم".
واتهمت الأحمد، الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بـ"خيانة الوطن والمواطنين، الذين اختاروا طريق بناء المستقبل، بالسواعد السعودية، وليس على حساب أبنائه بل لأجلهم، ولأجل حياة كريمة ينعمون فيها بخيرات بلادهم ومقدّراتها".
وتابعت قائلة: "بعد أن يئس خاشقجي وشلّته من المارقين على الوطن، من وجود موطئ قدم لهم بين الجموع الساعية للبناء والارتقاء بالوطن، عبر تنفيذ رؤية المملكة 2030، التي وضعها ولي العهد محمد بن سلمان... خرج من منابر الغرب لا من منابر الوطن ليسيء للوطن".
وأردفت الأحمد بأن "خاشقجي لم يدن قمع 50 ألف تركي، بل كتب مؤيدا للقمع، إثر الانقلاب على الجماعة التي يقودها رجب طيب أردوغان في أنقرة، لأن ولاءه ليس لوطنه بل للحزب والتنظيم، ليثبت أنّه وفي كل مراحل حياته، كان يراهن على علاقاته بالإعلام الغربي ويعتقد أنه قوي، متناسيا أن زمن الابتزاز انتهى، وأن الأقلام المأجورة سريعة الكسر".
وبعد موجة الهجوم التي شنها عليه نشطاء وصحف سعودية، رد جمال خاشقجي، عبر حسابه في "تويتر" قائلا: "الذين انبروا بهجوم شخصي ضدي عقب مقالي بالواشنطن بوست، بإمكانهم الرد عليه بمقال بنفس الصحيفة إن كان لديهم حقائق تنفيه وأحسب أنها لن تردهم".
وأضاف أن "الولاء للقيادة والوطن يكون بكلمة حق ونصيحة صدق، وهو ما فعلته وسأفعله".
وردا على قول بعض المغردين السعوديين إن خاشقجي لم ينتقد حملة الاعتقالات في تركيا، علق قائلا إن "دولتنا أيدت الإجراءات التي اتخذتها تركيا وسلمتهم مطلوبين، هناك اخترق تنظيم الجيش والدولة ونفذ انقلابا دمويا قتل فيه مئات فلا تخلط هذا بذاك".
وكان خاشقجي، قد نشر، الثلاثاء، مقالا في صحيفة "واشنطن بوست" تحدث فيه عن التطورات الأخيرة التي شهدتها السعودية من حملات اعتقال شملت العشرات من الدعاة والمفكرين والاقتصاديين.
وقال في مقاله إنه كان يلتزم الصمت خلال السنوات الماضية عند اعتقال "أصدقائه"؛ وذلك لخوفه على حريّته، وعائلته، ووظيفته.
وتابع بأنه قرر الآن التحدث، بعد تركه لبيته وعمله في السعودية، وانتقاله للإقامة في واشنطن، قائلا إنه يستطيع التحدث الآن، بخلاف كثيرين لا يقوون على ذلك، في إشارة إلى السعوديين في الداخل.
وبحسب خاشقجي، فإن "السعودية لم تكن دائما كما هي الآن"، موضحا أن السعوديين يستحقون أفضل من واقعهم.
ولم يخف خاشقجي أنه معرض للاعتقال فور عودته إلى السعودية، واصفا ما حدث للمعتقلين مؤخرا بأنه أمر "مؤسف".
وكشف خاشقجي عن تواصله مع شخصيات سعودية مقيمة في لندن وإسطنبول؛ لمحاولة فهم ما يجري في المملكة من اعتقالات شملت مثقفين وأكاديميين، ذكر منهم الاقتصادي البارز عصام الزامل، الذي كان ضمن وفد سعودي رسمي في الولايات المتحدة قبل اعتقاله بمدة قصيرة.
واستهجن خاشقجي حملات التحريض، التي قادها سعوديون على بعض مواطنيهم، وربطهم بـ"جماعة الإخوان المسلمين"، التي "يحتقرها" ولي العهد محمد بن سلمان، وفقا لخاشقجي.