جدل محتدم راقبه النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ بين أسرة الرئيس الراحل جمال
عبد الناصر والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية السابق بمصر،
عمرو موسى.
الجدل بدأ مع نشر موسى مذكراته مؤخرا؛ حيث ذكر فيها أن عبد الناصر كان ديكتاتورا وأنه كان يستورد طعاما خاصا به من سويسرا.
وقال موسى في مداخلة هاتفية مع برنامج "كلام تاني" على فضائية "دريم": "قدمت رؤية نقود للعهود التي مرت بها منذ نهاية الأربعينات؛ وتحليلا نقديا لتلك العقود والتي أدت للظروف التي وصلنا إليها".
وأضاف: "صحيح أن جمال عبد الناصر له دور تاريخي كبير في
مصر، لكن يجب أن نتعامل نقديا مع سياساته. وإذا كنا نريد أن نتحدث كلاما موضوعيا، فلا بد أن نتحدث عن هزيمة 67 وأسبابها ولماذا حصلت؛ وتحميل مسؤوليتها لمن تسبب بها، وذلك في إطار التعامل النقدي وليس التجريح"، وفق قوله.
وفي كتابه، وصف موسى؛ عبد الناصر بالديكتاتور الذي قاد مصر إلى الهزيمة، واعتبر أن مظاهرات التنحي مسرحية، وأن سياسات عبد الناصر التي امتدت إلى عهود الرؤساء الذين خلفوه؛ هي السبب في اندلاع ثورة يناير 2011.
"هذا هراء"
ما ذكره عمرو موسى أطلق غضبا واسعا بين الناصريين، لا سيما أسرته. فقد وصف نجله عبد الحكيم، في مداخلة هاتفية له مع برنامج "العاشرة مساء" على فضائية "دريم"، ما أورده موسى بأنه "هراء"، مضيفا: "لن أتنازل للرد عليه".
وقال نجل عبد الناصر: "فيما يخص غذاء والدي، احنا كنا بنشرب من مياه الحنفية، وأنا عشت أسعد طفولة لأن والدي كان فقط جمال عبد الناصر وهذا شيء لا يستطيع أحد شراؤه بمليارات العالم"، بحسب تعبيره.
صور عبد الناصر في ثورة يناير!
وأضاف عبد الحكيم: "اللي ميحبش جمال عبد الناصر يشوفله بلد تانية يعيش فيها، الشعب حسم هذا الموضوع بثورتين في 25 يناير مرفعش غير صور جمال عبد الناصر وقضى على الإخوان بصور جمال عبد الناصر"، على حد قوله.
"كلام حشيش"
أما شقيق جمال عبد الناصر الأصغر، عادل، فاعتبر أن ما ورد بشأن طعام جمال واستيراده من سويسرا "كلام حشيش".
وأردف عادل عبد الناصر في تصريحات لصحف محلية: "عمري ما شفت في بيته غير البطيخ والشمام والكوسة والبامية"، وفق قوله.
وأرجع عادل سبب هجوم موسى على شقيقه؛ إلى أن ابنة عمرو موسى تزوجت من حفيد عبد الناصر، أحمد أشرف مروان، ثم انفصلا فيما بعد، وهو ما تسبب في مشكلات بين الجانبين، معتبرا أن هذا هو سبب الهجوم، كما قال.
الأذرع الإعلامية تشارك
الانتقادات لم تقتصر على عائلة عبد الناصر، بل شارك فيها كتاب وإعلاميون، فقالت الكاتبة فريدة الشوباشي: "عمرو موسى بيقول إن عبد الناصر كان بيجيب أكله من سويسرا. أكيد الريّس كان بيبعته هو يجيب الأكل وإلا عرف إزاي؟ حد يقوللي".
أما الذراع الإعلامي للانقلاب، مصطفى بكري، فقال بدوره: "طعام جمال عبد الناصر كان الجبنة والخيار، أول مرة أسمع أنه كان يرسل مندوبا لسويسرا، عبد الناصر كان بسيطا في حياته، ولم يسع لأن يكون مختلفا عن الشعب المصري"، على حد وصفه.
وأضاف: "هذا الكلام استفزني.. أول مرة أسمع هذا الادعاء، لم يحدث ولم يرو تاريخيا، والاستخبارات الأمريكية فتشت في ملف عبد الناصر، وقالوا مقولتهم الشهيرة: فتشنا في الملف ولم نجد رذيلة لجمال عبد الناصر"، بحسب قول بكري، وهي المقولة التي كررها لاحقا نجله عبد الحكيم في مداخلة هاتفية له.
النشطاء: لا زلنا نعيش توابع كوارثه السياسية
أما عبر مواقع التواصل، فقال سالم حليم: "أكل إيه اللي بتتكلم فيه واحنا لسه عايشين لحد دلوقتي في كوارث هزيمة 67 اللي عملها أبوك؟ وسكان المقابر اللي معرفتهمش مصر إلا في عصر أبوك بتاع الاشتراكية؟".
وقال قدري عبد الفتاح: "#عبدالناصر_وعصابته الذي نعاني من حكم ديكتاتوري ورثه لمن جاء بعده، نفس العصابة اللي نهبت خيرات البلد، عبد الناصر اللي خدعنا وأوهم الشعب أن عندنا القاهر والظافر ودي صواريخ مصرية هتدمر إسرائيل ومن وراء إسرائيل حتى فؤجئنا بهزيمة تقيلة أصبحت أكبر عار ولعنة لعبد الناصر كل من يهلل له ويمجد عصره اتكسفوا وتواروا عن الأنظار يا من تفتخرون به".
وكتب أحمد صبري: "عبد الناصر كان ديكتاتور وقح وعاش هو وأعوانه في ترف ورفاهية على حساب الشعب، ودمر الجيش المصري وأفرغ الخزينة المصرية وفتح السجون لتعذيب من يخالفه".
وغرد عبد العزيز إسحاق: "كل تصريح يكشف "هالة" جمال عبد الناصر المزيفة أسعد به، حان الوقت لتصحيح التاريخ العربي وإعادة إنتاج وعي الأمة بالحقائق والأدلة".