للعام الثالث على التوالي تحتضن مدينة إسطنبول المعرض الدولي للكتاب العربي بمشاركة دور
نشر من مختلف البلاد العربية، إلى جانب عدد من دور نشر تركية تطبع
الكتاب العربي.
وانطلقت أولى فعاليات المعرض الدولي العربي الثالث للكتاب بإسطنبول أمس الجمعة، بمقر اتحاد الكتاب الأتراك، تحت عنوان "ملتقى الثقافة الإسلامية والأدب العربي" بمحاضرة للشاعر والروائي الأردني أيمن العتوم، حول القراءة المثمرة في ظلال كلمة اقرأ .
وقال مدير دار الكتاب العربية، التركي إسماعيل زامبوول، إن سوق الكتاب العربي يشهد ازدهارا منذ عامين وتحديداً بعد إقرار الحكومة التركية تدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية في المدارس التركية، ما ترتب عليه إقبال أبناء الشعب التركي على تعلم اللغة العربية واقتناء الكتب باللغة العربية.
وأضاف زامبوول في تصريحات خاصة لـ
"عربي21" أن تزايد شريحة الأتراك المهتمين باللغة العربية والكتاب العربي، دفع العديد من دور النشر التركية إلى
طباعة الكتاب العربي.
وأكد مدير دار القلم الدمشقية للنشر زاهر بصبوص، أن هناك تزايدا ملموسا في أعداد الجاليات العربية المتواجدة في إسطنبول ومن ثم تزايد حاجتهم للكتاب العربي، لاسيما وأن السوريين يحتلون الصدارة بمن فيهم من مثقفين وإعلاميين وأكاديميين ناهيك عن الطلاب والدارسين في مختلف المراحل من مختلف الجنسيات العربية.
وأوضح بصبوص لـ
"عربي21" أن العام الماضي شهد افتتاح نحو 50 جامعة جديدة في
تركيا تعنى بالاهتمام باللغة العربية والدراسات الإسلامية للطلاب العرب والأتراك، لإعداد الأئمة والخطباء، وهو ما يزيد أيضا من الإقبال على الكتاب العربي.
وأشار إلى أن العديد من دور النشر العربية تسعى لفتح أفرع لها بإسطنبول، رغم العقبات المالية التي تواجههم، مؤكدا أن بعضها حصلت بالفعل على ترخيص مثل دور النشر التركية، وذلك بفضل دعم رئيس اتحاد الناشرين الأتراك طيفور ايسن، ونائبه محمد أغير أقجة الذين يقدمون التسهيلات لقيام مثل هذا المعرض.
من جهته أكد رئيس دار الخير الإسلامية – المنظمة للمعرض- بلال أبو الخير لـ
"عربي21" أن المشاركة من قبل دور النشر العربية في هذا المعرض الدولي للكتاب العربي بتركيا يتزايد عاما بعد الآخر، مضيفا أن الناشرين العرب يحظون بالدعم العيني والمعنوي من قبل الحكومة التركية ممثلة في وزارة الثقافة واتحاد الناشرين الأتراك.
وأضاف أن اتحاد الناشرين الأتراك يستضيفهم كل عام في أحد مقراته بمنطقة السلطان أحمد التاريخية السياحية مما يساهم في زيادة عدد رواد المعرض فضلا عن الكثير من التسهيلات.
وأشار إلى أن المعرض يستهدف نحو أربعة ملايين عربي متواجدين في تركيا من مختلف الجاليات، وأغلبهم طلاب دارسون بالمدارس والجامعات فضلا عن الأكاديميين والمثقفين وغيرهم.
وقال إن المعرض يقدم حلاً للتغلب على ضعف وجود الكتاب العربي في تركيا ويسعى لسد العجز في هذه الفجوة، لافتا إلى وجود المئات من طلاب اللغة العربية من مختلف الدول الأوروبية الذين يلجؤون إلى إسطنبول للحصول على الكتاب العربي باعتبارها أقرب لهم من الدول العربية بحكم الجوار، وهو ما يجعل لديهم في المعرض زبائن من بريطانيا وكوسوفو وفرنسا وألمانيا وكذلك أمريكا وباكستان وطاجكستان وغيرهم.
وأضاف أبو الخير، أن المعرض سوف ينظم عددا من الندوات لأدباء ومفكرين عرب وإسلاميين خلال فترة انعقاده، من بينهم الروائي الأردني أيمن العتوم، والمؤرخ الإسلامي الليبي د علي الصلابي، حول سنن الله في الأرض عبر التاريخ اليوم السبت، والشاعر الفلسطيني جهاد التربالي حول غزاة التاريخ والغلو التاريخي الأحد، ود. رضا الحديثي حول مدرسة الصحابة لاكتشاف المواهب وتوظيف الطاقات الاثنين، ود محمد خير موسى الثلاثاء.
ويختتم المعرض أنشطته بمحاضرة د طارق سويدان، بعنوان "نصائحي لنفسي لو عاد بي الزمان" مساء السبت 30 سبتمبر حيث يستمر المعرض حتى الأول من أكتوبر المقبل.
ويضم المعرض بين جنباته نحو 10 آلاف كتاب عربي ثقافي وديني وأدبي وتاريخي، بمشاركة أكثر من 20 دار نشر من سوريا والسعودية ومصر وباكستان وتركيا وبيروت والكويت.